الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"التقسيم"؟ مشروع الدولة الجامعة؟ للعاقل منا أن يختار قبل فوات الأوان

المصدر: النهار
Bookmark
"التقسيم"؟ مشروع الدولة الجامعة؟  للعاقل منا أن يختار قبل فوات الأوان
"التقسيم"؟ مشروع الدولة الجامعة؟ للعاقل منا أن يختار قبل فوات الأوان
A+ A-
النائب وائل أبو فاعور الذعر، ولا شيء سوى الذعر يحكم علاقة اللبناني بالآخر؛ ذعر المحكوم من الحاكم، ذعر الفقير من الغني، ذعر الاقلّوي من الاكثري، ذعر المسيحي من المسلم ، ذعر الاعزل من المسلح، وذعر المتُعَب المسالم من الناهض المتحفّز  للأدوار الكبرى. ولطالما كانت فكرة التقسيم في قعر ذهن اللبنانيين، تخبو وتفيق وفق الظروف ودرجات الذعر، وحالما تطأ أرض لبنان أو فضاءه أقدام جديدة. امارة جبل لبنان كانت في بعض محطاتها مشروع استقلال أو انفصال حالما وطأت قدم العثماني مرج دابق وقبله حكم المماليك. الوجود الفلسطيني اعتُمد لواء لتحفيز فكرة التقسيم عندما وطأت أرض اللاجىء الفلسطيني الحافية المشردة ملزَمة أرض لبنان. الدخول السوري أوقد الفكرة في ذهن مَن استقدمه عندما تجاوز حدود المرتجى منه بالقضاء على المعلم كمال جنبلاط والحركة الوطنية والثورة الفلسطينية، وطمح الى التمدد شمال ثكنة الفياضية. الاحتلال الاسرائيلي اعاد انعاش الفكرة عندما استعصت عليه السيطرة على كامل الكيان، وفي كل مرة كانت تستولَد الفكرة مجدداً بجغرافيا مختلفة ولاعبين مختلفين، وإنْ كانوا من الجذر الفكري نفسه. المجموعات اللبنانية بمعظمها جشعة، متهورة، ومغامرة. إما تقبض على الكيان والنظام برمّته اذا كانت قوية وحاكمة، وإما تنفصل عنه اذا استعصى عليها حكمه.الجغرافيا اللبنانية ليّنة، مطاطة ومطواعة للاهواء والمصالح. لبنانيون ارادوا توطين اليهود في لبنان لضمان توازن الأعداد، وعندما رفض الانتداب الفرنسي ذلك ارادوا إلحاق بعض الجنوب بوعد بلفور. لبنانيون ايضا ارادوا ضم طرابلس ومسلميها الى سوريا وابقاء المسيحيين فيها مواطنين لدولة لبنان واعطاء جبل عامل الحكم الذاتي لازاحة عبء العدد. لبنانيون مسلمون (سنّة ودروز وشيعة) ارادوا بعد تفكك السلطنة العثمانية الوحدة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم