لماذا ضربت موجات اليأس مع نهاية ولاية عون ؟!

بخلاف كل النظريات الثابتة، فإن الفراغ السياسي الذي نجم عن انتهاء عهد رئيس الجمهورية اللبنانية السابق ميشال عون قد تطور إلى حالات يأس وقلق على نحو لم يعرفه المواطنون طوال العهود السابقة. والسبب، كما وصفه المواطنون، يرجع إلى العجز المستحكم في الأوضاع المتدهورة منذ قررت الحكومة الفرنسية تكبير لبنان الصغير مستندة إلى نظام طائفي بحت. وفي ظل هذا النظام أقدم الصيدلي الشيخ بيار الجميل على تأسيس "حزب الكتائب اللبنانية" بأعضاء لا يزيد عددهم على ١٥ ألف شاب، غالبيتهم من الموارنةخلال تلك الحقبة من الزمن، ولد "حزب النجادة اللبنانية". وكان من الطبيعي أن تكون الغلبة بين أعضائه من السنّة، ومن المدن البحرية مثل صور وصيدا وطرابلس. وقد انطلق هذا الحزب بـ ١٢ ألف عضو ومساهم، كان قائدهم العام الدكتور أنيس الصغير. وهو الذي حاول تشكيل جبهة لبنانية موحدة ضد الحركة الصهيونية. أما مقر "النجادة" الرسمي في العاصمة بيروت، فكان حيث يصدر الحزب جريدته الناطقة بإسمه وعنوانها "الإيمان". ومع تلك الطفرة الإعلامية، أطل "حزب الغساسنة". وكانت غالبة أعضائه من الروم الأرثوذكس، ثم لم يلبث أن تمدد لاستيعاب ألف عضو من المسلمين. والحقيقة أنها بدأت كمنظمة ديموقراطية كشفية تشدد على تدريب الأعضاء على الرياضة. وكان قائدها نسيم مجدلاني وأمينها العام جبران حبيب بسترس. ومن هذه الإنطلاقة تحول نسيم مجدلاني إلى السياسة، لينضم إلى كتلة الرئيس...