الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

مشروع AR2020... إنقاذ البيئة البحرية ووجهة لعشاق الغوص والصيد

المصدر: النهار
من مشروع AR2020
من مشروع AR2020
A+ A-
في إطار تعزيز التنوّع البيولوجيّ البحريّ وتحسين إمكانيّات مصايد الأسماك وأنشطة السياحة البيئية البحرية من خلال نشر الشعاب الاصطناعية قبالة السّاحل اللبنانيّ، أطلقت جامعة "البلمند" مشروع AR2020، الذي قضى بإقامة حَيْدٍ بحريّ اصطناعيّ، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، بمحاذاة شاطئ بلدة البربارة الكائنة في قضاء جبيل، والمتاخمة لقضاء البترون. بذلك، أصبح لعشّاق الغوص والصيّادين وجهة جديدة في لبنان.

فكرة المشروع ليست جديدة، فقد انطلقت ما بين العامين 2010 – 2011، وسبقتها فكرة مماثلة قضت بإقامة حيد اصطناعيّ في منطقة العبدة (شمال لبنان) وحديقة بحرية في صيدا.

قام الاتحاد الأوروبي باستدراج عروض لتمويل مشاريع تتعلّق بالمحافظة على الحياة البحرية، ثم جرى تنفيذ المشروع بواسطة برنامج الموارد البحريّة والساحليّة (MCR) وجامعة "البلمند".

قدّمت جامعة "البلمند وغيرها اقتراح مشروعها للأحياد الاصطناعية إلى الاتحاد. وفي العام 2018 تمّ اختيار مشروع الجامعة من بين مشاريع أخرى لبناء حيد بحريّ اصطناعي، فشرعت الجامعة بإجراء الدراسات الميدانيّة لتحديد نقطة إنشائه.

في حديث لـ "النهار، يروي مدير المشروع، مدير معهد الدراسات البيئية في جامعة "البلمند"، الدكتور منال نادر، مراحل تنفيذ المشروع. فبعد إعداد الدراسات البحرية المطلوبة، تمّ تحديد المكان الأمثل لإنزاله في منطقة البربارة، لأنّها أكثر المناطق الصالحة لمشاريع مشابهة في نطاق جبل لبنان، بحسب المعايير العلميّة، ولكون المشاريع البحريّة المنفّذة أُقيمت في شمال لبنان وجنوبه.
بعد ذلك، أُنشئت 4 أنواع من الوحدات، وأُنزلت في البحر بتاريخ تموز 2020. ويجري تقييم الحياة البحرية التي تنشط في بيئة الأحياد. ووفق نادر، "سيقدّم هذا المشروع خدماته لتعاونّية الصيادين الموجودين في المنطقة، ولجميع نوادي الغطس الموجودة على الساحل اللبناني، وللمنظّمات غير الحكومية التي تعمل في المجال البحريّ لعرض هذا الحيد الهادف لأمور عديدة"، مضيفاً القول "نحاول من خلال هذا المشروع أن يكون تدخّلنا مبكراً في مساعدة وإنقاذ البيئة البحرية".

وضمن أهداف هذا المشروع الأساسية، أولاً، خلق موائل للأسماك وللحياة البحرية، وإيجاد منطقة لتكاثر الأحياء البحرية، إضافةً إلى مساعدة البيئة البحريّة في مواجهة الأخطار لا سيّما الردميّات.

ثانياً، إنماء الصيد البحريّ عبر زيادة مردود السّمك والصيّادين، وتوفير مكان لهم ليصطادوا فيه كمّية كبيرة من الأسماك، لأنّ الأحياد تجمّع الأسماك وتنشئ مساحة لتكاثرها.

ثالثاً، ثمّة هدف اجتماعيّ - اقتصاديّ من خلال تنويع السّلة الاقتصاديّة الخاصّة بالصيّاد وتأمين مكان له للصيد الوفير، وليُصبح بإمكانه القيام بنشاطات كالصيد الترفيهيّ، أي أن يصطحب الصيّاد هواة الصيد لممارسة هوايتهم في مكان تحت إشرافه، وليضمنوا حصولهم على السمك.

رابعاً، إيجاد مكان لنوادي الغطس، وهو أمر مهمّ للاقتصاد الأزرق، يتمثّل باصطحاب محبّي الغطس إلى هذا الحيد، حيث يوجد مرفأ في منطقة البربارة، يمكنهم أن يمرّوا عبره.

وعن أهمّية هذا المشروع، يرى نادر أنّه مع "تغيّر المناخ ودخول الأسماك الغازية من قناة السويس وتغيّر البيئة، علينا بناء أحياد بحرية لكي تنمو الحياة البحريّة، كما هي الحال عندما تُزرَع الأشجار على اليابسة". وتؤدّي هذه المشاريع دوراً في مجال زيادة التوعية في ميدان الحياة البحريّة وجمالها، وتجذب هواة الغطس أكثر.

يشار إلى أن المشروع تمّ تنفيذه على بُعد كيلومتر واحد من شاطئ البربارة في 28 و29 يوليو 2020، على عمق 25 متراً في مياه المتوسط، حيث تتوزّع الهياكل الخرسانية والمعدنيّة البالغ عددها 47، على 12 منزلاً و15 شجرة و15 برجاً و5 أنفاق مليئة بالصّخور الجيريّة والجرار الفخاريّة، وتمتدّ على مساحة 1225 متراً مربّعاً.

ولكون المشروع مموّلاً من الاتحاد الأوروبي، فهو موجّه إلى المنفعة العامة، أي أنّ كلّ شخص في لبنان متاحٌ له الدخول والغطس فيه، وجميع الصيّادين من المناطق كافة. وقد بدأ المشروع يستقطب بعض صيّادي المنطقة، وبضعة نوادي غطس في لبنان.

والجدير بالذكر أنّ النظام البيئي البحريّ اللبنانيّ تعرّض لسلسلة متزايدة من الضغوط المتنوّعة والمعقّدة (الطبيعيّة والبشريّة) التي أدّت إلى تغييرات ضارّة وخطيرة في بيئته الطبيعية، وإلى تدمير الموائل وانخفاض هائل في الموارد البيولوجية البحرية. وإحدى الخطوات الإيجابية، التي أثبتت جدواها نحو تحويل المدّ، هي إنشاء موائل مستقرّة ومستدامة على شكل شعاب مرجانيّة اصطناعيّة (AR)، وكانت هذه الطريقة التي قام على أساسها المشروع المذكور.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم