النهار

مشاهد مرّوعة من مركز للأمراض العقلية... "هياكل عظمية" وقذارة وموتى!
A+   A-
جريمة إنسانية تُرتكب يومياً بحق 70 ضحيّة (55 رجلاً و15 امرأة)، خلف جدران مركز "سانتا ماريا" للأمراض العقلية والعصبية في عنايا، بحسب فيديوهات وثقتها جمعية "وتعاونوا" ونُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أثارت الرأي العام اللبناني. أبشع أنواع التعذيب، لا طعام ولا طبابة، لا نظافة ولا اهتمام، أرواح أنَّت لسنوات إلى أن خرجت القضيّة إلى العلن بعدما نشر رئيس جمعية "وتعاونوا" عفيف شومان فيديوهات عدّة مؤلمة من داخل المركز.

مشاهد مروّعة

لا أحد يمكنه تصديق أن كل هذا الاستهتار يمارس بحق أرواح الناس. ما ظهر في مقاطع الفيديو لا يستوعبه عقل، هياكل عظمية تجلس على أسرّة تتغلغل فيها الأوساخ، لا يؤمَّن لها الطعام، وما توفر من خبز أكله العفن. على ذلك علّق شومان في اتصال مع "النهار"، فقال: "بعدما وصلتنا شكاوى عدّة من أهالي مرضى موجودين في المركز عن سوء التغذية، قصدناه قبل ستة أسابيع وثابرنا على ذلك لتقديم الطعام لهؤلاء، اعتقدنا أنّه من خلال تناولهم الغذاء تتحسّن حالهم، لكن الفاجعة حين قصدنا الطابق العلوي اليوم، لنُصدم حيث وجدنا مريضاً مربوطاً بالسرير، ومن بعدها صُعقنا بغرف النوم والقذارة التي تنهشها، حيث كان الأمر يقتصر سابقاً على دخولنا صالة الطعام... نقلنا الصورة للجميع على أمل أن تتحرّك وزارتا الصحّة والشؤون الاجتماعية بسرعة لإنقاذ من بقي من مرضى".

مطالبة بتحرّك سريع

شومان أكد أن "الوضع الصحّي للنزلاء في المركز سيّئ جداً، والمطلوب نقل أكثر من نصفهم إلى المستشفيات للمعالجة أولاً بسبب نقص الغذاء وثانياً بسبب أمراض الربو نتيجة الرطوبة في المبنى، على أن يُنقل البقيّة إلى مراكز تعتني بهم بالفعل"، لافتاً إلى أنه "حتى الآن تُوفي خمسة أشخاص نتيجة سوء التغذية والإهمال، مع العلم بأن صاحب المركز يحصل على 900 مليون ليرة سنوياً من الدولة، وهذا الأمر موثق، عدا عن الأموال التي يأخذها من أهالي المرضى كفرق وزارة، وهناك ما بين 20 إلى 25 مريضاً مجهول الهوية".

يعمل في المركز أربعة أشخاص (امرأة تحمل الجنسية السورية تطبخ الملفوف فقط، وسوري ينظّف المبنى المؤلف من 3 طبقات إضافة إلى الطبقة الارضية، وهذا الشاب لا يتوقف عن ضرب المرضى، وممرّضة ومسؤولة عن المركز".

وفد "رسمي" غداً

المستشارة الإعلامية لوزير الصحّة العامة روى الأطرش أكدت لـ"النهار" أن "ما ظهر في الفيديوهات أمر غير مقبول، لذلك غداً باكراً سيتوجّه وفد من وزارة الصحّة يتضمّن مدير البرنامج الوطني للصحة النفسية والعقلية الدكتور ربيع شمّاعي ومدير العناية الطبّية الدكتور جوزيف الحلو ووفد من منظمة الصحّة العالمية للكشف على المركز والتحقق من الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة".

الأكثر قراءة

لبنان 12/4/2024 10:55:00 AM
قررت محكمة فرنسية في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وضع نهاية في 6 كانون الاول (ديسمبر) الجاري لأكثر من 40 عاما أمضاها لبناني اسمه جورج ابراهيم عبدالله في سجن بمنطقة جبال "البيرينيه" الفاصلة بين فرنسا وإسبانيا، هو "لانيميزان" البعيد 120 كيلومترا عن مدينة تولوز، والسماح له بمغادرة الأراضي الفرنسية يوم الجمعة المقبل، وقد أصبح عمره 73 عاما.

اقرأ في النهار Premium