الأربعاء - 29 أيار 2024

إعلان

صوت الصمت وصدى السكون

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
كان في بتدين اللقش ساحة. بُنيت الى جانب الساحة كنيسة عالية من حجارة يصعب حملها، أو نقلها، أو رصفها. أضيفت إليها قاعة المدرسة التي تتسع لثلاثين أو أربعين تلميذاً وتلميذة.ذلك كان عدد رفاق الضيعة خلال النهار. أما عندما يأتي المساء، فيكثرون. النجوم في المساء، تتقدمها مشعة، نجمة الصبح، وخلفها قمرها، وتعلو رتيبة قوية مطالب الضفادع، وتظهر في غسق العتم اجياز الذهب كأنها تحمل على ظهورها مناجم افريقيا. ويُسمع صوت الصمت وصدى السكون. ويرتفع نداء الجداول عالياً وتصدح السواقي. هذا، يسمونه في النمسا "صوت الموسيقى" وكونسرتات "موتسارت". في الضيعة، يُعرف باسم "ساقية بوخليل".من الساحة كانت، ولا تزال، تتفرع طرق الأحياء، كما تتفرع جادات باريس من حول ساحة النجمة: حارة الجرو، حارة بيت شديد، حارة الحرادين، حارة القطارين، مفرق يوسف أمين. الباقي متفرقات سكانية وقناديل تطل من النوافذ.بعد المدرسة الصغيرة في الساحة، كانوا يكبرون ويتفرقون. كلية جزين الرسمية. أو معهد دير مشموشة. أو فرير صيدا. أو مَن ينضمون الى الهجرة الدائمة نحو بيروت. أم الأرياف.والضيعة كانت تبقى في مكانها وحدودها: لا خيل عندي ولا مال، كما قصيدة ابو الطيب المتنبي. مواسمها قليلة وجلولها قاسية على الزرع، وثمرها جميل المناظر، شحيح العطاء، وحده...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم