"القوات" و"المستقبل": وحدة قراءة والتقاءٌ وديّ

اتّسمت زيارة موفد "القوّات اللبنانية" إلى دارة الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط بأجواء وديّة زيّنت لقاءً استمرّ قرابة أربعين دقيقة، وجرى خلاله التطرّق إلى الأوضاع اللبنانية العامة وتقويم مسار التطوّرات السياسية بُعيد مرور سنة على تعليق تيار "المستقبل" عمله السياسي. ولم يكن الاجتماع عبارة عن أداء "واجب اجتماعيّ" في مقابل "بروتوكول استقباليّ"، بل إنّه شكّل بمثابة "قهوة ساخنة" مع جلسة دافئة وراسخة في جدول المواعيد بعد مرحلة شابتها بعض البرودة في العلاقة بين المكوّنين. وثمّة معطيات مُعزّزة لهذا السرد التصويريّ ما بعد وصول الوفد والمصافحة الودودة، استقتها "النهار" من كواليس المداولات التي حضرتها مصادر رسمية في "القوّات"، مستهلّةً اللقاء من خلال رسالة أبلغها أعضاء تكتل "الجمهورية القوية" إلى رئيس "القوّات" سمير جعجع، وانطلق فحواها من التعبير عن مشاعر التقدير والاستعداد للتفاهم الدائم مع رئيس تيار "المستقبل" عند اتّخاذه خيار العودة عن قرار تعليق عمله السياسي، مع الإشارة إلى أنّ الحريري أكّد من جهته أمام موفد معراب، استمرار قرار عزوفه القائم في المدى المنظور، في غياب انقشاع أيّ متغيّرات في الأسباب التي دفعته إلى اتّخاذه قرار الاعتكاف.وعرّج النقاش "القوّاتيّ" - "المستقبليّ" على نتائج الانتخابات النيابية التي أفرزها استحقاق أيار 2022، فيما أشاد الحريري بالتطوّر التصاعدي الذي أحرزته "القوّات"...