الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

فلسفة الميثاق

المصدر: "النهار"
Bookmark
الميثاق الوطني.
الميثاق الوطني.
A+ A-
الدكتور عصام سليمان* لقد سخف الميثاق الوطني وغدت الميثاقية وسيلة يتذرّع بها البعض لتحقيق مصالح خاصة على حساب المصلحة الوطنية العليا التي وجد الميثاق من أجلها. لذلك يقتضي الواجب تظهير المفهوم الصحيح للميثاق وللميثاقية.لا يمكن فهم الميثاق الوطني إلّا من خلال الغاية المتوخاة منه. ففكرة الميثاق نشأت في سياق تجربة خاضها اللبنانيون، بعد إعلان دولة لبنان الكبير، وأكدت لمعظم الأطراف أن مصلحة اللبنانيين المشتركة تكمن في التضامن بعضهم مع بعض للمشاركة في بناء دولة مستقلة تحقق وحدتها من خلال أدائها، فتوفر الأمن والاستقرار والعيش الكريم لمواطنيها على شتى انتماءاتهم ليقوى انتماؤهم الوطني ويتقدم على أي انتماء آخر اقتناعاً منهم بأن لا ضمانة لهم سوى الدولة.إن مقولة "لا للشرق ولا للغرب" التي اعتُبرت جوهر الميثاق ليست في الحقيقة سوى وسيلة لتحقيق الجوهر الحقيقي للميثاق الذي هو بناء الدولة التي تحقق طموحات اللبنانيين بالعيش الكريم لتجعل لعيشهم المشترك فائدة من خلال المردود الإيجابي على حياتهم، فالعيش المشترك ليس هدفاً بذاته بل وسيلة لتمكين المواطنين من العيش بكرامة.إن مقولة "لا للشرق ولا للغرب" التي جاءت تعبيراً عن تخلي المسيحيين عن الانتداب الفرنسي، وتخلي المسلمين عن الانضمام الى كيان عربي أوسع من لبنان، هذه المقولة تطلّبها بناء دولة لبنان المستقل، ولا يعوّل عليها لفهم جوهر الميثاق، وما كتبه المرحوم جورج نقاش حينذاك في مقال حمل عنوان Deux negations ne font pas une nation أي "نفيان لا يصنعان أمّة"، لم يعبّر عن حقيقة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم