الدكتور حسّان فلحه*لقد قلّصت التقْنيات المعرفية والبنى التواصلية مفهوم السيادة عند الدول والجماعات وقوّضت حجمها وأسقطت حدود ضوابطها الصارمة.وارتدّت القوميات الى ذواتها مثقلة بالثقافات الوافدة، تعتريها التقلبات المتسارعة على مستوى الإنسان، اذْ تعرّض خلال المئة سنة الفائتة لتسارع معرفي هائل، وتغيّر بنيوي إدراكي شامل، وتشكل وجودي حديث لم تعرفه البشرية قبلاً، منذ أن دوّنت أولى علامات التأريخ على بلاطات المعرفة رسوماً وأشكالاً وحروفاً ونصوصاً.لقد أبطأ الدفق المعرفي الوافد عند المجتمعات الإنسانية كافة من غلوّ الأخلاقيات العامة والخاصة وشذب مثالياتها، وبدّل كلياً مفاهيم القيم وأنماط السلوك ولجم مساحة السموّ والمجاملات التى استقرّت عليها بفعل التآكل الزمني، أكان بالقوة والعنوة والعنف، أم بالركون المتسم ظاهراً بالقبول الجماعي أو الرضى الفردي، وكلها نتاج خليط من غوغائيات الفرض المستعين بأدوات القهر والقسر، والموروثات الاجتماعية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول