الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

بين برّي وجنبلاط تواصل وحوار... وتوافق رئاسي بالانتظار

المصدر: "النهار"
جاد ح. فياض
جاد ح. فياض
جنبلاط وبري (حسام شبارو).
جنبلاط وبري (حسام شبارو).
A+ A-
اعتاد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط على زيارة رئيس مجلس النواب نبيه برّي قبل وبعد إنجاز كل استحقاق، للوقوف على رأيه والتباحث معه في الخطوات المقبلة، انطلاقاً من التنسيق الدائم والمستمر بين الطرفين.

وفي هذا السياق، التقى جنبلاط برّي في عين التينة الأحد، بعد إنجاز الترسيم الحدودي، وهنّأه نسبةً لدوره الذي استمر تسع سنوات، ولا شكّ أنّ التحية حملت في مضامينها تهنئة أيضاً لمناسبة انتهاء عهد ميشال عون، ولو بشكل غير معلن.
 
اتفاق جنبلاط وبري
وكان لافتاً إشارة جنبلاط، بعد انتهاء الاجتماع الذي استمر لأكثر من ساعة، إلى أن الاتفاق كان على انتخاب رئيس جمهورية لا يشكّل تحدياً لأحد، ودعوته الفريق الآخر لطرح الأسماء بعدما رشّحت كتلته ميشال معوّض، ما يُعبّر عن انفتاحه على الخيارات، وعدم تشبّثه بموقفه بشكل أعمى، رغم تأكيده على استمرار دعم مرشّحه. كما اعتبر أن رفض "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" للحوار كان خطئاً.

من جهته، جدّد برّي التأكيد على المواصفات التي وضعها لمرشّحه إلى رئاسة الجمهورية، والتي تنص على أن يكون المرشّح عامل جمع وليس تفرقة، كما تطرّق إلى أسباب عودته عن الدعوة للحوار، ونسب المعارضة إلى كل من "التيار" الذي أعلن تحفّظه عن الفكرة، و"القوات" التي وضعت شرطاً "تعجيزياً" يتمثّل بدعوة 128 نائباً للحوار.

في الشكل والمضمون، يتفق برّي وجنبلاط على المواصفات نفسها لرئيس الجمهورية، ويؤكّد الطرفان أنهما مع وصول شخصية وسطية مقبولة من كافة الأطراف، قادرة على الجمع والحوار، ولا تشكّل استفزازاً أو تحدياً لأحد، بمعزل عن الخيارات الحالية التي يعتمدها كل منهما والتي تضعهما في جبهة ضد الأخرى، والتي قد يعدلان عنها متى نضجت التسوية وتم التوافق.
 
هل يتراجع "التقدمي" عن دعم معوّض؟
مصادر "التقدمي الاشتراكي" تردّ على مزاعم حول نيّة برّي إقناع جنبلاط بسليمان فرنجية، وتذكّر بما قاله جنبلاط سابقاً وشدّد عليه، ومفاده أنّه لن يدعم ترشيح فرنجية، وتُشير إلى أن "برّي يُدرك جيداً خصوصية جنبلاط، وبالتالي لا يعمل على إقناعه بتبّني هذا الترشيح، واللقاء انطلق من مبدأ ضرورة التواصل والحوار، وموقع رئيس المجلس النيابي الذي يلعب دور المنظّم في الفريق الآخر".
 
وفي حديث لـ"النهار"، تقول المصادر إن "الفريق السيادي طرح مرشّحه، ويبقى على الفريق الآخر تقديم الإسم أو الأسماء للبحث فيها، ونحن من موقعنا مستمرون بدعم معوّض، لكن وفي حال كان الفريق الآخر يراه مرشحاً استفزازياً، فمن الممكن، بالاتفاق مع معوّض، تسمية شخص آخر، لكن من الضروري أن يتمتع بنفس مواصفاته، لأن أي تكرار لتجربة ميشال عون ستعني المزيد من الأزمات".
 
كما تلفت المصادر إلى ملف ترسيم الحدود، وتقول إن التهنئة جاءت نسبةً لدور برّي "المفصلي" في إنجاز الملف، بغض النظر عّمن نسب الانجاز له لاستثماره سياسياً، غامزةً من قناة "التيار الوطني الحر" والعهد.
 
هاشم: ما قاله جنبلاط مطلوب
عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم يُشير إلى أن "ما قاله جنبلاط لجهة وصول شخصية توافقية تتمتّع بصفة الجمع لا التفرقة مطلوب، إذ إن الظروف لا تحتمل رئيس تحدٍ أو مرشّح مواجهة".

وفي حديث لـ"النهار"، يعتبر أن "الفريق الذي يدعم النائب ميشال معوض لا يطرحه كمرشح جدّي، والمطلوب من الجميع الاقتناع بأن لا قدرة على إيصال شخصية من خارج التوافق السياسي، وبالتالي العودة إليه".

وإذ يلفت إلى أن الكتلة لم تحدّد موقفها بعد من جلسة الخميس المقبل، وما هو الخيار الذي ستعتمده أكان لجهة الاستمرار بالتصويت بورقة بيضاء أو طرح إسم، يؤكّد أنها لا تدعم أي مرشّح حتى الساعة، وذلك رغم العلاقة الوثيقة مع سليمان فرنجية وتفضيلها له.

وعن سبب عدم تسمية مرشّح، يقول هاشم إننا نتطلّع إلى التوافق على اسم، ومنفتحون على البحث في الخيارات التي تتطابق ومواصفاتنا.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم