الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

البقاع الغربي... توسع الشرخ في لائحة مراد والرهان على الصوت السنّي

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
مشهد من انتخابات الموظفين (حسام شبارو).
مشهد من انتخابات الموظفين (حسام شبارو).
A+ A-
على بعد ساعات من انطلاق عملية الاقتراع، بلغ الحشد الانتخابي ذروته في البقاع الغربي، وبدأ الجميع باستعمال جميع الأسلحة المشروعة، وتجاوزها إلى البعض من غير المشروعة لضمان عدد أكبر من الأصوات.

تبدّل بعض المشهد، فسُجّل انسحاب لائحة "نحو التغيير"، المدعومة من "حزب الكتائب" وحركة "سوا للبنان"، كما انسحب رئيس اللائحة المدعومة من "القوات اللبنانية" خالد العسكر، وهو المرشح السني في اللائحة بعد انسحاب منسق "تيار المستقبل" في البقاع الغربي العميد محمد قدورة، بعد ساعات قليلة على تسجيل اللائحة في وزارة الداخلية، ممّا ضرب أساس اللائحة، وأفرغها من الوجود السنيّ، وهي في الأصل لم تكن تضمّ أيّ مرشّح درزي، ممّا أبقى "القوات" من دون حلفاء في دائرة، يُعتبر فيها المسيحيّون أقليّة ناخبة.

ولكنّه بالرغم من الانسحابات، أصرّت "القوات" على إكمال المعركة بمن تبقّى، معتبرة أن هناك مَن يسعى إلى إلغائها وإلغاء حضورها في البقاع الغربي.

واعتبرت "القوات" أنها تعرضت للإبعاد من الحلفاء قبل الخصوم، وأبعدت عن اللائحة الأساسية، أي من تحالف الاشتراكي وقُدامى المستقبل؛ ولم يتمّ الاكتفاء بهذا الأمر، بل لمّحت إلى تدخّلات أيضاً من أوساطٍ، كان من المفترض بها أن تكون قريبة منها لإفراغ لائحتها، وبالتالي كان الرّد بالاستمرار بالترشّح بغضّ النظر عن النتيجة، بل لإثبات الوجود والحجم والتأكيد على أنّها قوّة ممثّلة لا يستطيع أحد القفز فوقها.

ومع انسحاب اللائحة "التغييرية" الثانية، وتفريغ لائحة "القوات"، وعدم قدرة لائحة "مواطنون ومواطنات في دولة" على المنافسة، تنحصر المعركة الجدية بين 3 لوائح، لائحة تحالف الثناني الشيعي مع "التيار الوطني الحر" وحسن مراد ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، ولائحة تحالف الحزب التقدمي الاشتراكي والنائب محمد القرعاوي والجماعة الإسلامية وشخصيّات مستقلّة، بالإضافة إلى لائحة "سهلنا والجبل"، التي تمثل بعض مجموعات 17 تشرين.

اقرأ أيضاً: ‎قراءة في اللوائح الانتخابيّة... أكثر من 55 لائحة مدنيّة وتحالفات هجينة

وبعد الزيارة الأخيرة لرئيس التيار الوطني الحر إلى البقاع الغربي، وهجومه العنيف على حليفه على اللائحة ذاتها إيلي الفرزلي، توترت الأمور أكثر بين أعضاء اللائحة، العاصية على الاجتماع من الأصل؛ وهذا ما برز خلال المهرجان الانتخابي الذي أقامه رئيسها حسن مراد في مركز عمر المختار التربوي، حيث حضر أفراد اللائحة، وغاب مرشح التيار الوطني الحر، بالإضافة إلى استعمال المرشّحين خطاباً عدائيّاً بين بعضهم البعض، وبعد إدخال الرئيس نبيه بري في دائرة السّجال ممّا استدعى رداً قاسياً من المرشّح قبلان قبلان.

هذه الصورة بدأت تؤثر على اللائحة وتماسكها، لا بل بدأت تسري أحاديث عن عمل كلّ مرشح إلى إسقاط مرشح، وليس الفوز سوياً، ولو كلّف الأمر تخفيض حواصل اللائحة.

أما من ناحية اللائحة الأخرى، أي تحالف الاشتراكي – الجماعة - القرعاوي، فتقدُّمها رهن المشاركة السنيّة، في منطقة يبلغ الناخبون السنة نصف عدد ناخبيها، والإشكاليّة الأساسيّة عند هذه المجموعة أن وضع الشارع لا يزال غامضاً، بالرّغم من الدّعوات والعمل المكثف من المرشّحين، الذين ضاعفوه في الأيام الأخيرة، لاستنهاض القواعد السنية؛ وحتى الساعة يبدو أن المرشّحين، خصوصاً النائب وائل أبو فاعور والنائب محمد القرعاوي قد نجحا في مسعاهما جزئياً، وفق ما بدا واضحاً في المهرجان الانتخابي الحاشد الذي أقامه الحزب التقدمي الاشتراكي في راشيا، وشارك فيه عدد مقبول من الطائفة السنيّة.

وإذا نجح أفراد اللائحة في عملية استنهاض الجمهور، فسترتفع حظوظ اللائحة بعد خسارة أي مقعد كانوا حصلوا عليه في الانتخابات السابقة، وهذا يبقى رهن سير الأمور نهار الأحد.

وفي السياق، يبدو أن انتخابات المغتربين والمشاركة الجيّدة التي سجّلها القضاء، قد أعادت الأمل إلى صفوف أعضاء لائحة المجتمع المدني "سهلنا والجبل"، خصوصاً أنّها أصبحت اللائحة الوحيدة التي تعطي خياراً ثالثاً للناس، بين اللائحتين الأساسييتن، بالرغم من أنها تعرضت لنكسة بعد انتشار أشرطة مصورة لرئيسها ياسين ياسين، يتحدث عن رفضه سنّ قوانين تتعارض مع الشريعة الإسلامية، ويقسم على رفضه الزواج المدني بما يتعارض مع المشروع الانتخابي الذي قدمته اللائحة، وهذا ما عرضها لسلسلة انتقادات.

وتبقى في النهاية قضية المال السياسي الذي بدأ يظهر بقوة في القضاء، في الليالي الأخيرة، وهو ما سيكون له تأثير كبير أيضاً، خصوصاً في الوضع الاقتصادي الراهن، وسط حاجة الناس الكبيرة في المنطقة.

[email protected]
Twitter: @AlexKhachachou

اقرأ المزيد في ملف انتخابات 2022


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم