الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

التحذيرات الخليجية برسم السلطة و"التورط" الإيراني؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
مشهد من التظاهرة السلمية التي اقيمت في ذكرى انفجار مرفأ بيروت عصر السبت الفائت. (نبيل اسماعيل)
مشهد من التظاهرة السلمية التي اقيمت في ذكرى انفجار مرفأ بيروت عصر السبت الفائت. (نبيل اسماعيل)
A+ A-
النذر اليسير من التطمينات التي سارعت الحكومة والجيش الى تعميمها حيال احتواء التوترات والاشتباكات في مخيم عين الحلوة والوضع الأمني عموما، لم تكن كافية لتبديد سيل التساؤلات والشكوك التي اثارتها تحذيرات دول مجلس التعاون الخليجي جميعا، وبنبرة موحدة اجماعية، الى رعاياها في لبنان لتجنب مناطق الاهتزازات الأمنية او لمغادرة لبنان بسرعة. هي تحذيرات رسمت معالم مناخ مشدود بين المعطيات والنظرة التي تملكها الدول الخليجية حيال واقع "الساحة اللبنانية" وسقوط الثقة بالسلطة اللبنانية سقوطا حاسما بدليل ان الدول الخليجية كما المانيا لم تتريث في اطلاق التحذيرات بعد مراجعة الحكومة والسلطات، فسارعت اليها على نحو انكشفت معه السلطة والحكومة اذ اصابتها المفاجأة اسوة بـ"رعاياها اللبنانيين" أيضا ! اما الأخطر في دلالات سلسلة التحذيرات التي تعاقبت بين ليل الجمعة ونهار امس، فهي انها افتقرت الى التوضيحات الابعد من التوجيهات الروتينية الى الرعايا، اذ ان السلطة اللبنانية لم تكلف نفسها عناء الشرح وتقديم الإيضاحات حيال تطور ينذر اقله بتعكير الموسم السياحي "المشتعل" في عز احتدامه، الامر الذي يطرح معه سؤال كبير وجدي هو: هل افصحت الدول صاحبة التحذيرات للسلطة والحكومة او لجهات امنية لبنانية عن معطياتها غير المعلنة التي تبرر اطلاق سلسلة التحذيرات هذه ؟ ام ان تلك الدول اكتفت بما اطلقته ولم تزود السلطة اللبنانية بإيضاحات إضافية بما يكشف حالة انعدام الثقة الخليجية ضمنا بالسلطة او بالتستر على معطيات لا يراد لها ان تنكشف راهنا ؟ مناخ الارتياب في التحذيرات اثاره هاجس وقوع لبنان مجددا في قبضة الصراعات او التجاذبات الإقليمية التي كانت احداث مخيم عين الحلوة نافذة لها من خلال صراع عنيف بين حركة "فتح" وتنظيمات إسلامية وأصولية لم يكن بعيدا ابدا عن صراع المحاور في المنطقة الذي لم يحط رحاله بعد. وتزامنت الخشية من دلالات التحذيرات مع سجالات وبيانات تارة هادئة وطورا حادة بين "فتح" و"حزب الله" في مسالة التورط في الصراع الامر الذي حتم وجود ريبة في تربص ايران في الحديقة الخلفية للصراع لدعم التنظيمات المعادية لـ"فتح". وهذا ما قرأه مطلعون في اجماع دول مجلس التعاون على اصدار التحذيرات...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم