النهار

النهار

حسن نصرالله… شهيداً أم حيّاً؟ الضربة الإسرائيلية تستدرج الحرب الشاملة
لم يرتبط مصير الشرق الأوسط مرة بحسم مصير رجل كما حصل عقب الغارة الزلزالية التي شنتها إسرائيل عصر امس على حارة حريك – العاملية مستهدفة اغتيال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله .
حسن نصرالله… شهيداً أم حيّاً؟ الضربة الإسرائيلية تستدرج الحرب الشاملة
حسن نصرالله
A+   A-
لم يرتبط مصير الشرق الأوسط مرة بحسم مصير رجل كما حصل عقب الغارة الزلزالية التي شنّتها إسرائيل عصر أمس على حارة حريك – العاملية مستهدفة اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. حتى ساعات الفجر اليوم، لم يكن مصير نصرالله قد عُرف وسط ضخّ هائل من المعلومات والمعلومات المتضاربة، إن في الإعلام الإسرائيلي الذي جنح معظمه إلى ترجيح نجاح ضربة الاغتيال، أو في الإعلام العربي واللبناني والعالمي، علماً أنّ حجم الغارة الإسرائيلية على الحي السكني الذي استهدفته كان غير مسبوق لجهة استعمال قنابل خارقة للتحصينات زنة القنبلة ألفا رطل، الأمر الذي أحدث زلزالاً أدّى إلى تسوية ستّة مبان بالأرض.
 
وحتى فجر اليوم، ظلّ مصير الأمين العام الثالث لـ"حزب الله" الذي صار زعيماً "تاريخياً" للحزب منذ عام 1992 معلّقاً ومجهولاً، الأمر الذي أثار تساؤلات ومخاوف كبيرة حول إمكان أن تكون إسرائيل دفعت بالأمور إلى متاهة تفجير ضخم لن تبقى رقعته محددة بلبنان، بل ربما يتجاوزه إلى المنطقة. ففي حين مرّت ساعات طويلة ولم يصدر عن "حزب الله" أيّ بيان يميط اللثام عن مصير زعيمه، تصاعدت الترجيحات والمخاوف من أن يكون ذلك ناجماً عن احتمال أن يكون مصير نصرالله قد صار في المرحلة الأشدّ خطراً من حقيقة الاغتيال.
 
وعزّزت هذه المخاوف تصريحات قادة ومسؤولين إيرانيين تحدّثوا عن جريمة إسرائيل في هجومها على الضاحية، ولم يأتوا على ذكر نصرالله إطلاقاً. والأسوأ والأخطر أنّ إسرائيل رفعت الاستنفار إلى أقصاه في سائر أنحائها استعداداً لهجوم كبير يشنّه الحزب في الساعات المقبلة، كما لاحت معالم استعدادات إيرانية لشيء ما كبير من خلال دعوة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي. ثمّ جاء الكشف عن مقتل قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني في غارة الضاحية ليدفع بالغليان والترقّب الثقيل وحبس الأنفاس إلى ذروته. 
 
ولعلّ الحشود الإسرائيلية على الحدود مع لبنان التي تزايدت بقوّة في الساعات الأخيرة باستقدام لواءين إضافيين إلى الأولوية الموجودة لم تكن وحدها كافية لرسم معالم اندفاع إسرائيل نحو إحداث "التغيير الاستراتيجي في الشرق الأوسط" كما سمّته، فقامت بضربة هي الأخطر إطلاقاً بهدف مزدوج: اغتيال نصرالله بقرار متّخذ سلفاً كان ينتظر اللحظة الاستخباراتية القاتلة، وعدم التردّد عن ضرب عمق الضاحية الجنوبية، وزادت تصعيدها الهستيريّ بتوجيه إنذار ليلاً إلى سكان وأهالي عدد من أحياء الضاحية لمغادرة منازلهم بزعم وجودهم قرب مصالح تابعة للحزب. وشهدت المنطقة ليلاً موجة نزوح كثيفة. كما ذهبت بعيداً أيضاً في استهداف بلدة بعذران الشوفية حيث سقط ثمانية شهداء. وأدّى الاعتداء إلى إثارة أجواء توتّر شديد في صفوف أبناء البلدة والنازحين إليها.  
 
حتى فجر اليوم إذن، لم يكن ثمّة إمكان للجزم بأيّ اتجاه قبل جلاء مصير السيد نصرالله. ولكن من الواقعي الجزم بأنّ ما كان قبل ضربة الضاحية أمس لن يكون مثله بعدها، أيّاً كان ما ستتكشّف عنه التطورات والأنباء في الساعات المقبلة. فاذا كان المحظور قد وقع فهو يعني اغتيال أكبر رموز المقاومة و"حزب الله" ومحور الممانعة، وأقوى حليف لإيران، وإذا كان نجا السيّد فإنّ الأمر سيرتّب تطورات خارقة أيضاً في خطورتها. في الحالين قد تكون الحرب الشاملة أخطر ما فجّرته إسرائيل في ضربتها أمس.              
الكلمات الدالة