السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

جبران باسيل لـ "النهار": لست مرشحاً ما دمت لم أعلن ترشّحي... لا أنتخب فرنجيه وجعجع وإفرام ومعوض

المصدر: "النهار"
رئيسة "مجموعة النهار الإعلامية" نايلة تويني وضيفها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل.
رئيسة "مجموعة النهار الإعلامية" نايلة تويني وضيفها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل.
A+ A-
في مقر اقامته في اللقلوق كان اللقاء مع جبران باسيل، الشخصية الجدلية قبل الوزير والنائب ورئيس "التيار الوطني الحر" وصهر العهد. مواقفه لم تتبدل، ولم تدفع به المعركة الرئاسية الى "تلطيف" العلاقة مع الاخرين، اذ اكد رفضه انتخاب سليمان فرنجية "رئيسا"، واعتبر ان سمير جعجع "يمارس الاغتيال المعنوي ولا يتقدم"، وان علامة نعمة افرام وميشال معوض "ساقطة"، وان قائد الجيش "يحتاج تعديلا دستوريا". يتمايز عن "حزب الله" من دون ان يخل بـ"ثوابت" العلاقة معه، ويدعوه وجمهوره، بطريقة غير مباشرة، الى تفهم مواقفه، لانه يدفع اثمان تلك العلاقة.
 
 
 
س: جبران باسيل مرشّح لرئاسة الجمهورية أم لا؟
ج: قلت إنني لا أكون مرشّحاً لرئاسة الجمهورية إلا بعد إعلان ترشيحي؛ وهذا ما لم أعلنه وليس جزءاً من تفكيري أو يومياتي وحياتي.

س: كثرٌ كانوا يتحدثون عن الاستطلاع الذي صدر، وكثر تحدثوا عن شكوك حوله ومدى صحته ودقّته وما خلفه؛ ما تعليقك على الاستطلاع الذي قرأناه قبل أيام؟
ج: أولاً، إنه استطلاع لسنا نحن من قمنا به بل شركة صاحبها معروف أنه ليس ودوداً لنا في السياسة. وقد علمت بالاستطلاع في وقت متأخّر. وإلى هذا الحدّ أعلّق. بعض الناس يعيشون صدمات، فماذا أفعل لهم؟ صدمة من صدماتهم أنهم يكذبون الكذبة ويصدّقونها. ويريدون أن يصوّرونا بلا "تيار" وبلا ناس ونحن واقعنا أننا تيار شعبيّ، هناك ناس مهما كذبوا عنا وشوّهوا بنا لا يصدّقونهم بل يصدّقوننا ولا يؤمنون بهم بل يؤمنون بنا. نحن أصحاب قضية ومشروع يمثّل تطلعات كثر من اللبنانيين المتمسكين بها بكل بساطة. الاستطلاع الذي صدر طبيعيّ، وغير ذلك ليس طبيعياً.

س: من جهة شيء طبيعي أثبتته الانتخابات النيابية ومن جهة ثانية هناك نصف الناس يمكن أنهم لا يستطيعون أن يسمعوا بالتيار الوطني الحرّ أو باسم جبران باسيل ويحمّلونك فشل العهد ويعتبرونك رئيس الظلّ الذي أخطأ بكثير من الأمور ؟
ج: كثر يحمّلون ضميرهم، المجرم والخاطئ والكاذب وكل من يرتكب موبقة أو خطيئة يحمّل ضميره. وإذا كان يحمّل ضميره فمن السهل جدّاً أن يحمّلني لي. هناك الحقيقة وهناك الكذبة. وفي النهاية الحقيقة ستظهر وتنتصر. يريدوننا جزءاً من المنظومة التي جئنا نقيضها ولدينا مشكلة معها ومع كلّ أركانها لأننا لا نتوافق معها. نحن جزء من مجلس نيابي ومن الادارة اللبنانية وكنا جزءاً من مجلس الوزراء.

س: لا يزال لديك وزراء...
ج: لا ليس لدينا أناسٌ من "التيار". وهناك فارق كبير بين وزراء ملتزمين بـ"التيار" أو قريبين أو نعرفهم أو تعرفنا عليهم. هناك فارق في المسؤولية والأداء. نحن جزء من هذه الدولة وهذا البلد. كلنا نتحمل تبعات نظام غير شغّال وندفع ثمنه. الفارق أن من يقاتل لتغييره أو يرفض الأمر الواقع أمامه خياران: إما القتال من الخارج كما كنا، وانظري أين أصبح البلد الذي سبب أزمته منذ التسعينات وليس عام 2017. وإذا غبنا لن نستطيع التأثير، بل إننا مجبرون على العمل من الداخل. وللأسف عند العمل من الداخل نتّسخ، لكن لا يعني ذلك أن نتحوّل جزءاً من المنظومة.

س: هل تقول إنك خلال السنوات الستّ وقبلها لم يكن لديك أخطاء؟ وبماذا ترى أنك أخطأت؟
ج: دائماً ثمة أخطاء، ولا أحد يعمل ولا يخطئ. وقد أخطأت بكثير من المسائل وتحدثت عنها. لكنني لم أُجرِم ولم أُفسِد ولم أرتكب موبقة. يمكن أنني أخطأت في خيار وزير أو نائب. وقلت إنني أخطأت عندما قبلت أن أكون وزيراً في الحكومة المرّة الثانية. قد أكون أخطأت في كثير من المسائل.

س: ألم تفشل في ملف الكهرباء؟
ج: هم فشلوا وليس نحن. إذا أراد أحدهم قنصي وأصابني هل يكون السبب أنا؟ هناك معتدٍ ومعتدى عليه، فهناك من عمل لتأمين الكهرباء وهناك من عمل، ولا يزال، ليس كي لا تؤمّن الكهرباء فحسب، بل كي لا يحصل أي تطوّر جيّد في البلد. وفي كلّ مرّة أسمّيهم بالإسم ولا أحد غيري تجرّأ في التسمية، وهذا ما تسبّب لي بعداوات كبيرة.
 
س: لكنك تحالفت معهم جميعاً من "القوات اللبنانية" في مرحلة معينة، إلى تيار "المستقبل" في مرحلة أخرى، إلى الرئيس نبيه بري؛ وصولاً إلى حليفك الأكبر والأقوى في لبنان الذي هو "حزب الله". أنت و"حزب الله" اليوم أقوى قوتين في البلد مع رئاسة جمهورية استمرّت 6 سنوات. مع ذلك، ألا تحمّل ضميرك ؟
ج: ضميري لا أحمّله أبداً بل أحمّل المسؤولية لكلّ التركيبة والنظام والوضع الذي أوصلنا إلى هنا. تحالفت نعم، وسأتحالف مجدّداً وسنعود ونتفاهم. الجلوس بمفردنا لا يؤمن أكثرية ونحن لسنا جزءاً من أكثرية، وإذا لم نتفاهم في كل موضوع مع أحدهم كيف نقرّ قانون انتخابات يصحّح التمثيل؟ وكيف نؤلف حكومة نؤمّن فيها التوازن الوطني المطلوب؟ وكيف نصل إلى رئيس للجمهورية اليوم؟ النواب الـ 13 قالوا إنهم يريدون تأمين أكبر عدد ممكن من النواب للاتفاق على رئيس. هل 13 نائباً ينتخبون رئيساً؟ أو يتفقون مع بقايا لا يتلاقون معهم سياسياً لتأمين رئيس بحسب اعتقادهم؟
 
س: هل أنت مقتنع بالتركيبة اللبنانية؟
ج: لا أبداً، لذلك لدينا الجرأة لنقول إن هذا النظام يحتاج الى تغيير. يقولون إننا نريد تطيير الطائف، لكن لا؛ نريد تطوير الدستور لأنه ليس شيئاً ثابتاً وعند عدم القبول بتطويره يُكسَر ونذهب إلى شيء آخر مجهول.

س: هل يعرقل جبران باسيل تشكيل الحكومة؟
ج: لماذا لأنني لا أتعاطى فيها؟ نحن لدينا الجرأة عندما نقوم بمشكل نفعله. وعندما نريد رئيساً للجمهورية نقول إننا نريد رئيساً للجمهورية ونعمل فراغاً في البلد لسنتين ونصف سنة ولا نخجل. وعندما لا نريد نقول لا نريد.

س: لماذا الاستمرار على هذا المنوال من العراك والخناق؟
ج: لأنهم لا يعطونك حقوقك. نريد الكهرباء وهم لا يريدونها. ألا نخانق؟ ... علينا معرفة كيفية العيش مع بعضنا البعض لكن ليس مع الفساد. نتفهم الاختلاف السياسي حول سلاح "حزب الله" والاستراتيجية الدفاعية والموقف من سوريا. لكن أن نختلف على الكهرباء والمياه!

س: لماذا وصلنا إلى 24 ساعة من دون كهرباء؟
ج: لأنهم أوقفوا معمل دير عمار ومحطة الغاز ومحطة التغويز والمياومين. لا تأتي الكهرباء بالروح القدس أو بالكلام والمواقف والتصريحات. تأتي بالخطط والدراسات والتنفيذ والمتعهدين الذين يعملون مقابل أموال. نوقّع عقداً مع متعهد فيقرّر وزير المال عدم دفع الأموال له. ثم نتساءل لماذا لم تأت الكهرباء؟ ...
دعم الكهرباء بسعر غير منطقي أوصلنا إلى هنا. وفي النهاية، هم أنفسهم اتخذوا قراراً بعدم دفع الأموال حتى تشتري الدولة الفيول، فكيف يدور المعمل؟ قمنا بخطة طاقة فيها أنابيب غاز وأنابيب نفط ومحطات تغويز. وكان يفترض أن لبنان اليوم يورّد طاقة وغازا ونفطا وطاقة متجددة، لكن هذا النكد السياسي اوصلنا إلى هنا.

س: هل حوّلت أموالك إلى الخارج؟
ج: أفضل شيء أنني وُضعت على "الأوفاك" وكشفت عن حساباتي وصار معروفاً ما لدي واعتقد أن المصرف المركزي طُلب منه وعمل تقريراً خاصاً بي كجردة كاملة. ولا بدّ أن هذا التقرير وصل إلى المعنيين منذ زمن.

س: إلى أي مدى أثّرت عليك الأزمة والعقوبات؟
ج: لم تؤثر عليّ بل قوّتني والاشياء المادية ليست مهمة. حُرمت من حساباتي كشيء يحرم منه الشخص في حياته اليومية؛ لكن معنوياً قوّتني جداً وأكدت لي كم أني على حقّ لمواجهة أكبر دولة في العالم وعدم الرضوخ لها في وقت ناس أهم مني وأقوى بكثير لا يتحملون غمزة من سفير هذه الدولة.

س: لا تزال تتحدى، فكيف ستصبح رئيساً للجمهورية؟
ج: لا أريد أن أكون رئيساً للجمهورية كي أبقى أتحدى. وإذا أصبحت رئيساً من قال إنني لا أظل أتحدى؟ التحدي أحياناً يكون صائباً وأحياناً لا يفيد.

س: هل يصوّت جبران باسيل لسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية؟
ج: لا.

س: لن "يمون عليك" السيد (حسن) نصرالله؟
ج: لن يطلب مني ويعلم أنه لا يستطيع أن "يمون عليّ" بما لا أقتنع به.

س: إلى أي مدى يستطيع أن "يمون عليك"؟
ج: يمكن أنه استطاع أن "يمون عليّ" في نفسي دون أن يطلب في مسألة العقوبات، لكن لا أحد يستطيع أن "يمون عليّ" في العالم بما هو ليس ضمن قناعاتي أو ما لا أجده لمصلحة البلد. وهذا ليس موقفاً مبدئياً، وإذا رأيت أن في ذلك مصلحة للبلد، فلا شيء شخصيّ في الموضوع. لكن عند اتخاذ الخيارات يتم الذهاب إلى شخص يمثّل وله برنامجه وفكره السياسي.

س: إذا أمّن (فرنجية) "النصف زائداً واحداً"، هل تؤمّن النصاب أم تعطّل الجلسة؟
ج: لم ندخل في هذه التفاصيل، لكن لسنا في مزاج القيام بما يمنع انتخاب رئيس بل القيام بكل شيء لتأمين انتخاب رئيس. في المرّة السابقة كنا في قرار واضح: إما ميشال عون رئيساً، وإما لن نذهب إلى الجلسة. اليوم لسنا في هذا المزاج؛ وللأسف كنت أعتقد أن الجميع سيذهب إلى الجلسة ولكن لا يظهر ذلك.

س: ألا تستطيع الاتفاق مع سمير جعجع على إسم طالما أنكما ضدّ فرنجية رئيساً؟
ج: أنا أطرح ان اتفق مع كل الناس وأقولها ولست خجولاً بها؛ وبعد قليل يقولون طلب اجتماعاً ويريد الالتقاء ولا نريد ذلك (صغر عقل). البلد أهم منا جميعاً وأهم من تفكير صغير. أي شيء يجعلنا نتفق مع سمير جعجع أو سواه، مع الذي نتفق معه في السياسة أم لا، على شخص في هذه المرحلة، ليس الأفضل، لأن الأفضل هو من يمثّل، لذلك هناك انتخابات ديموقراطية. ومن لديهم هذا المعيار لا يؤمّنون الأكثرية أو النصاب لينتخبوا، ولديهم الحق أن يقولوا لا لتأمين ذلك وإن استغرقت المسألة سنة أو سنتين، وهكذا حصل مع العماد عون عندما أمّنا وصوله.

س: لن تعطل الجلسة وتؤمّن النصاب إذا أمّن "النصف زائداً واحداً" ولا تصوّت له؟
ج: ممكن.

س: لماذا لم تلتقِ مع فرنجية؟ التقيته في الافطار مع السيد نصرالله، وبعدها لماذا لا تلتقيان؟
ج: في كلّ مرّة يسألني أحدٌ هل تلتقي مع فرنجية، أقول له نعم لا مانع لديّ. هو كان يقول لا. عندما سألني السيد حسن جاوبت بنعم وسأله فأجاب بنعم. التقينا بكل بساطة. بعدها يسألونني أقول لهم نعم لا مانع لديّ.


س: لماذا لا تلتقيان؟
ج: لا أعلم، أنا لديّ حسابات غير حساباته ربما وليس لديّ العقد هذه. بالتأكيد كل لقاء مهم ان يؤدي إلى نتيجة. والأهم أن يتحضر، لكنني لست في مزاج القيام بصفقات ومحاصصات وتفكير "التيار" كله ليس هنا. وكرّسنا قاعدة لا نتراجع عنها حول كيفية تشكيل حكومة وقانون انتخاب؛ في الادارة والاقتصاد والسياسة البلد لا يمكن أن يقوم بخلل وممنوع أن يصير خلل لدى السنّة أو المسيحيين أو الشيعة أو أي مكون في البلد. اليوم مزاجنا كيفية تخليص البلد سياسياً وادارياً ومالياً. والأفضل أن يساهم أي لقاء بنتيجة.
 
س: ما موقفك من أسماء منها كانت مقرّبة منك في التكتل في فترة معينة، كالنائبين ميشال معوض ونعمة افرام؟
ج: لا أؤيدهما لأنني اختبرتهما. هناك كثير من الناس، وهما منهم، لديهم مواصفاتهم الجيدة، لكنني اعتبر أن هناك مسائل مرتبطة بأخلاقيات العمل السياسي، وهذه علامات ساقطة.


س: زياد بارود إسمه في الاستطلاع أيضاً.
ج: أعتبر أن لديه - غير الكثير من المحبة الشخصية التي أكنّها له - الكثير من المواصفات الجيدة.


س: قائد الجيش؟
ج: يحتاج الى تعديل دستوري.


س: هل يعقل الذهاب الى الفراغ الرئاسي؟
ج: معقول لكن ليس لازماً، حرام؛ المشكلة أنه إذا دخلنا في الفراغ تتحول المسألة إلى استسهال في ظلّ حكومة تعمل و"ماشي الحال". وأتهم البعض بأن ليس لديهم مشكلة في الفراغ فيمسكون بالحكومة ويحكمون البلاد ويرتاحون من رئيس الجمهورية.

س: هل يمكن أن تصوّت لسمير جعجع رئيساً للجمهورية يوماً ما؟
ج: الآن لا، ولا أراه مع الوقت يتحسن بل يتراجع؛ ومن وقت السجن وحتى اليوم لم أرَه شخصاً اتعظ أو تعلّم.

س: لا يمكن القول إن سمير جعجع أخطأ خلال 17 سنة بما يشمل الأداء السياسي والوزراء.
ج: لم يقتل أحدهم بالسلاح، لكن الاغتيال المعنوي مسألة معنوية تؤذي أكثر من الاغتيال الجسدي. نحن لم نعمل على الافتراء على أحد بواسطة الكذب أو قمنا بحملة كاذبة ومجحفة. هو لديه اغتيال أهم من الاغتيال الجسدي. لديه اغتيال مجتمع بكامله وهذه خطيئة لا تغتفر وستلاحقه حتى آخر يوم. أتحدث عن شراء مجتمع بالمال الخارجي بعد تجويع الشعب. كلفة حملة "التيار" الانتخابية لا تقدر بنسبة 10% من حملته الاعلامية. هذه جريمة بحق مجتمع يُقتل ضميره ويشترى.

س: نصف اللبنانيين لديهم رأي معاكس لك، أنت لا تتقبل الرأي الآخر؟!
ج: حقّهم، لكن لا تدفعوا الأموال لهم ليصبح لديهم هذا الرأي. أتركوهم برأيهم.

س: العاملون في الخليج العربي هم من يساهمون في تأمين معيشة عائلات لبنانية هنا، ولا يريدون تحمل سياسة "حزب الله" وأن ندفع الثمن كمواطنين لا يمثلنا "حزب الله" أصلاً.
ج: لذلك أقول إنني أتفهم، وعندما أقول تحييد لبنان حتى لا يكون ثمة لبنانيون يشعرون مثلك. وأنا أيضاً لدي مخاوفي من كل الجهات. والفرق أنني لم أقل إنني أريد حرمان اللبنانيين في الخارج من التصويت بل قاتلت كي يصوتوا وجلبت لهم حق التصويت، علماً أن ليس لدي التأثير السياسي او القدرة المالية أو الاعلامية على ملاقاتهم في الخارج. ولو أنني لا أتقبل رأيهم لا أقاتل لإعطائهم حقهم في التصويت. إلى هذه الدرجة أتقبل رأيهم. نحن نقاتل كي يستطيع اللبنانيون إعطاء رأيهم والتعبير عن مخاوفهم، وندفع ثمن ذلك لأنه كلما ساء الوضع وزاد الخوف من "حزب الله" دفعنا الثمن نحن لأننا المتهمون بالتحالف معه. وفي الوقت الذي لدينا اتفاق معه على مسائل وخلافات على مسائل أخرى حيث صار واضحاً أن أحداً لا يخانق "حزب الله" كما نفعل نحن في مجلس الوزراء أو في المجلس النيابي. لذلك أتفهم. وسلاح "حزب الله" مقتنع به كثيراً في وجه اسرائيل للحصول على حقل قانا ولترسيم الحدود، وهذا يساعد. وأقتنع به بوجه الارهاب لأنه عندما تلكأ السياسيون في مواجهة "داعش" جاء "حزب الله" وواجهه. لكنني لست مقتنعاً بالسلاح في مسائل ثانية.

س: ألا تتمنى وصول لبنان إلى مرحلة السلام؟
ج: نعم ويزعل مني جمهور "حزب الله" ويهاجمني على ذلك، وأعود وأكرره. وحتى ان هاجموني "ما بتفرق معي" لأنني انسان أريد العيش بسلام. لا أريد سلاماً مع اسرائيل مغتصبة الحقوق والأرض والسيادة، لكن أريد سلاماً عادلاً، سلام الأقوياء والشجعان؛ وهذه سياسة الدولة اللبنانية. وعندما كنت وزيراً للخارجية لم أكن أقف على المنابر الدولية للتحدث بخطاب "حزب الله" بل بخطاب الدولة اللبنانية. نحن نريد السلام بحسب المبادرة العربية التي أُقِرّت في قمة بيروت، وهذا ما لا يوافق عليه "حزب الله" الذي كنت أناقشه في الموضوع ولا يعجبه.

س: أين أصبح التفاهم اليوم بينكم وبين "حزب الله"؟
ج: للأسف لم يتطور. وفي أماكن هناك عجز عن تطويره. وفي أماكن هناك تقصير، لأن العطب الأساسي الذي فيه هو فكرة قيام الدولة. لن يكون للبنانيين مشكلة مع سلاح "الحزب" إذا كان لديهم دولة تحميهم بسلاحها وقضائها وتؤمن لهم حقوقهم وأمانهم. المشكلة أن الناس صاروا يربطون السلاح بعدم وجود دولة، وهنا يدفع "حزب الله" ثمناً أكثر مما يستحق. ليس السلاح ما منع خطة التعافي والسياسة المالية والاقتصادية بل قام سياسيون آخرون بذلك....
س: ما موقفك من دفع ثمن سلاح "حزب الله" وسياساته في الخارج؟
ج: بأشياء ندفع ثمناً وبأشياء نقبض من دون أن ندفع شيئاً. نحن لم ندفع دماءً في لبنان، عندما مات مقاومو "حزب الله" في الجنوب ومع "داعش".

س: وماذا عن المحكمة الدولية؟ نحن دفعنا ثمناً والتي تجلس في وجهك أيضاً.
ج: قيمة "التيار الوطني الحرّ" أنه قادر على أن يرى الاثنين ويفهمهما ويكون موضوعياً؛ كما أفهم أن هناك أناسا من "التيار الوطني الحر" دفعوا الثمن في الخليج من جراء مواقف "حزب الله" لكنني فكّرت أي ثمن هو الأكبر: أن نخسر وحدتنا ويفرط البلد والاستقرار حيث على الأقل هناك الأمن؟ وقبلت العقوبات كي لا ندفع هذا الثمن. الفرق أنني أدفع الثمن وأستطيع أن أفهم الآخر الذي يقول إنه لا يريد دفع هذا الثمن؛ لكن عليه أن يفهم "حزب الله" الذي يدفع أثماناً من نوع آخر كي يحمي لبنان من الارهاب ومن اسرائيل. لكنني لا أوافقه على التدخل في غير حروب....


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم