الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

سليم الصايغ لـ"النهار": "حزب الله" لا يريد المثالثة لأن لديه أحادية في طائفته وفي القرار الاستراتيجي اللبناني

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
الصايغ والزميل فرج عبجي
الصايغ والزميل فرج عبجي
A+ A-
 
اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب الدكتور سليم الصايغ ان لا وجود للموارنة دون حرية، وأن رسالة لبنان تعطي أدواراً للجميع، مشيراً إلى أن المارونية السياسية لا معنى لها دون اللبنانية السياسية. فالمارونية السياسية لا تعني عدم المساواة والانتقاص من العدالة الاجتماعية، كما أن لا معنى للشيعية السياسية أو السنيّة السياسية اذا لم تكن لدينا لبنانية سياسية، أي الإيمان المطلق بأن الخيار النهائي هو “لبنان أولاً وأخيراً ". وهو أن نحبّ لبنان كما هو لا كما نريده.

‎الصايغ وفي حوار مباشر عبر "فايسبوك النهار" قال إنه "علينا إنقاذ لبنان من الفساد الذي لا هوية له ولا طائفة، ومن التسلط ومبايعة الخارج لمشاريع خاصة ومصادرة الهوية اللبنانية لمصلحة الخارج، لاسيما أن البعض جاهروا وفاخروا أنهم باتوا جنودا أو مجندين لدى ولاية الفقية، مشيراً الى أن القضية لا تُحلّ بتدوير الزوايا انما بتغيير طريقة إدارة البلد".

‎وقال الصايغ: "للأسف لن يستطيع الشعب صنع التغيير الآن في لبنان مع سلطة عبدة الأصنام، أصنام السلطة والمال والأشخاص، المحصنين بثقافة الإفلات من العقاب،سلطة فاقدة الإرادة. فليس للشعب اليوم المقومات القانونية والإمكانات المادية لأخذ المسؤولين إلى المحكمة". مشدداً على أن المحاسبة الحقيقية ستكون عبر إطلاق العملية الدستورية في لبنان أي الانتخابات النيابية".

‎أضاف الصايغ: "نحن في شبه ديمقراطية، إذ لا طبقة وسطى في لبنان، وفوق 55% من اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر، فأهمية هذه الطبقة سياسياً أنها لا تدين لأحد، وقرارها محرّر من الرأسماليين الكبار الذين يريدون رضى السلطة والأمر الواقع". لافتاً إلى أن كتلة الطبقة الوسطى ما عادت موجودة والانتخابات الديمقراطية ستكون صعبة، ما يؤدي إلى تراجع للديمقراطية خاصة في ظل سلطة لاتحكم واخرى رديفة تحكم.

‎ورأى الصايغ أن الانتخابات الفرعية ملهاة، إلا أن موقفنا الواضح لن نعلنه، لأننا لا نواجه منظومة ديمقراطية إنما ميليشيا مسلحة ومافيا تستعمل كل الطرق للترهيب أو الترغيب. وقال: "لن نكشف عما سنقوم به في ما خص الانتخابات الفرعية، إنما ساعة الحقيقة ستدق مع الانتخابات النيابية العامة التي لا يجب ان تتعطّل".

‎أضاف: "ككتائب نحن أول من طالب بانتخابات مبكرة وحصل نقاش مع الرفاق واستقرّ الرأي على وجوب أن نطالب بالمبكرة ولكن اليوم الكلام عن انتخابات مبكرة بات متأخّراً ومستحيلاً مادياً، وبوجود كورونا نخشى من أعذار كي لا يجروا انتخابات 2022 في وقتها، وسيحاولون كل شيء لضمان سيطرتهم على البلد عبر عون-باسيل".

‎الصايغ اعتبر ان حزب الله لا يريد المثالثة لأن لديه أحادية في طائفته وفي القرار الاستراتيجي اللبناني.

‎وعما أشيع عن لقائه النائب جبران باسيل، قال الصايغ: "المرة الأخيرة التي اجتمعت فيها بباسيل عندما كان وزير خارجية وزرته برفقة رئيس الكتائب سامي الجميّل، وآخر اجتماعات مباشرة كانت في 2008 عندما حاولنا ان نشرح له ان ورقة التفاهم ستخرب لبنان وتدمّره كما حصل، أما الزيارة المفترضة فلم تحصل كما لم نجرِ اي اتصال به". ولاحظ أن ثمة غرفاً سوداء لتشويه الركن الأساسي في معركة الحرية والسيادة أي حزب الكتائب.

‎وأضاف الصايغ: "نحن من بدأ الثورة ولا ننتظر صك براءة أو شهادة حسن سلوك من أحد، نحن في معركة بقاء ومصير ولسنا بلحظة سياسية إنما كيانية، إما أن تكون او لا تكون، لذلك إمّا ان نكون مع السلطة أو ضدها ولا خيار وسطاً، أي داخل المنظومة أو خارجها. ونحن اخترنا أن نخرج من المنظومة لنكون مرتاحين في قصفنا لها بالمدفعية الثقيلة".

‎وأوضح أن "أيّ لقاء مع أي ركن في المنظومة هو رسالة خاطئة الى من يؤمن بنا وبأننا نشكّل بديلاً جديا للموجود، مذكّراً بأن حزب الكتائب كان حاضراً من بين خمسين مجموعة في ساحة سمير قصير ووقّع على البيان المشترك".

‎وشدد الصايغ على ان "الأرضية الموجودة لقيامة لبنان أوسع مما نتصوّرها، من صور إلى العبدة ووادي خالد والبيئة حاضرة، إلا أن طريقة تنظيمها والتحالفات لن نعلنها الآن.

‎ولفت إلى أن أي من يريد التحالف معنا مع بقية المكونات يجب أن يعملوا كثيرا ويتغيّروا ولا قيامة للبنان إذا لم يقم كل حزب بثورته الثقافية الذاتية، وأن يعترف بالأخطاء والخطايا بحق لبنان.

‎وعن صعوبة التغيير، اعتبر الصايغ أن المنطق الذي يقول إن المعركة صعبة هو ما أوصلنا إلى هذه الحال عبر سياسة التنازلات والمقايضات على الجوهر، من الاتفاق الرباعي إلى اتفاق الدوحة إلى الوزير الملك إلى التسوية الرئاسية إلى المحاصصة النفعية التي لا زالت مستمرة، في كل هذه المحطات استسلموا قبل المعركة لأنهم يزينون كل شيء بميزان الربح والخسارة في السلطة بغض النظر عن النتيجة للوطن.

‎وعما إذا كان يؤيّد المؤتمر الدولي لإنقاذ لبنان، قال الصايغ: "نطالب بتطبيق القرارات الدولية، وما يطلبه البطريرك الراعي اي الذهاب الى مجلس الأمن في مكانه لأنه لا يمكننا أن نتكلم اقتصاداً دون سياسة وأن ننسى الملف الأمّ الذي هو سيادة لبنان".

‎ورأى ان حزب الله لا يريد حكومة لأنه يريد أن يبقى لبنان ورقة إيرانية لا ورقة فرنسية، مؤكداً أننا لم نقبل يوما أن يأخذ حزب الله الثلث المعطل وتشريع سيطرته على أي شيء في لبنان.

‎ وعن الاتهامات بالعمالة، قال الصايغ: "أقول لحزب الله انك سقطت مرتين، المرة الأولى عندما لم تستطع أن تقيم دولة بلبنان ونموذجك باهت، فبيئتك جائعة وهذه سقطة، اما السقطة الأكبر فأمنية. فإذا لم تغتل لقمان سليم، كيف لم تعلم بتلك الجريمة، أنت الذي تدّعي معرفة ما يحصل في مرفأ حيفا ومطار بنغوريون؟ فما هذه السقطة العظيمة في قلب الجنوب؟". "فهل لقمان يغيب عن السمع دون أن ترصده مخابرات حزب الله؟".

‎وشدد على أن تهم العمالة مردودة وهي لتخويفنا، ونحن لسنا جماعة تخاف، ألف لقمان سليم سيولد والمعركة لا تراجع فيها طالما لبنان اسمه لبنان.

‎وردا على سؤال عن العلاقة بين الكتائب والنائب المستقيل نعمة افرام، قال الصايغ: "النائب المستقيل نعمة افرام أخذ موقفاً مشرّفاً عندما استقال من مجلس النواب فدخل التاريخ الوطني ونحن على نقاش وحوار معمّق دائماً معه حول مستقبل لبنان وهو من الشخصيات التي نفكّر معها بمستقبل الوطن".

‎الصايغ ختم بالقول ردا على سؤال عن علاقته بكسروان: "علاقتي مع الأرض والأهل في كسروان علاقة حبّ وشغف لا توصّف ولا توضع بأي خانة، والناس متعطشة لأن تتحدث في المصير والوطن وأن تسمع كلمة الحق مع كل دقة جرس، فهي مركز البطريركية والكثير من الرهبانيات والأديرة. هي مجبولة بالتاريخ الروحي ومرجعيتها المعنوية هو كلام البطريرك". واعتبر نائب رئيس حزب الكتائب د. سليم الصايغ في مقابلة عبر "فايسبوك النهار" أنه "علينا انقاذ لبنان من الفساد الذي لا هوية له ولا طائفة ومن التسلط.
 
 
 
 
 
  
 
 
 
 
 
 
 
 
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم