السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

"قتلته ورمته وانتحلت شخصيته"... شقيق الضحية فادي العاليه يروي لـ" النهار" تفاصيل الجريمة المروّعة

المصدر: "النهار"
الضحية فادي العاليه
الضحية فادي العاليه
A+ A-
قبل شهر من اليوم تقريباً، فقدت عائلة العاليه الاتصال مع ابنها فادي، ومنذ ذلك الوقت أو تحديداً بعد أيّام قليلة من تاريخ 18 آب الفائت، بدأت رحلة البحث عن فادي، لتنتهي في منطقة رأس الجبل (عاليه)، حيث عُثر على جثته مرمية ومغطاة بورق شجر لاخفائها ومشوّهة بفعل مادة "الأسيد" التي ألقيت عليها بهدف تشويهها لإخفاء معالم الجريمة وهوية الضحية.
 
في هذا الاطار، روى أحد أشقاء الضحية لـ"النهار" تفاصيل رحلة العذاب التي عاشتها العائلة، مؤكداً أنّ "جميع أفراد العائلة يعيشون نوعاً من الصدمة، إذ إنهم لم يظنوا يوما أن زوجة أخيهم فادي قد تكون مجرمة إلى هذا الحد".
 
وقال: "قبل نحو شهرين، عاد أخي فادي إلى منزله الكائن في منطقة البساتين، ليجد زوجته "لينا نصر الدين" (لبنانيّة) مرمية بين أحضان عشيقها".
 
عندها قرّر أخي أنّ يلجا إلى الحلّ المنطقي والعقلاني ويبتعد عن ردود الفعل العنيفة، فأوكل مهمة إعداد أوراق الطلاق إلى أحد المحامين الذي باشر بالملف وسط إصرار من قبل الزوجة على أن يتم الطلاق دون التعرّض لسمعتها  وغض النظر عن فعل الخيانة الذي ارتكبته".
 
ويضيف شقيق فادي: "خلال هذا الوقت،  قرّر أخي مغادرة منزله وتقسيم يومياته بين العمل بين المبيت عند شقيقتنا فاتن العيّاش التي تمتلك مشروعاً سياحيًّا".
 
بعد منتصف شهر آب الماضي، وبعد أن اعتادت فاتن أن يزورها فادي بشكل ثابت كل يوم خميس وجمعة وسبت وأحد، غاب عنها دون أيّ اتصال أو عذر، فطلبت أختي من والدي أن يتفقّده في منزله في منطقة البساتين.
 
وهكذا فعل والدي، زار منزله القريب من منزل العائلة الأساسي، وسأل زوجته عنه فقالت له انّ فادي سافر إلى سوريا.
 
طبعاً لم يقتنع الوالد، وعاد بعد أيام قليلة، ليجد الزوجة تحرق بعض الأشياء في باحة قريبة من المنزل، فراوده الشك وأبلغ جهاز أمن الدولة.
 
وهنا لا بد من القول إن "عناصر أمن الدولة قاموا بواجباتهم على أكمل وجه، إذ اكتشفوا عبر التحقيقات، أنّ الجريمة وقعت داخل المنزل".
 
وعن تفاصيل الجريمة، قال شقيق الضحية: "طلبت زوجة شقيقي فادي منه القدوم إلى المنزل لمناقشته في أوراق الطلاق، وكانت قد حضرّت له طبقاً من الطعام ودسّت فيه السمّ، وبعدما تناوله فارق الحياة مباشرة. لكن الزوجة وبالتكافل والتعاضد مع عشيقها وصديقه، لم يكتفوا بموت فادي، إنما قاما بنقل جثته إلى أحراج عاليه وعملا على دفنها بعدما رميا عليها مادة "الأسيد"، فشوهوها ظناً منهما أنهما قد يشوهان الحقيقة".
 
وأشار شقيق الضحيّة إلى أنّ "زوجة فادي لم تكتفِ بجريمتها، إنما قامت بمصادرة هاتف زوجها وأرسلت رسائل نصيّة لأكثر من فرد من أفراد الأسرة محاولة تضليل التحقيق وافتعال بعض المشاكل".
 
 
 
 
إلى ذلك، أعلنت القوى الأمنيّة أنّه "بتاريخ 26-08-2023 ادعى أحد المواطنين أن ابنه المدعو: ف. ع. (مواليد عام 1976، لبناني) غادر منزله الكائن في محلة البساتين-عاليه حوالي الساعة 21،00 من تاريخ 20 -08 -2023 ولغاية تاريخه لم يَعُد".

وأضافت: "على أثر ذلك، أعطيت الأوامر لشعبة المعلومات للمباشرة بالإجراءات الاستعلامية والتقنية لكشف مصيره. وبنتيجة المتابعة التي قامت بها دوريات الشعبة في بلدة البساتين، وباستيضاح زوجة المفقود المدعوة: ل. ن. د. (مواليد عام 1980، لبنانية) عن المعلومات المتوافرة لديها، صرّحت أنه ليل 20 -08 -2023 حضر شخص مجهول على متن سيارة مجهولة المواصفات وغادر زوجها برفقته إلى جهة مجهولة، وتعتقد أنه غادر إلى سوريا. ولم تتقدّم بادعاء، كونه سابقا غاب عن المنزل أيام عدّة بالطريقة ذاتها. وقد تواصل معها مرات متعدّدة عبر الواتس آب وأخبرها أنه بخير".

وتابعت: "بناء عليه، باشرت القطعات المختصة في الشعبة تحليل المعلومات التي أدلت بها زوجة المفقود، حيث تبيّن أن الموقع الجغرافي لرقم هاتف زوجها بقي في منطقة البساتين من تاريخ 20 -08 -2023 لغاية تاريخ 26 منه، مما أثار الشكوك حول المعلومات التي أدلت بها الزوجة. بخاصة أنه تبين بنتيجة الاستقصاءات والتحريات وجود خلافات بين المفقود وزوجته".

أعطيت الأوامر للعمل على تفتيش منزل المفقود وإحضار زوجته للتحقيق معها.

وفي التفاصيل، بتاريخ 08 -09 -2023، انتقلت قوة من شعبة المعلومات إلى محلة البساتين وقامت بتفتيش منزل المفقود حيث وبنتيجة الكشف داخل غرفة نوم المفقود، تبيّن أن الفراش غير موجود على السرير، كما ووجود آثار حريق خارج المنزل. ومن خلال الكشف في محيط المنزل، تم العثور على بقايا معدنية للفراش، فجرى توقيف الزوجة واقتيادها إلى مركز التحقيق.
وأنكرت الزوجة في البداية علاقتها باختفاء زوجها ووجود أي خلافات بينها وبينه. وبعد مواجهتها بالأدلة التي تثبت وجود خلافات بينهما نتيجة إقامتها لعلاقات غرامية مع أحد الأشخاص من الجنسية السورية، إضافة إلى مواجهتها بالأدلة التي تثبت قيامها بحرق الفراش بعد اختفاء زوجها، اعترفت أنها على علاقة غرامية مع المدعو: ف. ع. (مواليد عام 1972، سوري) وهو صديق زوجها ومقيم في بلدة بيصور.

وبعد اشتباه زوجها بوجود هذه العلاقة، منعها من التواصل مع الأخير أو لقائه، عندها قرّرت التخلّص منه وقتله. ولهذه الغاية اشترت سم قاتل نوع "لانيت"، وبدأت بالتحضير لعملية القتل بعد أن أخبرت عشيقها بالأمر، واتّفقت معه على تنفيذ الجريمة.

وبتاريخ 20 -08 -2023، نفّذت الجريمة عن طريق دسّ كمية كبيرة من السم في وجبة طعام زوجها، بعد أن استدرجته لتناول "الملوخية" وهي وجبته المفضلة. وبعد تأكّدها من وفاته قامت بنقل الجثة إلى محلة رأس الجبل في عالية بمساعدة عشيقها على متن سيارتها نوع "مرسيدس". وفي اليوم التالي قامت بحرق الفراش كونه انبعثت منه رائحة كريهة في المنزل، وأضافت أنها بمفردها نفّذت الجريمة، وساعدها عشيقها في نقل الجثة إلى بلدة عاليه.

تم مطابقة أقوال الموقوفة مع الوقائع التقنية وإفادات الشهود، وتم العثور على جثة المغدور في منطقة رأس الجبل في عاليه، حيث تمّ التثبُّت من أنها عائدة له بواسطة تحليل الحمض النووي"DNA".‏

بنتيجة المتابعة للمدعو (ف. ع.) للعمل على توقيفه، تبيّن أنه فرّ بطريقة غير شرعية إلى الأراضي السورية عبر بلدة عين عطا، وتم توقيف المتورّطين في عملية تهريبه.

تم تسليم الجثة إلى ذويها، وأجري المقتضى القانوني بحق (ل. ن. د.) وأودعت المرجع المختص بناء على إشارة القضاء، وتم تعميم بلاغ بحث وتحرٍّ بحق (ف. ع)، والعمل مستمرّ لتوقيفه".
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم