الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بسّام الشيخ حسين... "ليس لدينا ما نخسره"

المصدر: "النهار"
ديانا سكيني
ديانا سكيني
بسّام الشيخ حسين في "فيديرال بنك" (حسام شبارو).
بسّام الشيخ حسين في "فيديرال بنك" (حسام شبارو).
A+ A-
هكذا إذن شغل المواطن المودع بسام الشيخ حسين الجمهورية المتعبة اليوم. احتلّ شاشاتها وحسابات مغرّديها. بسلاحه ولحيته المرخاة وعباراته الخارجة من يوميات اللبنانيين المذلولين، سحر المشهد الذي قلّما حرّكته ردود فعل وازنة منذ أزمة المصارف الكبرى التي سيطرت على أموال المودعين وحرمتهم من جنى العمر.
 
من المبالغة القول إن إقدام لبناني على فعل انتحاري في مصرف، تصرّفٌ لم يكن في الحسبان، بقدر ما كان خطوة متأخّرة، سبقتها حوادث أخرى لم تتطوّر الى احتجاز رهائن.
 
بسّام، ابن بلدة عيترون الجنوبية والقاطن في منطقة الأوزاعي، جاهر بأنه أقدم على فعلته لإتمام طبابة والده الراقد في المستشفى. وديعته تُقدّر بـ210 آلاف دولار أميركي. تقول زوجته إنه حاول مراراً الاستفادة من التعاميم المتوالية لمصرف لبنان والتفاوض مع المصرف (فيديرال بنك) لسحب مبالغ يحتاج إليها من دون نجاح، حتى نفّذ مخطّطاً مدروساً أتاح له استرداد نحو 30 ألف دولار منها.
 
ويجب القول إن المخطّط العنفي أعاد مرارة المودعين وقضيّتهم الدهرية الى أولوية الاهتمامات، ولو ليوم واحد. في الأساس، كيف قُيّض للناس أن ينسوا أو يتعايشوا مع نهب ودائعهم، وكيف اقتصرت مشاركة المودعين في التظاهرات المطالبة باسترداد الحقوق على بضع مئات أو حتى عشرات.
 
ما مورس على اللبنانيين والمودعين عموماً في المصارف اللبنانية بالأشهر الماضية يرقى الى فعل عنفي "تخريب بيوت الناس". هذا الأمر يجب ألّا يدفعنا الى التهليل للعنف المقابل الذي قد يمارس على موظفي المصارف، ولكن ما جرى اليوم يرتسم عبرةً لمن يهمّه الأمر، ومفاده أن الرهان على اعتياد اللبناني على "نصبة العمر" ليس في مكانه، وأن الانفجار قد يحصل في أيّ زمان ومكان وفرع مصرفي. انفجار يخطّط له أفراد وليس بالضرورة أن يكونوا مجموعات منظمة أو جيوشاً! 
 
الذين يشبهون بسام الشيخ حسين بمراراتهم كثر جداً، وسيكونون مستعدّين للأفعال الانتحارية إذا قُيّض للمخطّط الإجهاز على آخر آمالهم بالحصول على أموالهم.
 
أمثال بسّام لم يُقيّض لهم استشراف مستقبل القطاع المصرفي، فلم ينقذوا أموالهم من المصارف في الوقت المناسب ولم ينالوا نصيبهم من الهندسات، ولم تتح لهم اللحظات الأخيرة نقلها في حقائب مدعومة.
 
في أيّ حال، وتماشياً مع القانون الذي يجب أن يبقى الحرص عليه قائماً، لا يكفي أن ينكر قادة الرأي ووسائل الإعلام عن بسام الشيخ حسين صفة البطولة. ولن يغيّر في المعادلة وصفه بـ"محتجز الرهائن"، يكفي النظر الى
"السوشال ميديا" لرصد عباراته التي أطلقها بعفوية كيف انتشرت بشكل تعبيري يحاكي وجع المنهوبين.
 
ما حصل في فرع "فيديرال بنك" في الحمراء إنذار يقول بأن أصحاب المصالح مستعدّون للتحرّك في توقيت مجهول، وهم جزء أصيل من المعادلة، ولا يجوز إهمالهم في سير رسم السياسات المالية في اللجان النيابية وسنّ القوانين التي يطلبها صندوق النقد. الإمعان في تحميلهم الخسائر يحوّلهم كائنات ليس لديها ما تخسره. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم