الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لبنان وإسرائيل: تحرّك إلى ما بعد الاتفاق البحري

المصدر: "النهار"
Bookmark
عناصر من قوات "اليونيفيل" عند نقطة الناقورة الحدودية (أ ف ب).
عناصر من قوات "اليونيفيل" عند نقطة الناقورة الحدودية (أ ف ب).
A+ A-
فريدريك هوف*        قليلون لاحظوا في التغطية الإعلامية الأميركية للإتفاق البحري بين لبنان وإسرائيل إحتمال تسهيله إختراقاً ثانياً في الصراع العربي - الإسرائيلي. فلبنان وإسرائيل لم يتفقا فقط على خط بحري فاصل بل إنهما أسّسا "حدوداً بحرية نهائية" استناداً الى الرئيس جو بايدن. إذ للمرة الأولى في التاريخ اعترف لبنان بأن له حدوداً مع إسرائيل. وإذا أُسِّست الآن حدود مائية "زرقاء" فلماذا لا تمتد الى الأرض الجافة، أي البرّ؟ الحقيقة لماذا عدم التفكير باستمرار توسّط أميركا لحل الخلافات البرية أو النزاعات بين الأطراف، أو حتى بالتفكير بخطوات نحو تأسيس سلام بين دولتين لا تزالان رسمياً في حال حرب؟ عندما أُعلِن للمرة الأولى أن لبنان وإسرائيل اتفقا بعبارات أميركية الصياغة على "تفاهم بحري" سُئِلت في مقابلة إذا كنت أعتقد أنه خطوة أولى في اتجاه تطبيع بين لبنان وإسرائيل. كان جوابي صريحاً وقاطعاً: "كلا". الآن وبعد قراءتي الكلمات أرى فرصة لاحتمال كهذا. أما إذا كانت ستُلطّف أو ستُنتهز فأمر مشكوك فيه. فالقوى الكبيرة تحدّد مصالحها بعبارات تقف في وجه تخفيف الصراع الإسرائيلي - اللبناني على البر وتمنع سلاماً نهائياً. مع ذلك سيبدو تجنب بذل الجهد في هذا الاتجاه جرّاء المظهر الحدودي للإتفاق البحري غير وارد. منذ تأسيس إسرائيل في أيار 1948 نفى لبنان بقوة أن لديه حدوداً من أي نوع مع الدولة اليهودية. كانت عنده ولربع قرن تقريباً "الحدود الدولية لعام 1923" مع الإنتداب البريطاني على فلسطين. في الواقع حافظ على هذه الحدود مع فلسطين، وهي لا تزال موجودة. في 1949 وقّع لبنان إتفاق هدنة رسّخ خطاً فاصلاً بين قوات مسلّحة، خطاً يتوافق مع حدود الإنتداب لعام 1923. وفي عام 2000 وافق لبنان مع تحفّظات على "خط أزرق" رسمته الأمم المتحدة لتأكيد الإنسحاب التام لإسرائيل من الأرض اللبنانية. حتى الآن امتنع لبنان أو أحجم عن تأكيد أن له "حدوداً" من أي نوع مع إسرائيل.يقول نصّ الإتفاق الذي توسّطت فيه الولايات المتحدة إن نقطة التوسّط أو هدفه كان: "ترسيم الحدود البحرية بين جمهورية لبنان ودولة إسرائيل". وهذا لم يكن مجرّد خط فصل بحري (وهو التعبير الذي استُعمل في أثناء التوسّط البحري بين عامي 2011 و2012)، إذ إن حدوداً دولية خُلقت بوضوح وبموافقة الطرفين في آن. وفي أثناء المحادثات قبل عقد من الزمن (وقد ترأّستُها بصفتي وسيطاً) وافق الطرفان على أن الموضوع قيد البحث كان خطاً موقّتاً يمكن أن يتغيّر إذا كان الأطراف مستعدّين يوماً للتفكير بخلق حدود.  كان الهدف آنذاك مدّ "الخط الأزرق" الى البحر لأن لبنان لم يكن مستعداً أو جاهزاً للذهاب الى الآخر في تخطيط حدودي. استعمال بايدن للكلمات "حدٌّ بحري دائم" يصف بدقة ما كان لبنان جاهزاً للإعتراف به. مع ذلك لا يبدو أن التفاهم البحري والإعتراف المتبادل بالحدود يُنهيان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم