عندما تتراجع مواصفات المرشّحين لرئاسة الحكومة؟

يحلو لجيل المعمّرين اللبنانيين تذكّر المستوى الرفيع الذي كان يحتله من يصل الى مراكز المسؤولية السياسية في السلطة في أكثر من موقع والتوقف عند المواصفات التي كانوا يتمتعون بها. ومن الظلم الحكم على البعض ممّن وصلوا الى السلطة بعد الطائف أنهم لا يملكون تلك القماشة من نظافة الكفّ والتشبّع بالأخلاق السياسية وفروسيتها وهم قلة. ولا مهرب من الحقيقة المرّة عند القول إن الاغلبية من الرؤساء والوزراء والنواب الذين وصلوا الى مقاليد السلطة وموقع القرار بعد الطائف ومن دون تعميم لم يكونوا على مستوى طموحات اللبنانيين على مدار الأعوام الثلاثين الأخيرة التي انتهت الى هذه الخلاصة من تحلل مؤسسات الدولة وتخريب حياة المواطنين.وفي وقت تنهمك فيه الكتل النيابية لتسمية الرئيس المكلف للحكومة الخميس المقبل يجري التداول في الصالونات في البيوتات السياسية والحزبية بأكثر من اسم ولا يحظى أكثرها بالحدّ الأدنى من تلك المواصفات التي كان يتمتع بها القدامى من رؤساء الحكومات. ولا شك في أن هذا التراجع لم يصب السنة فحسب بل أصاب كل الطوائف بدليل أن عدداً لا بأس به من النواب الذين وصلوا الى الندوة البرلمانية في الدورة الأخيرة لا يملكون المعرفة اللازمة في التشريع وسيرورة عمل اللجان بعدما أثبتت التجارب أن الشهادات الجامعية وحدها لا تكفي إن لم تكن مقرونة بالعمق السياسي والشعبي والوقوف عند هواجس المواطنين.بالعودة الى مراجعة العقود من...