"ما خلّونا" شعار تدحضه مراحل ذهبيّة

يرتبط شعار "ما خلّونا" بعصر الانهيار اللبناني. تحوّلت هذه العبارة خلال الأشهر الماضية إلى "تراند" يعبّر عن الحقل المعجمي لطريق هروب الطبقة السياسية اللبنانية من مسؤوليّاتها، في كلّ مرّة تُسأل فيها عن الأسباب التي حالت دون سلوك مسار تنفيذ الإصلاحات والإيفاء بالوعود التي كانت قطعتها على مدى سنوات بتحويل لبنان إلى "فردوس" قطاعات إنتاجية. وفي انقلاب الواقع الدرامي إلى هزلي كوميدي، تتحوّل عبارة "ما خلّونا" إلى واحد من أشهر المصطلحات المدوّنة على مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية من الذرائع المُطلقة والتبريرات المُختصرة من الأحزاب الحاكمة. لكن ثمّة وقائع تاريخيّة تدحض عبارة "ما خلّونا" وتنزع عنها صيغة التبرير، في مقابل حقبات شهدت على منطق "ما خلّوهم" بالمعنى العكسيّ للعبارة، وبما معناه عدم السماح باستشراء مظاهر الفساد والعمل على بسط دولة القانون والعدالة. وإذا كانت حقبة الرئيس فؤاد شهاب قد تحوّلت إلى المرحلة "الرمز" أو المرجعية التي يعود إليها اللبنانيون كلّما أرادوا استذكار مشوار "جنّة الإصلاح"، إلا أن ثمّة حقبات...