"سجال سياسيّ" حول أحقيّة التعويضات للجنوبيين

يغضب بعض المتابعين السياسين اللبنانيين من فكرة إمكان دفع تعويضات مادية للمتضررين من المناوشات الحربية جنوب لبنان في موازاة عدم إنفاق مساعدات كبيرة للذين تضرّروا من انفجار مرفأ بيروت. ويتأكّد أن أي نوع من التعويضات لن يدفع حالياً للجنوبيين ما يجعل السجال السياسيّ الحاصل بمثابة "سجال مبكر" بين المحبّذين والمعارضين على حدّ سواء. وقد تحقّقت "النهار" من تفاصيل الانطباعات المتداولة في بعض الإعلام اللبنانيّ حول تحضيرات حكومية بغية تقديم مبالغ مالية للجنوبيين قيمتها 20 ألف دولار لذوي كلّ شهيد و40 ألف دولار كتعويض عن كلّ وحدة سكنية مهدّمة كلّياً في ظلّ المناوشات الحربية. وتبيّن أنّ انطباعات كهذه ليست دقيقة لأنّ المعطيات المستقاة تؤكّد عدم قدرة الدولة اللبنانية على إنفاق مبالغ باهظة حالياً نتيجة انعدام قدراتها المالية حدّ الاضمحلال والبحث عن سبل ممكنة لدفع رواتب وأجور موظّفي القطاع العام وكيفية ترتيب مساعدات إضافية زهيدة على المعاشات. والحال هذه، ليس في مقدار حكومة تصريف الأعمال إنفاق تعويضات مادية على آلاف المنازل المهدّمة جنوب لبنان، طالما أنّها تبحث عن إيرادات إضافية للخزينة حتى يكون في استطاعتها دفع مساعدة لا تتجاوز قيمتها 100 دولار لكلّ موظّف. ولا قدرة لدى الحكومة على تقديم أكثر من مساندة بديهية للمتضررين في القرى الجنوبية شمولاً في المواد الغذائية والبطانيات حالياً. وقد استطاعت الدولة اللبنانية عبر الهيئة العليا للإغاثة استكمال إعطاء خدمات الإيواء لجميع المواطنين المهجّرين من قراهم، ولا تزال تمنح حصصاً غذائية...