السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"تعطيل العدالة توأم الجريمة"... أهالي شهداء المرفأ: للجنة تحقيق دولية

المصدر: "النهار"
رنا حيدر
رنا حيدر
أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت. (نبيل اسماعيل)
أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت. (نبيل اسماعيل)
A+ A-
اليوم، لقاؤنا معهم. واللقاء مقدس وعظيم. حتى نحن الغرباء لم تفارقنا وجوههم وضحكاتهم وشغفهم بالحياة. مثل اليوم استشهدوا. وما يحزّ في القلب أنهم لم يستشهدوا على جبهة ما او لقضية ماـ هم ذهبوا ضحية مجرم ومتآمر ومشارك وصامت، فسُمّوا شهداء، ربما ليخفف المجرمون عنهم ثقل ما اقترفت أيديهم.
 
الأهراء المنحنية تذكرنا بكارثة 4 آب، وكيف انحنى الأمل ومعه العدالة منذ سنتين، إما بسبب قضاء مرهون أو بسبب قوانين عتيقة باهتة، أو بسبب التلطي وراء حمايات طائفية وسياسية. ولا يزال يتساءل المواطن كلّ يوم من فجّر عاصمته، من قتل أبناءه، وأين التحقيق، وأين أصبحت العدالة؟
"تعطيل العدالة هو توأم الجريمة"، بعد سنتين لا تزال الأجوبة مجهولة، حرقة قلوب أمهات الشهداء لا تزال مشتعلة.
اليوم يطالب أهالي الضحايا وأهالي شهداء فوج الإطفاء بتدّخل اللجنة الدولية الإنسانية لتقصي الحقائق، بغية مساعدة القاضي طارق بيطار في البتّ بالتحقيق والتقرّب من العدالة.
 
كشف ويليام نون، شقيق الشهيد جو نون، للـ"النهار" أنهم بصدد وضع خطة عمل مع منظّمة حقوق الإنسان الدوليّة، وأنّ مطالبهم هذه السنة، ستتركزّ على المطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية للمساعدة في التحقيق الجاري بقضية المرفأ، مؤكداً "لا نريد أن نستبدل القاضي بلجنة دولية، ما نريده هو مساعدة القضاء اللبناني للوصول إلى نتيجة، فقاضي التحقيق عم "يشتغل صح" لكن لا يستطيع وحده المواجهة، من هنا، نعمل على الوصول إلى لجنة تقصي حقائق دولية".
 
مضيفاً: "وفي الوقت نفسه، ما يتعلق بمشاريع القوانين والمطالب التي لطالما جاهدنا لتحقيقها، مثل التشكيلات القضائية واستقلالية القضاء وطلبات الرد وغيرها، نطلب من النواب الاهتمام بها ودرسها وإقرارها."
 
وأعرب شقيق الشهيد جو بو صعب، بيتر بو صعب للـ"النهار"، عن مسعى للأهالي للوصول إلى العدالة وكشف الحقيقة، وقال: "بدأنا نسّجل مواعيد مع السفارات، ونطالب بلجنة دوليّة انسانيّة لتقصي الحقائق، لتدعم وتساعد القاضي طارق البيطار. إننا نثّق بالقاضي البيطار، لكنه بحاجة إلى دعم دولي، وجميعنا كأهالي مؤيدين للفكرة. قصدنا القاضي سهيل عبود لمعرفة المستجدات ولا يزال عمل القاضي بيطار معلقاً في ملف التحقيق.”
 
ولأمّ الشهيد أحمد قعدان أكثر من كلام وصلاة، تؤيّد وجود لجنة تحقيق دولية، فـ"من يريد الحقيقة لن يعارض وجود اللجنة، بل سيدعمها"، بحسب ما تقول. وتتخوف في حال وقعّ وزير المالية مرسوم التشكيلات والتعيينات القضائية، أن تعاد الكرّة ويظهر متهّم جديد من المتهمين ويعرقل التحقيقات، لذا هي تفضل وجود لجنة دولية.
 
ما هي اللجنة الدولية الإنسانية لتقصي الحقائق؟
تهتم هذه اللجنة بالتحقيق في مزاعم ارتكاب مخالفات جسيمة أو انتهاكات خطيرة أخرى بحق أحكام القانون الدولي الإنساني. وبهذه الصفة، تعتبر اللجنة آلية مهمّة لضمان تطبيق القانون الدوليّ الإنسانيّ والتقيّد بأحكامه.
 
أنشأها مجلس الأمن والجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان، وتتشكل اللجنة من خمسة عشر عضواً، ويعمل أعضاء اللجنة بصفتهم الشخصية ولا يمثلون الدول التي يحملون جنسياتها، ويتعيّن أن يكون كل واحد منهم على درجة عالية من الأخلاق ومشهوداً بعدم التحيّز.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم