الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

وعيد "التيّار" من دون تنفيذ... واعتصام مربك لنوّاب التغيير

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
النائبان شرّي وصحناوي (نبيل اسماعيل).
النائبان شرّي وصحناوي (نبيل اسماعيل).
A+ A-
لم تحمل الجلسة الحادية عشرة لمجلس النواب والأولى في العام الجديد، أيّ جديد سوى استمرار للمسرحية القديمة بالأسماء والوجوه نفسها.
نحو شهر من العطلة أخذها نواب الأمة ليعودوا بلا شيء، فبقي فريق ميشال معوّض كما هو، يزيد صوتين وينقص مثلهما، في كل جلسة، واستكمل مناصرو الورقة البيضاء مشوارهم في العام الجديد فحافظت على حضورها الوازن أيضاً.
 
وعلى الرغم من التهديدات المبطنة والتصريحات العلنية من التيار الوطني بقلب الطاولة ودخول المجلس باسم أو مرشح وعدم الإكتفاء بالورقة البيضاء، وكان آخرها للنائب سيزار أبي خليل على "تلفزيون لبنان" يؤكد أن تصويت "التيار سيكون مختلفاً"، فإنه بدا أقل جرأة من الإقدام على الأمر، ولم يذهب الى كسر الجرة كما أعلن نوّابه وجيوشه الإلكترونية، بل اكتفى بالتصويت لشعار فارغ "الأولويات الرئاسية" لمن حضر من نوابه بحيث لوحظ الغياب الكبير للنواب، فيما بدا واضحاً أن أجزاءً من التكتل كالنواب الأرمن والنائب محمد يحيى أبقوا على خيار الورقة البيضاء، وبهذا تكون رسالة خافتة ولا تُذكر أمام الضجيج الإعلامي الذي خلقه رئيسه ونوابه في الفترة الماضية، وتؤكد أن كل الكلام عن خلافات وكسر جرة وغيرها تبقى تحت سقف الاتفاق الصامد.
 
وفي ما عدا خطوة "التيار" لوحظ ازدياد حجم كتلة "لبنان الجديد" وهي أساسها نواب الشمال الستة لتكبر وتصبح 14 نائباً جامعة أكبر عدد من المستقلين الذين كانوا يدورون في فلك "تيار المستقبل" في محاولة لخلق كتلة مؤثرة ولها كلمتها في الاستحقاق وفق ما أعلن النائب سجيع عطية، لافتاً إلى أن هناك مساحة وسطية خلقتها الكتلة اجتذبت عدداً غير قليل من النواب.
 
 
 
وكما أن شعار "لبنان الجديد" لا يؤدّي الى انتخاب رئيس فإن الاتفاق بين هؤلاء على الشعار لن يؤدي الى الاتفاق على الاسم، بحسب ما كشف أحد النواب المقترعين لهذا مكتفياً بالقول،كان الهدف جر النواب الى الوسط من دون طرح اسم أو مشروع، بل تكبير دائرة الوسطيين لفتح النقاش لا أكثر ولا أقل.
أما نواب اللقاء الديموقراطي الذين تحدث باسمهم النائب هادي أبو الحسن فأكدوا استمرارهم بموقفهم لناحية دعم معوّض بمقاطعة الجلسات في حال عدم التواصل والتشاور والتحاور للاتفاق على تسوية.
الحاضر الأبرز في الجلسة كان تفجير مرفأ بيروت، فجزء كبير من نواب المعارضة والتغييريين شاركوا أهالي الضحايا وقفتهم على باب مجلس النواب، دخلوا ومعهم صور الضحايا الى داخل المجلس، وطالب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ببيان يصدر عن المجلس النيابي، "لدعم القضاة في الاستمرار بالتحقيق وإنهاء ملف تفجير مرفأ بيروت كما يفعل المجلس مع قضايا العالم"، ودعمه معوض في موقفه.
 
ولم تلق هذه المطالبات آذاناً صاغية من رئيس المجلس نبيه بري الذي باشر بالاقتراع، لتأتي النتيجة بـ37 ورقة بيضاء، و34 لميشال معوض، 14 للبنان الجديد، و15 ورقة ملغاة، 7 لعصام خليفة، وصوت واحد لميلاد أبو ملهب، الذي لدى سماع اسمه صرخ بعبارة "الله أكبر"، ليرد برّي سريعاً موعزاً بعدم السماح له بدخول المجلس في الجلسة المقبلة، و2 لزياد بارود، وصوت لصلاح حنين. ولوحظ من بين الأوراق الملغاة أصوات "التيار الوطني الحر" عن الأولويات الرئاسية وأصوات النواب مارك ضو ونجاة صليبا ووضّاح الصادق الذين صوّتوا لميشال معوض مع عبارة العدالة لشهداء 4 آب ليميّزوا أنفسهم عن زملائهم الذين اقترعوا لعصام خليفة، وهذا ما يبرر أيضاً هبوط أصوات معوض عن الأربعين.
وبعد صدور النتائج طالب النائب ملحم خلف بالدعوة لدورات متتالية فردّ عليه برّي: "مش معي هاللعب".
وفاجأ النائب ملحم خلف والنائبة نجاة صليبا النواب بإعلان اعتصامهما سلمياً داخل الهيئة العامة لمجلس النواب للضغط باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية. وسرعان ما انضم نواب آخرون للاعتصام.
 
وقال خلف: "قررنا أنا والزميلة نجاة صليبا الاعتصام لكسر الجمود، وقد انضمّ إلينا نواب آخرون ونحن بانتظار باقي النواب، و"هذه الخطوة ليست رمزية بل هدفها الدفع نحو انتخاب رئيس، فهذا واجب كل نائب".
وأضاف: "نحن في دوامة قاتلة والشعب اللبناني في خطر، إذ نشهد عملية تعطيل غير مسبوقة، ومجلس النواب مسؤول عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية".
 
واعتبر خلف أن "جميع النواب مسؤولون عن التعطيل ومن واجبهم وقف هذا النهج".
 
خلف وصليبا في المجلس.
 
من جهة أخرى، دعت النائبة نجاة صليبا جميع النواب إلى "الاعتصام إلى حين عودة الجلسات لأن من واجبهم انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن".
وعلى الرغم من إعلان عدد من النواب الاعتصام مع خلف وعون، كفراس حمدان وسينتيا زرازير وأسامة سعد والياس جرادي وسليم الصايغ، وغيرهم ظهر بينهم تخبّط لجهة الاعتصام الدائم أو الرمزي، أو عبر الخروج والعودة للاعتصام أو المبيت في المجلس، بالإصافة الى بروز عوائق عملاتية كإقفال المجلس مع انتهاء دوام الموظفين، وعدم وجود الكهرباء وعدم القدرة على الإنارة، فما كان من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب إلا الإعلان عن حل إقفال الأبواب بترك باب خلفي للنواب، أما معضلة الكهرباء فبقيت على مسؤولية المعتصمين، الذين يحاولون تأمين مازوت للمولد لإبقاء الكهرباء.
 
النائب رازي الحاج وضع أمامه صورة شهيد جراء انفجار المرفأ. (نبيل اسماعيل)
 
وبدا واضحاً أن الخطوة غير منسّقة ومحضّرة وخلقت إرباكاً للجميع، وبدت استعراضية في مكان ما ومن غير المرجح استمرارها.
وفي هذا الإطار علمت "النهار" أن اتصالات بين الكتل المعارضة بدأت بعد الجلسة لمحاولة خرق إطار ضغط انطلاقاً من خطوة خلف وصليبا، وتشارك فيها الأغلبية بطريقة بعيدة عن الاستعراض والشعبوية وتؤدي مبتغاها في الضغط.
أما على مستوى الكتل الأخرى، فكان تعليق أحد النواب بعد سؤاله عن اعتصام النواب في المجلس بـ"جيبولهن حرامات".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم