الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

معراب لن تُعبّد طريقاً لرئيس من الـ8 من آذار... وسعيد لـ"النهار": لا للتماهي مع باسيل ولإعادة النظر بعنوان المعركة

المصدر: "النهار"
رولان خاطر
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
نُقل عن نابوليون بونابارت قوله مرّة "أَعرف حين اللزوم أن أهجر جلد الأسد لألبسَ جلد الثعلب"... قد يجدُ الجزء الثاني من هذه الفكرة ترجمتَه في الممارسة السياسية اللبنانية، ظنّاً بأنّ مدرسة المَكر هي بمثابة ضربات جزاء تحقّق مكتسبات مضمونة.
 
هكذا، ربما يعتقد جبران باسيل أنّه يملك كاريزما بيار الجميل الكبير، أو سحر كميل شمعون، أو حيوية بشير الجميل، أو دهاء موريس الجميل، فيجد أبواباً رديفة لباب حليفه الصّادق كلّما نكث بوعده الصادق. وهذا قد يُفسّر التهدئة مع "القوات"، و"إيمانه" بإمكانيّة التلاقي معها، أو سلوك طريق بكركي، كلّما ضاقت شوارع الضاحية.
 
لو كان هناك من يقرأ جيّداً خط بيان معراب منذ انتفاضة 17 تشرين حتى اليوم، لما حمّل نفسه جهد التفتيش عمّا يُخبَّأ في الكواليس على خطّ معراب – ميرنا الشالوحي، أو معراب – بنشعي. ويخطئ كثيراً مَن يراهن اليوم على اتّفاق جديد تكون فيه طريق معراب معبراً لوصول شخصيّة من 8 آذار إلى قصر بعبدا، وإن أظهرت محطّتا الجلسة الحكوميّة، أو جلسة الاتصالات، تقارباً بين موقفي "القوات" و"التيار"، في وقتٍ ما يزال لكلا الفريقين منطلقاته وأسبابه، التي لا تؤسّس لأيّ تفاهمات سياسية أو رئاسية، سواء تحت الطاولة أم فوقها.
 
معطوفاً على مواقفه من القوات وبكركي، يحدث أداء باسيل الطائفيّ، وطبيعة حركته عند كلّ استحقاق وطنيّ كبير تساؤلات جمّة بشأن الطريق التي يرغب الرجل في سلوكَها لتحقيق رغبته في الرئاسة.
 
رئيس "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني" فارس سعيد يعتبر أنها "معركة مواجهة المسلمين، يقودها رئيس "التيار الوطني الحرّ" باصطفاف مسيحيّ؛ وهي معركة لا تجعل منه رئيساً للجمهورية، لكن قد تصنع منه شبه زعيم مسيحيّ، في ظل غياب أيّ طرف مسيحيّ لصدّه، باعتبار ما يقوم به يخرب البلد".
 
ويقول سعيد لـ"النهار": "ينجح باسيل في كلّ مرّة في أن يضع عنواناً مسيحياً، يجرّ إليه أحياناً القوى المسيحية الأخرى، ومن بينها بكركي. فمنذ العام 2005، يحمل "التيار الوطني الحرّ" عنوان حقوق المسيحيين ليُستغلّ بشكل أكثر تفعيلاً اليوم مع جبران باسيل، من خلال اللعب على وتيرة الصلاحيات المنقوصة لرئيس الجمهورية في اتفاق الطائف لصالح المسلمين، وتعويضها بشتى الوسائل. فبدأت عملية اتهام السنّة بشخص رفيق الحريري بأنّهم هيمنوا على البلد، لتنتقل اليوم الاتهامات إلى الشيعة و"حزب الله" باعتبار أنّهم لم يفوا "التيار" حقّه ولا التزاماتِه".
 
من هنا، يرى سعيد أنّ "العنوان الأساسي، والذي من ضمنه تندرج جميع الحقوق، أكانت للمسيحيين أم للمسلمين، هو تحريرُ لبنان، ورفع الاحتلال الإيراني عنه. لكنّ هذا الشرط لا يتحقّق إلّا بالوحدة الداخليّة"، مؤكّداً أن كلَّ طرف - أكان مارونياً أم درزياً أم سنيّاً أم شيعيّاً - يعبّر بشكل طائفيّ عن أيّ مشكلة حتى لو كان أساسها سياسيّ، يجرّ البلد إلى معركة من طبيعة طائفيّة، وهو بذلك يخدم طموح ومصلحة هذا الاحتلال الذي سيتظهّر أكثر وأكثر نتيجة هذا الاصطفاف والخلافات المذهبيّة والطائفية".
 
سعيد يرفض ربط مصالح الموارنة بمصلحة باسيل الشخصية، الذي يدّعي ضرورة استرجاع حقوق المسيحيين، بوساطة تحالفه مع سلاح غير شرعيّ، ومع حرس ثوريّ إيرانيّ فرض وصايتَه وهيمنته واحتلاله على البلد، في حين أنّه إذا اختلف معهم يجب أن نذهب نحن إلى مواجهة مع جميع المسلمين، ويقول: "فليسمحْ لنا جبران باسيل، نحن موارنة بـ24 قيراطاً، ولن نؤيّد هذا المنطق".
 
ويُنوّه سعيد بموقف القوات وبكركي العاقل في موضوع اتفاق الطائف والعيش المشترك، ويبدو أنه يجد سبباً لدعوتهم لعدم الانزلاق إلى المزايدة المسيحيّة التي يقودها جبران باسيل، إذ "لا يجب إعطاء انطباع بأن قوى مسيحيّة أساسيّة، كالقوات اللبنانية والكتائب والكنيسة هم في تحالف أو في تفاهم مع باسيل في معركة معيّنة، أكان اسمها حكومة، أم تشريعاً، أم قانون انتخاب، أم انتخاب رئيس... فهذه معركة لا نهاية لها، ومن غير الممكن كمسيحيين الفوز من خلال الاصطفاف".
بحسب سعيد، "يفوز المسيحيون في كلّ لبنان إذا خاضوا معركة استقلال البلد. هم ربحوا كلّ لبنان عندما خاضوا معركة الوقوف بوجه "منظمة التحرير الفلسطينية". وربحوا كلّ لبنان عندما خاضوا معركة الوقوف بوجه سوريا. واليوم يربحون كلّ لبنان إذا قرّروا خوض معركة ضد الاحتلال الإيراني. أمّا المعارك الفرعية، والتي هي عبارة عن اصطدامات حول مديرٍ عام أو نائب أو جدول أعمال، فهي معارك تُفسد العيش المشترك والوحدة الداخلية، وتجعل من الحزب الأقوى بين الأحزاب، أي "حزب الله"، الحزب الحاكم؛ والطائفة الأقوى بين الطوائف، وهي الطائفة الشيعية طائفة مميّزة، والبقية تابعين لها".
 
ويرى سعيد أنّ "حزب الله" يحكم لبنان، وهو يريد صفر مشكلات مع كلّ الطوائف. هو فرض على اللبنانيين ابتكار مفهوم للنسبية بقانون الانتخاب، بالرغم من المحافظة على سلاحه، فأتاحت له خرق كلّ الطوائف في لبنان، بينما بقية الطوائف لم تستطع خرق بيئته بسبب السلاح.
 
ويضيف: "منذ أن انتهت الانتخابات النيابية، خاض المسيحيّون معارك تحت عناوين عدّة: النصاب، المواد الدستورية، الدستور، والأسماء؛ وكلّ هذه المعارك لم تؤدِّ إلى انتخاب رئيس. لذلك تأتي الدّعوة اليوم لإعادة النظر في عنوان المعركة. فالمعركة ليست معركة نصاب، ولا معركة حقوق هذه الطائفة أو تلك، وليست معركة موادّ ولا أسماء، فمن يمنع لبنان واللبنانيين من انتخاب رئيس جمهورية هو "حزب الله"، لأن موقف إيران بشأن الرئاسة في لبنان لم ينضج بعد للتفاوض بشأنه مع الولايات المتحدة الأميركية، وأكبر دليل على ذلك أنّه عندما حصل اتفاق إيراني - أميركي شُكّلت حكومة نجيب ميقاتي في أيلول 2021. وعندما كان هناك اتفاق إيراني - أميركي ترسّمت الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. واليوم، لا وجود لمثل هذا الاتفاق، وبالتالي لا رئيس للبنان! من هنا، وبدل أن نذهب إلى معركة اشتباك داخليّ بعناوين فرعيّة، المطلوب نقل عنوان هذه المعركة من عنوان الاشتباك الإسلامي – المسيحي، إلى رفع عنوان الاحتلال الإيراني للبنان وضرورة مواجهته من خلال جمع اللبنانيين وليس الاشتباك بين اللبنانيين".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم