إدارة بايدن: أيّ أولويات وأيّ سياسات؟

 في الفترة الانتقالية ما بين انتخاب جو بايدن وتسلّمه مهماته الرئاسية في العشرين من كانون الثاني المقبل، تكثر الأسئلة والتساؤلات، والمخاوف أو التمنيات عند البعض في المنطقة، حول حجم التغيير الذي سيحصل بين إدارة ترامب وإدارة بايدن في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية. بدايةً، ومن دون أدنى شك، سيحدث تغيير أساسي في طبيعة الخطاب الأميركي: فالخطاب الترامبي اتّسم بالحدّة والمواجهة والشعارات التحريضية والصدامية والتبسيطية أو الاختزالية لوصف أوضاع وتقديم حلول في أمور شديدة التعقيد. خطاب يعبّر عن عنوان "أميركا أولاً" الذي رفعه ترامب، والذي تحوّل في حالات كثيرة كما يقول الديبلوماسي دنيس روس، المعروف جداً في الشرق الأوسط، الى "أميركا وحيدة". خطاب بايدن والادارة الجديدة سيتّسم بالعودة إلى اللغة الديبلوماسية التقليدية. ديبلوماسية الانخراط مع الآخر لتسوية الخلافات كبديل من دببلوماسية المواجهة ولو على مستوى الخطاب. ديبلوماسية الانخراط لا تعني بالطبع التسليم للخصم أو الطرف الذي تتّسم علاقته مع واشنطن بالخلاف، ولكن اللجوء إلى ثنائية العصا والجزرة والبحث عن أرضية مشتركة لإحداث تغيير في موقف "الآخر" المختلف مع واشنطن. يأتي ذلك بعد سياسة الاحادية الحادة التي طبعت...