الخميس - 09 أيار 2024

إعلان

الجناح اللبناني في "إكسبو دبي 2020"... إشراقةُ صورة جميلة لبلد يغرق في الأزمات (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
بتول بزي
بتول بزي
مراجيح لبنان مساحة حريّة لزوار "إكسبو 2020 دبي".
مراجيح لبنان مساحة حريّة لزوار "إكسبو 2020 دبي".
A+ A-
"في أزمنة العَتم والرجاء معاً نكمل المسار
يُضيء فينا قنديل الأمل في الطريق الأكيد...
يا ذا الرحمة،
أرشدهم في المعرفة:
بأنّ الرغيف والبسمة، والخوف والأمان،
لا دينَ لها ولا وطن!".
 

البداية مع دعاء يُرحّب بزائر الجناح اللبناني في "إكسبو دبي 2020". لعلّ الشاعر اللبناني ميشال معيكي، حين صاغ أحرفه على نيّة البلد، كان مدركاً أنّ الأرزة لن تنكسر. رمزُ الوطن وشموخه، ودليلُ سائحي دبي إلى مسارهم نحو لبنان. نكتب عن الجناح اللبناني في أكبر معارض الشرق الأوسط والعالم، تزامناً مع عيد الاستقلال، بعد جولة لـ"النهار" في داخله. المناسبة تليق بتميّز الشباب. متّحدون، لأجل صورة بلدهم المنتِج في الخارج، بالرغم من تناقضاته الداخلية.
 

تُعانق سيدة حريصا الداخل إلى الجناح اللبناني، وهي الأمّ الحاضنة لأبنائها في كلّ بقاع الأرض. إلى جانبها قلعة بعلبك، الحضارة والتاريخ. شاشات كبيرة تعرض بألوان مبهرة تضاريس لبنان وطبيعته الخلّابة. معالم أثريّة ودينيّة وثّقها المؤرخون على مدى قرون. هنا دبكة الأصالة وكأس النبيذ الفاخر. صحن التبّولة وسفرة المقبّلات اللبنانية، تُرافقها أجواء السّهر الصّاخبة. لبنان يضجّ بالحياة.
 
 
 غرقت الدولة بانهيارها الاقتصادي فحضرت أيدي الشباب الفاعلة. فوز شركة من القطاع الخاصّ بمناقصة مع وزارة الاقتصاد لتنفيذ المشروع في دبي عزَّز فرصة لبنان بالمشاركة في "إكسبو 2020"، بعدما قدّمت الإمارات مبنى الجناح، مع دعم كامل لإنجاح هذه الخطوة.

"Together we walk" نتاجُ اتحاد مجموعة من اللبنانيين من أبناء البلد ومغتربيه. عملٌ تصفه المتحدّثة باسم الجناح اللبناني خلود عزالدين بـ"الجماعي، يداً بيد"، يهدف إلى "دعم الطاقات اللبنانية وتغيير صورة البلد أمام العالم، ومن خلاله نسعى إلى تقوية القطاعات الإنتاجية، وتصدير الطاقات البشرية لِبناء البلد من جديد".
 
 
رحلة زائر الجناح اللبناني في "إكسبو 2020" تبدأ مع الشباب المُرحّب عند المدخل، الذي يترك بسمة على وجوه الضيوف العرب والأجانب. وبعد التعريف بطبيعة لبنان وتراثه، ثمّة زاوية فنية خاصّة لعرض أهمّ أعمال الحرفيين المشغولة يدويّاً من السيراميك، بعدما اشتهر لبنان، منذ الثمانينيّات، بتصديره السيراميك إلى العالم، وبيده العاملة المحترفة للفنّ والنحت.
 
 
وككلّ عمل إبداعيّ لبنانيّ يجوب العالم، لم يغفل القيّمون على الجناح اللبناني عن تخصيص زاوية دعم للخرّيجين اللبنانيين. فمن خلال "مركز الأعمال"، يمكن لأيّ طالب تقديم سيرة ذاتية لتأمين فرصة عمل في لبنان والخليج والعالم. كذلك يُمكن لأيّ مبتدئ، ساعٍ إلى شراكة مع مستثمرين في "إكسبو" أو خارجه، التقدّم بطلب للمساعدة على تأمين التواصل مع الجهات المختصّة في مجاله.
 
 
مراجيح لبنان مساحة للحرية. حبال طويلة تُعلّق الزائر بين السماء والأرض وسط صخب الأغاني والأضواء. ومن حوله، مشاهد تُعيده بالذاكرة إلى زقاق القرى اللبنانية، كورنيش المنارة، صخرة الروشة، جبال أرز الباروك، ورحلة سريعة على متن طيران "الشرق الأوسط". لحظات تُثبت أنّ شريان الحياة في بيروت لم ينقطع بعد، وأنّ ثمّة روحاً لدى الشباب تنبض للعطاء.
 
يتفاعل الزائرون مع المراجيح بفرَح. لاقت هذه الفكرة رواجاً وجماهيريّة كبيرة لدى رواد "إكسبو 2020"، فكانت بصمة مميّزة بين عشرات الأجنحة الموزّعة على مساحة ضخمة جدّاً، يصعب تفقّدها في يوم واحد.
 
  
لم يكُن الجناح اللبناني جناحاً عابراً. تُخبر عزالدين "النهار"، وإلى جانبها زوّار أجانب ينتظرون عشاءً لبنانيّاً في باحة الجناح، أنّ "الرواد يبدون إعجابهم بما يشاهدون، وبالمأكولات اللبنانية المقدَّمة. أمّا اللبنانيون، فيبدون تأثرهم خلال زيارة مساحة بلدهم... الشعب يحبّ بلده، ولم يتوقّع تحقيق هذا العمل بالرغم من الصعوبات".
 
 
ومن المطبخ اللبناني، تفوح رائحة مأكولات البلد، لا يغيب عنها كأس النبيذ بأنواعه، والذي يُقدَّم للزوّار كبصمة خاصّة للتذوّق. ولأنّ النبيذ اللبناني جاب العالم بمذاقه الفاخر، يتطلّع الجناح الفرنسي إلى شراكة مع نظيره اللبناني، لتقديم الجبن الفرنسي المناسب للنبيذ اللبناني بعد إخضاعه للاختبار في فرنسا.
 
 
أمّا تجارياً، فثمة زاوية خاصّة لعرض 47 علامة تجارية لبنانيّة، يتمّ تجديدها كلّ أسبوعين، ليُمنَح المصمّمون والمنتجون اللبنانيّون فرصة بيع أعمالهم المتنوّعة، من الملابس، الحرفيّات، اللوحات الفنية وغيرها من البضائع اللبنانية.
 
 
تشكّل مشاركة لبنان في حدث عالمي مماثل فرصة كبيرة ومهمّة لجذب الاستثمارات، إضافة إلى إظهار المهارات اللبنانيّة ودمج الأفكار والقدرات مع الشركات القويّة لخلق فرص عمل جديدة، والتي تُعَدّ من أهمّ أهداف الشركة المسؤولة عن الجناح. تقول عزالدين إنّ "هناك أشخاصاً متحمّسين فعلاً للاستثمار في لبنان، ليس فقط من الدول الأوروبية بل من الآسيوية أيضاً، إذ حضر ممثل التجارة العامة في الهند إلى الجناح، مبدياً نيّته بلقاء المسؤولين في وزارة الاقتصاد للبحث في استثمارات في داخل لبنان".
 
وعلى مستوى العمل المحلّي، يسعى الجناح اللبناني في "إكسبو 2020" إلى تقديم الفرص للشركات المحلية الناشئة، بحسب عزالدين، التي تؤكد أنّ "عرض أيّ منتج لبناني، كالمونة مثلاً، في زوايا (إكسبو)، يمثّل فرصة مهمّة للترويج له ليكون موجوداً لاحقاً في السوق الإماراتيّة، وهذا ما يعزّز تطوّر الشركات المحليّة اللبنانية إلى شركات إقليميّة وعالميّة".
 
 
تجد عز الدين بتجربتها في "إكسبو 2020" تأكيداً لقدرة الشباب على التغيير، وهي المؤمنة بأنّ "الجالية اللبنانية من أهمّ الجاليات في العالم، وأنّ اللبنانيين يتولّون مناصب عالية جدّاً بفضل قدراتهم". وعبر "النهار"، تبعث برسالة إلى الشباب بالقول: "أيديكم ليست مكفوفة، وبإرادتنا وذكائنا يمكننا الوصول".

10452 كيلومتراً مربّعاً هي مساحة لبنان في استقلاله الـ78، وأمتار إضافيّة في "إكسبو دبي 2020"، تعبُر بالوطن إلى العالم، وَمضة نور في الظَلمة.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم