الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سامي الجميّل ضيف "Podcast with Nayla": "حزب الله" ومصير لبنان... وتفاصيل شخصية

المصدر: "النهار"
سامي الجميل ضيف نايلة تويني.
سامي الجميل ضيف نايلة تويني.
A+ A-
يحلّ رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل ضيفاً على "Podcast With Nayla" مع رئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني، في حلقة يكشف فيها تعرّضه للتهديد، ويُسلّط الضوء على الفكر الميليشياوي في لبنان، مُحدّداً من يعيق تطوّر البلد. كما يكشف الجميّل تفاصيل علاقته بـ"التيار" ورئيسه جبران باسيل، ويتحدّث عن شقيقه الشهيد بيار وحياته الشخصية.
 
 
 
 
يُحاول ألا يتنقّل كثيراً، وغالباً ما يعمل في المنزل من أجل تخفيف التنقّلات. "هذه الفترة صعبة نسبياً"، يقول، "هكذا تُختصر ومن دون التطرّق إلى تفاصيل". يؤكّد لـ"بودكاست مع نايلة" ما علمته "النهار" عن تعرّضه للتهديد، لافتاً إلى "التفلّت الأمني في لبنان بشكل كامل، بعد تحوّله ساحةً مفتوحةً لتصفية الحسابات وإيصال الرسائل".

يُعرّف عن نفسه بطريقة جديّة وكلاسيكيّة. "سامي الجميّل رئيس حزب الكتائب اللبنانية". موقعه "هو الأهمّ" بالنسبة إليه، "خاصة في الشأن العام، من أجل الدفاع عن أفكاري وتحقيق طموحات جزء كبير من الشعب الذي أناضل من أجله منذ ثلاثين سنة"، يقول لرئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني.
يُشير الجميّل في حديثه إلى "جزءٍ من الطبقة السياسية شارك في أعمال قتل واغتيال خلال الحرب الأهلية، ولديه "المناعة" على وجع الضمير". ويرى أنّه "حين يُدير أمراء حرب لبنان - وليس مقاومين دافعوا عن لبنان - وحين يُحكم البلد من قبل رجال بعقلية ميليشيوية نصل إلى النتيجة التي وصلنا إليها، بلد مسروق، منهوب، غياب الضمائر، غياب الكفاءات... للأسف، ما زلنا في عهد رجال الحرب، لم ننتقل بعد إلى جيل ما بعد الحرب، لا يزال جيل الحرب يحكم".

يرى الجميّل أنّ لبنان يعيش "في ظلّ ميليشيا مسلّحة مسيطرة بشكل كامل، تستخدم العنف والتعطيل وجميع الأساليب غير القانونية من أجل السيطرة على البلد". كما يرى أنّ "لبنان في وضع الرهينة، والمطلوب من اللبنانيّين مقاومة هذا نوع من الاحتلال". بالنسبة إليه، "هو نوع من الاحتلال، لأنّ عناصره لبنانيّون، لكنّ قراره غير لبنانيّ، وتالياً، فهو مزيج من الاحتلال وسيطرة فريق لبناني معيّن على الساحة السياسية".

"كيف يجب على اللبنانيّ أن يقاوم؟"، نسأله. يرى في عدم الاستسلام مفتاحاً. "يجب أن يرفض اللبنانيّ ويواجه، ويبقى في حالة صمود، تماماً كما في زمن الوصاية السورية".

"نعيش في بلد بات فوضوياً"، تقول نايلة تويني، "تطلب من الناس أن يقاوموا، فبماذا يُقامون؟ نقف والدولار على عتبة الـ100 ألف ليرة. خسر الناس أموالهم وها هم يُهاجرون. لن يبقى من يفوق عمره الـ18 سنة في لبنان. العائلات القادرة على المغادرة تُغادر، ومن بقي في لبنان يُعاني حالة إحباط. من جهة، ثمّة أشخاص يسهرون يرتادون المطاعم. هكذا هو الواقع. ولكن كيف سنتمكّن اليوم من إحداث هذه الحركة، وكيف سيتغيّر الواقع؟".

يُشير الجميّل إلى "مجتمعَين يعيشان في لبنان. المجتمع اللبناني، ومجتمع الـ(فريش)". من هنا يدعو إلى "أن نكون واقعيّين مع الناس"، شارحاً أنّ "مشكلة البلد بنيوية، وطالما أنّ "حزب اللّه" مسيطر على لبنان، لن نتمكن من إحداث أيّ إصلاح أو ضبط الحدود أو فتح أسواق لبنان إلى الخارج، أو جذب سواح، أو حتى تطبيق المطلوب من أجل النهوض على المستويات كافة". ويُضيف: "جميعنا نشعر باليأس ونصل إلى مرحلة نقول فيها إنّ الحِمل كبير للغاية، لكن ليس لدينا غير الصمود، وأن نتمسّك ببلدنا".

"ما هو البديل؟ أن نترك لبنان؟"، يسأل، "لن نترك لبنان، صحيح أنّ الوضع صعب - جدّاً - لا ننكر هذا الأمر، لكن يجب التمسّك بالإيمان... يجب أن نُعيد إلى أذهاننا حقبة الـ2005. قبل شهرين من استشهاد الرئيس رفيق الحريري، كنّا على قناعة تامّة أنّ أولادنا سيواكبون خروج السوريّين من لبنان، غير أنّ المعايير حميعها انقلبت خلال شهرين".

على صعيد آخر، وفي آخر لقاء مع السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، أخبرته عن اجتماع فرنسا. "من المؤكّد أنّ المنطقة والعالم في حالة غليان، ومن المؤكّد أنّه من الممكن أن ينعكس هذا الوضع على إيران، لبنان، سوريا، وعلى منطقة الشرق الأوسط برمّتنا"، يقول. "ما علينا فعله هو التأهّب، وأن نقوم بدورنا في لبنان، وأن ندفع بالاتجاه الصحيح. في حال حصل ظرف إقليمي، نستخدمه لصالحنا، وإذا كان هذا الظرف ضدّنا يجب أن نواجه".

يرفض القول إنّه يجب انتظار الخارج. "هذا خطأ"، بالنسبة إليه، "في هذه الحالة، من الأفضل أن أبقى في المنزل وأنتظر، ولو انتظرنا خلال فترة الوجود الجيش السوري، لما تواجد مليون لبنانيّ في الشارع للمطالبة بخروجه... لولا وجود مليون لبنانيّ، حتى الإرادة الخارجية لم تكن لتتمكّن من طرد الجيش السوري".

ما هي نسبة اهتمام الخارج بلبنان، فيما يكاد يغيب عن الخريطة العالمية؟ "نعتقد أنّنا قلب العالم، وأنّ اللّه خلقنا وكسر القالب، غير أنّ ثمّة ارتدادات واضحة وكلّ الأمور مرتبطة بعضها البعض"، يقول الجميّل مُشيراً على سبيال المثال إلى مشاركة إيران إلى جانب روسيا في الحرب على أوكرانيا. "ليس الأمر تفصيلاً... لدينا الكثير من العمل لإعادة نهوض البلد، من حيث السياق الاجتماعي والاقتصادي، وحزبنا (الكتائب) يعمل اليوم، لإعداد خطّة في هذه المجالات كلّها".

ويُضيف: "قرارنا مسلوب في ظلّ سيطرة حزب اللّه على البلد. يمنع عمل مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، ويمنع عمل القضاء. يهدّد القضاة ويهدّد الناس. قطع علاقاتنا مع الخليج والمجتمع الدولي، منعنا من تصدير منتجاتنا، قتل الاقتصاد. إنّه يأخذنا رهينة. دعوتي الأولى اليوم هي توحيد الصفوف بشكل عابر للطوائف والمناطق لمواجهة هذا الخطر الأوّل والأساسيّ على مستقبل لبنان".

ويتوجّه الجميّل إلى أفرقاء المعارضة جميعهم - نواب، كتل سياسية، أحزاب -قائلاً: "يجب أن نتخطّى جميع الأمور، وعملنا كحزب "كتائب" في المجلس هو التواصل مع جميع الكتل النيابية المعارضة، لأخذ مواقف مشتركة وتقوية هذه المواجهة مع خصمنا المشترك، ليس لأننا نريده خصماً لنا، بل لأنّه أراد أن يتحدّانا جميعنا، مشكلتنا مع الحزب هي سيطرته على قرار البلد، لأنّه يستخدم السلاح والعنف، ولأنّه يحاول تغيير هوية لبنان. في حال توقف من فعل كلّ هذا، لن تكون لدينا مشكلة معه، نلتقي نعه في مجلس النواب، نختلف ونتفق مثل الحياة الديموقراطية، المشكلة أنّ هذا الحزب يناقض مبدأ الديموقراطية".

ويُضيف: "نكره المقاطعة، ولكن عندما يظهر أنّ المسار الذي يتّجه إليه القطار سيأخذ لبنان إلى الخراب، فأنا أركب القطار إذا كان هناك أمل لتغيير مساره، ولكن إذ لم أكن مقتنعاً بقدرتي على تغيير مساره، ما الغاية من ركوبي القطار وأتحمّل مسؤولية الخراب المتّجه إليه؟".

يعود إلى العام 2016. "قرّرت كلّ الطبقة السياسية الركوب في قطار يأخذ لبنان إلى الخراب وإلى جهنم، المتمثّل بالتركيبة السياسية التي جعلت ميشال عون رئيساً وأفلست البلد ودمّرته. كان الحق معنا. لذلك، أنا أريد أن أسألهم على أيّ أساس ركبوا هذا القطار، وليس لهم الحق أن يسألوني لماذا بقيت خارجه. لو كان لدينا أمل بنسبة 1 في المئة أنّنا نستطيع تغيير هذا الاتجاه، لم نكن لنقاطع".

في الإطار، يعتبر سامي الجميّل أن قُدامى "التيار الوطني الحرّ" رفاقه وأخوته. "أتمنّى أن يعود (التيار) إلى تيار الـ2005، الذي كانت أولويّته السيادة ورفض السلاح والمطالبة بتطبيق القرارات الدولية، وعلى رأسها الـ1559"، يقول، "و(التيار) الذي يرفض الفساد والمحاصصة وغير ذلك".

ويُتابع: "يوم يعود (التيار الوطني الحر) إلى ذلك، يُصبح أوّل حليف لي. ليس عندي أيّ نفور منه شخصيّاً، بل سياسيّاً. أمّا في ما يتعلّق بجبران باسيل، فقد تهجّم عليّ على الصعيد الشخصي وليس في السياسة، لم يكن لديه ما يقوله لي في السياسة، ولا أعتقد أنّ أحداً قادر على انتقادي بأيّ شيء في السياسة، والدليل هو أنّه لم يستطع المنتقدون انتقادي في خطوة واحدة في السياسة، وكنت على حق في كلّ شيء فعلته".

ويُضيف: "أتقبّل النقد في السياسة. أنا رجل ذو أخلاق، أعتبر أنّه ليس هناك مجال للعواطف في الحياة السياسية. السياسة فيها مصلحة لبنان، وإذ قرّر جبران باسيل اليوم استكمال خطوته التي يقوم بها للانفصال عن حزب الله والعودة إلى مبادئ التيار الأساسية، فسيجد تجاوباً من جهتنا".

باعتقاده، "المشكلة البنيويّة الأساسيّة بين (الكتائب) و(التيار) هي الموقف المتعلّق بالمشكلة الأكبر في البلد، تغطية السلاح في لبنان". ويرى إنّه "لا يجوز أن يتواجد سلاحان في لبنان.

بالعودة إلى العام 2016، يُشير الجميّل إلى الخلاف مع الرئيس سعد الحريري، "عندما حدثت التسوية، وقرّر الدخول فيها لانتخاب ميشال عون، تماماً كما حصل مع سمير جعجع. اختلفنا في تلك اللحظة بسبب الخيار الذي اتّخذاه".

يعتبر الجميّل أنّ الحريري "ارتكب العديد من الأخطاء"، لكنّه في المقابل "على قناعة بأنّه إنسان طيّب وليس رجل ميليشيات، وهو الوحيد الذي دفع الثمن وخرج من الحياة السياسية لأنّه رجل دولة". ويُضيف: "حتّى وإن عمل بطريقة فيها خطأ أو صواب، أو ارتكب الأخطاء - أخطاء مميتة في بعض الأوقات برأيي - يبقى بالنسبة إليّ رجلاً يخاف ربّه، إذا رأى شخصاً مصاباً على قارعة الطريق فسيتوقّف لمساعدته، الآخرون لن يفعلوا. لهذا السبب، أعتبر أن أخطاء سعد سببها أنّه دائماً يريد التنازل ليعطي البلد فرصة، ولكنّي أعتبر أن هذه التنازلات دمّرت البلد. هو الوحيد الذي أصبح خارج الحياة السياسية وهذا دليل أنّه لينجح في السياسة في لبنان، يجب أن يكون بلا قلب وبلا ضمير وبلا أخلاق".

وعمّا يقوله لرئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، يُجيب الجميّل: "أبقى متيقّظاً لأنّني لا أعرف متى يمكن أن يحصل معي ما حدث في 2016. كنّا نخوض معركة كي لا يصل حزب الله، وفجأة وافق الكلّ على ميشال عون، وجدت نفسي وحيداً ولم أجد أحداً معي. نحن ككتائبيّين عشنا هذا الأمر ولم ننسَه. ولكي نعيد العلاقات المتينة، علينا إعادة بناء الثقة، وهذا ما نحاول أن نفعله الآن".

أمّا عن رسالته لرئيس "الحزب التقدّمي الاشتراكي"، فيقول الجميّل: "لا أستطيع قول شيء له لأنّ قلبه موجود في المكان المناسب بنسبة مئة في المئة: سيادة، حبّ البلد، وإرادة نهوض لبنان من جديد وانفتاحه والتحضّر والتطور، وإذا كان هناك خيار أن لا يكون هناك أيّ بندقية في لبنان فأنا متأكّد أنّه أول من سيوافق عليه". ويُتابع: "من جهة ثانية، أنا أتفهّم أنّ أولوية وليد جنبلاط الأولى والأخيرة هي الحفاظ على الطائفة الدرزية، أمّا عن الاستعداد للمخاطرة بأن تكون الطائفة غير ممثلة في الحكومة، فهذا موضوع آخر".

من جهة أخرى، يؤكّد سامي الجميّل أنّه لن يُصوّت لسليمان فرنجية خلال الانتخابات الرئاسية، مع أنّه يعتبره "صادقاً" ولكن "لا قدرة له أن يُحدث الانعطاف المطلوب ليُصبح مرغوباً من الجميع لأنّه قريب ولديه موقف واضح من محور اسمه محور المقاومة وبالعلاقة مع الرئيس السوري بشار الأسد".

يؤكّد الجميّل أنّه لا يُفكّر بالوصول إلى قصر بعبدا وأنّ "لا هوس لديه للوصول"، مضيفاً: "رجل الدولة هدفه البلد ولا الشخص. يوم تكون ظروف البلد مؤاتية لتطبيق مشروعي عبر رئاسة الجمهورية سأُجرّب. لكن في الظروف الموجودة لا أرى دوراً لي في هذا المكان بل في "شدشدة" الجو المعارض للصمود والمقاومة".
 
الودائع
عن احتمال استعادة المودعين أموالهم، يقول: "لا أعتقد أنّها ما زالت موجودة. ويجب مصارحة اللبنانيّين بأنّها لم تعد موجودة. هُدرت، هناك منظومة استخدمتها لتحقيق مصالحها على مدى 8 سنوات. منذ الـ2015 حتى اللحظة ندفع من أموال اللبنانيّين لتحقيق استقرار سعر الصرف، وهو ما حذّرنا منه إلى جانب ضياع البلد والنظام المصرفي. حذّرنا من هذا الأمر وعلينا أن نفهم أنّ مصرف لبنان صرف أموال الناس. استخدمها لدفع عجز الدولة وعجز كهرباء لبنان ولتطبيق سياسة الدعم وتحقيق استقرار سعر الصرف".

يسأل الجميّل: "أين القضاء؟ هذا كلّه مشاهد انهيار الدولة ومؤسّساتها"، ويُشير إلى الانقسام إلى "جماعة القاضية غادة عون، جماعة القاضي غسان عويدات، جماعة القاضي طارق البيطار، جماعة القاضي سهيل عبود، إلى جانب الصراع القضائي بين القضاة... النافعة أغلقت، المدارس لا تعمل...". ويرى أنّ الإصلاح يبدأ "من فوق إلى الأسفل، من سلطة جديدة لديها رؤية تستلم البلد. لا يمكننا أن نتسلّى ونأتي برئيس جمهورية لا يعرف معنى ميزان المدفوعات والعجز وصندوق النقد...". تقوم مقاربة الجميّل على "ما سيُحقّقه الرئيس لا على الاسم"، ويعتقد أنّ ترشيح سلميان فرنجية سقط لأنّه لم يحصل على 65 صوتاً.

وعن خطوة النائبين نجاة صليبا وملحم خلف، يقول الجميّل إنّها "شجاعة ولكنّها لم تكن مُنسّقة. لا يمكن أن يدخل الفرد معركة من دون إدراك أفقها. قلت لهما إنّه لا يمكننا تعطيل عملنا بهذا الشكل. أنا مع القضية التي يُدافعان عنها 100%، وإذا امكنني أن أساهم بأن تعطي نتيجة فلن أتأخّر".

يرى الجميّل أنّ "النواب التغييريين غير متّفقين على ما يريدون لذلك لم يستطيعوا أن يستمرّوا تحت شكل تكتّل واحد. ولكن على الأقلّ هم أحرار برأيهم".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم