الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"السقوف مرتفعة"... الحوار المسيحي "طبخة بحص"

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
تراوح الأزمة الرئاسية مكانها مترافقة مع انهيار يشمل جميع القطاعات والمؤسّسات، من دون أن يستطيع من يتولون أمور الدولة تقديم أيّ حلّ أو خطّة لإيقاف سقوط البلاد الحرّ على المستويات كافة.
 
وعلى الرغم من جميع المحاولات فوق الطاولة وتحتها، لم تقدّم أيّ جهة تنازلاً، ما يُبقي الأمور معلّقة بانتظار فرج ما، أو كلمة سرّ تأتي من مكان ما في الخارج، فتتحرّك المياه الراكدة في الداخل.
 
كان الأسبوع الماضي قد شهد حركة ومحاولات لتأمين عدد من الأصوات كافٍ لإيصال سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا قبل أن تتعرقل، ويظهر أن هناك استحالة لبلوغ هذا الرقم من دون "التيار الوطني الحر"، الذي لم يتراجع حتى الساعة عن موقفه القاضي برفض تسمية فرنجية، لا بل زاد في مواجهته مع حلفائه بسحب قبولِه حضورَ الجلسة التشريعية التي كان يحضر لها للتمديد لبعض المديرين العامين وإقرار قوانين مالية، ما زاد من حدّة التشرذم والافتراق، ليظهر مجلس النواب، وهو السلطة الدستورية الوحيدة في البلاد التي لم يصبِها الشغور، بصورة مجموعة أقليّات متفرّقة متباعدة، لا تجتمع على شيء، ما يزيد من شلّ حركتها.
 
ولفت موقفٌ أدلى به عضو تكتّل "لبنان القوي" النائب أسعد درغام باتجاه القوى المسيحية، خصوصاً تلك المناوئة لهم، أي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية؛ وهو موقف يُعدّ متقدّماً نسبياً بعد الانتكاسات التي حلّت بدعوات الحوار، التي سبق لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، أو البطريركية المارونية، أن دعوا إليها، ولم تنجح، لا بل أعادت تأجيج الأوضاع بين هذه الأحزاب عبر هجومات واتهامات جديدة.
 
وقال درغام: "نحن مستعدّون للذهاب إلى القوات اللبنانية والجلوس معهم أينما كانوا"، "وشو بعد بدّي قول أكتر من هيك". كذلك وجّه درغام تحيّة إلى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، معتبراً أن مواقفه وطنيّة وعلينا اللقاء معاً.
 
هذه المواقف وضعها قياديون في "التيار" ضمن إطار الدعوات المتكرّرة التي أطلقوها في السابق للجلوس والحوار والتفاهم بين المسيحيين على رئيس، لكن من دون تبنّي خطاب النائب درغام، إذ اعتبر النائب آلان عون أنّ ما أدلى به درغام يخصّه وحده، بالرّغم من التلاقي مع الهدف، من دون الغوص في الأسلوب الذي تمّت له الدّعوة.
 
في المقابل، لا تنظر "القوات اللبنانية" بإيجابية إلى كلام درغام. وهنا يسأل عضو تكتّل "الجمهورية القوية" النائب غياث يزبك عمّا إن كان النائب جبران باسيل يذهب مع أسعد درغام إلى ما يريد؟!
 
ويقول يزبك لـ"النهار": "يصطنعون الإيجابية لتحميل "القوات" مسؤوليّة فشلهم أو فشل أي لقاء كالذي كان يحضر في بكركي"، ثم يُشير إلى أن "القوات" سبق أن لاقتهم، "ومشت معهم عبر انتخاب الرئيس ميشال عون، ولم نرَ منهم سوى الغدر والإبعاد".
 
ويشدّد يزبك على أنّنا في أيّ خطوة في هذا الاتجاه نكون قد دخلنا لعبتَهم من جديد، وهذا ما لن يحدث، لافتاً إلى أنّ "قصّة "أمّ الصبيّ"، التي اعتمدناها في السابق لن نعيدها، ولن نسمح بعد اليوم بتغطية الانقلاب على الشرعية الذي مارسوه".
 
ويؤكد أنّ "اللقاء مع "التيار" يُفترض أن يكون في مجلس النواب، حيث نلتقي جميعنا، وينتخب كلّ طرف المرشّح الذي يحمل نهجه، من دون اختراع وسائل ومفاهيم جديدة تتنافى مع كلّ مفاهيم الشرعية والديموقراطية".
 
السقف العالي للقوات اللبنانية لا ينطبق على الكتائب التي ترى إيجابية في كلام درغام، بالإضافة إلى الدّعوة إلى الحوار الذي لا مفرّ منه.
 
ويقول عضو كتلة الكتائب النائب سليم الصايغ لـ"النهار": "هناك بعض المواقف جيّدة يتخذها "التيار الوطني الحر"، بغضّ النظر عن خلفيّاتها، ونحن نبني على الإيجابيات لأنّ الأمر أصبح يتعلّق بإنقاذ البلد".
 
ويُضيف: "التقينا على عدم السير بقضيّة تشريع الضرورة، وثباتهم على هذا الموقف قد يكون مؤشراً على مراجعة لخياراتهم السابقة، وخلافاتنا معهم هي على هذه الخيارات"، معتبراً أنّه "غير مطلوب في المرحلة الحالية إلغاء أحد؛ وفي الأصل لا يستطيع أيّ طرف إلغاء غيره؛ وقد أثبتت التجربة اللبنانية هذا الأمر".
 
ويشدّد الصايغ على أنه "لا مشكلة في اللقاء. لكن تبقى القضية في الالتقاء على الجوهر والأولويات، وقد يكون هناك التقاء من دون لقاء كالذي حصل في قضية تشريع الضرورة".
 
ويلخّص الصايغ الأولويات باستعادة الدولة عبر عمليّة إصلاحية شاملة والاحتكام إلى المؤسّسات، وطرح السلاح غير الشرعيّ على الطاولة؛ وكلّ مَن يؤمن بهذه الطروحات لا مشكلة في اللقاء معه"، مذكّراً بأن "الرئيس السابق ميشال عون كان قد طرح مشروع الاستراتيجية الدفاعية في خطاب قسمه، لكنه لم ينفذه، ويجب إعادة هذا الطرح من جديد".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم