خلاصة مئويّة لبنان الكبير: وُلد من حقيقة ولم يُختَرَع كذبة

الغوص مدى أشهر في صفحات تاريخ لبنان الكبير الذي أضاء شمعة عيده المئويّ في أيلول 2020، يسير بالمتصفّحين إلى محطّة خلاصة ختاميّة، تؤكّد على لبنان الكيان النهائيّ الذي ولد من حقيقة ولم يُخترع من كذبة. وليس ما هو أكثر تعبيراً عن أهمية الركائز التي بني على أسسها لبنان الكبير، سوى ما ذكره البطريرك الياس الحويّك في خطابه أمام رئيس مجلس الوزراء الفرنسي كليمنصو متحدّثاً عن الخصوصية اللبنانية، في قوله: "إن هذه الخاصيّة ذات النتائج الكبيرة، التي تنمّ عن تطوّر عميق والتي، الأولى في الشرق، تحلّ الوطنيّة السياسيّة محلّ الوطنيّة الدينيّة. وبسبب هذا، يمتلك لبنان وجهاً خاصّاً، وشخصيّة يتمسّك بالمحافظة عليها فوق كلّ شيء". وتعود بنا الخلاصة إلى بداية المشوار مع ما ورد في المذكّرة التي تقدّم بها البطريرك الحويّك الى مؤتمر الصلح، وجاء فيها: "إنّ اللبنانيين مقتنعون أنّ فرنسا... خلال فترة الانتداب، ستهيّء لبنان للسيادة، وستنمّي الحسّ الوطني بأن تترك بين أيدي اللبنانيين التنظيم والإدارة والقضاء في البلاد... وأنّها أخيراً وفيّة لتقاليدها ولتاريخها، وبتعاون صادق وكريم مع الشعب ومع الحكومة اللبنانية، ستعرف كيف تحمي وتنمّي وتكثّف بكلّ الوسائل وبكلّ الأشكال الحسّ الوطنيّ الذي، وقد صمد بوجه كلّ الاضطهادات وكلّ المصائب، خرج من المحن العظمى أكثر كبراً". وبالفعل،...