الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تصعيد الجنوب "خدم" إسرائيل... هل تتبدّل قواعد الاشتباك؟

المصدر: "النهار"
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
مُستجد مُستغرب في الشكل والمضمون طرأ أمس عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، تمثّل بإطلاق أكثر من 30 صاروخاً من منطقة "القليلة" على الجليل الغربي، وإحداث أضرار مادية بسيطة، بالإضافة إلى إصابتين طفيفتين في صفوف الإسرائيليين. حمّلت إسرائيل "حماس" مسؤولية القيام بالعملية، والحكومة اللبنانية بسبب استخدام أراضيها كمنصّة صواريخ.

في الشكل، هو التصعيد "الأوسع" و"غير المسبوق" منذ حرب تموز 2006، كما وُصف، لكن في المضمون، فإن نتائجه المباشرة كانت أقلّ خطورة من الحدث نفسه، ممّا يفتح باب التحليلات حول ما حصل أمس، وهل لإسرائيل مصلحة فيه؟
 
هجوم أمس الصاروخيّ صبّ في مصلحة وحدة إسرائيل من جهة، ولتصوير الإسرائيليين على أنّهم مستهدفون من محيطهم من جهة أخرى لحشد الدعم الدولي، في ظل هجوم شرطتها على المسجد الأقصى. وعلى صعيد الوحدة، لا بدّ من العودة إلى تصريحات المعارضة الإسرائيلية، وبالتحديد يائير لابيد، الذي شدّد على "الوقوف متّحدين وتقديم المعارضة الدعم الكامل للحكومة في مواجهة كل تهديد".

العميد المتقاعد ورئيس تحرير موقع "الأمن والدفاع"، ناجي ملاعب، يُشير إلى التضخيم الإعلامي الذي رافق عملية إطلاق الصواريخ وحديث الإعلام العبري عن 100 صاروخ. ويلفت إلى أن "الهدف من ذلك تمثّل في نقطتين، النقطة الأول هدفها تصوير إسرائيل على أنها ضحية، واستعطاف الرأي العام العالمي واستجداء الدعم الدولي، أما النقطة الثانية، فغض النظر عن فشل القبّة الحديدية في التصدّي لكافة الصواريخ، التي سقط البعض منها بين الأحياء السكنية".

وفي حديث لـ"النهار"، يتطرّق إلى الرد الإسرائيلي، فيعتبر أن "تل أبيب ردّت في لبنان بشكل محصور في المناطق التي انطلقت منها الصواريخ، لأنها لا تريد التورّط في جبهة جديدة، ولا استدراج "حزب الله" إلى القتال. وطالما أن الأخير لم يتبنَّ أو يُعلن مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ، فإن ذلك كان بمثابة تحييد له عن المواجهة، والإبقاء على قواعد الاشتباك نفسها بين إسرائيل والحزب".

أما عن سبب اتهام "حماس" بالوقوف خلف العملية، وليس أيّ فصيل آخر، فيذكر ملاعب أن "حماس" ترعى العمل العسكري لمعظم التنظيمات الإسلامية المتشدّدة، بعكس "فتح" والسلطة الفلسطينية التي سلكت درب التفاوض؛ وبالتالي "حماس" تقف خلف الهجمات، كما أن هذا الاتهام يحوّل ميدان المواجهة إلى غزّة، ويعفي إسرائيل من ردٍ مدمّر في الجنوب اللبناني وفتح جبهة جديدة لا تُقفل بسهولة.

ويتحدّث ملاعب عن آفاق هذا التطور العسكري المستقبلية، ويقول: "نحن مرتبطون بما يجري في سوريا والمنطقة، ولا بدّ من العودة إلى التقارب السعودي - الإيراني، والتذكير بأن الولايات المتحدة وإسرائيل هما المتضرّران منه. وبما يتعلّق بتل أبيب، فإنها سلكت طريق التطبيع مع دول الخليج بحجّة عداء هذه الدول لإيران، ولكن مع التقارب، فإن الأسباب الموجبة للتطبيع ستنتفي، وستخسر إسرائيل قدرتها على وضع قدمها في الخليج".

ويسأل: "ماذا سيكون موقف الولايات المتحدة من التقارب؟ هل توافق عليه؟ أم تخرّبه؟ "خربطة" الاتفاق قد تكون بيد إسرائيلية، لأن الأخيرة لن تقبل ولن ترتاح في ظل اقتراب إنجاز إيران لقنبلتها النووية؛ وإذا ما قررت عدم التعايش مع إيران نووية، فقد تكون في صدد ضرب نووي إيران، وهذا يستدعي درس ردات الفعل إيرانية، وأبرزها من "حزب الله"، وحينها يتمّ درس وضع التصعيد من جنوب لبنان".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم