الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الأستاذ سلوم حداد!

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
سلوم حداد في ثلاث شخصيات رمضانية.
سلوم حداد في ثلاث شخصيات رمضانية.
A+ A-
ثلاث شخصيات يؤدّيها سلّوم حداد بأستذة: الطاعون في "على صفيح ساخن"، فايز الأشقر في "350 غرام" وعبدالله الحرايري في "سوق الحرير". ثلاثة وجوه. ثلاثة أشكال. وبالثلاثة، هو "قدّها". من نجوم رمضان الكبار، على مسافة من كثيرين، وخارج المقارنة إلا مع أدواره ونفسه. هو مالك مفاتيح أي شخصية، من الشكل إلى أدقّ تفصيل. يؤدّي الكاركتيرات الثلاثة من دون تقصير مع دور على حساب آخر. الطاعون أروع أدواره في رمضان 2021.
 
 
 
 
من عالم مليء بالروائح الكريهة والعلاقات المنتهية الصلاحية، يبحث زهير عن "سلطته" وسط أكوام القمامة والحقد النفسيّ. مكانه يُشبه داخله حيث يحوم الفراغ الكبير. غريب أمر هذا الطاعون في مسلسل "على صفيح ساخن" (كتابة علي وجيه ويامن الحجلي، إخراج سيف السبيعي، "غولدن لاين" و"آي سي ميديا")، لم نصدّق بعد أنّه قاسٍ ولئيم. وغريبة علاقته بابنته الوحيدة. لا هو رؤوف عليها ولا هي سعيدة معه. يظنّ أنّه يجمع المال ويُراكم الثروات، ثم فجأة يخسر كلّ شيء. ويخسر الاعتبار والمكانة. وينتهي وحيداً، لولا وفاء هذه الصبية وأصلها. سلوم حداد، أمام شخصيّة معقّدة، يصبّها على جبينه صبّاً. وعلى نبرته وغضبه. توقعه "حسناء" بشباكها وتهرب بماله. يضيق العالم فجأة، فهل يُراجع نفسه؟ نوع هذه الشخصية يترك الاحتمالات مفتوحة. فنان في مواجهة الخديعة والوحدة و"التهجّم" عليه، مستعدّ دائماً لأي ردّ فعل، مهما كان الموقف صدامياً. ملك مَشاهده، حين اكتشف عملية النصب عليه، وحين فضحه الآغا، وحين رقص في الملهى. وفي كلّ كباش مع ابنته. أستاذ.
 
 
 
وهو فايز الأشقر في مسلسل "350 غرام" (كتابة ناديا أحمر، إخراج محمد لطفي، "غولدن لاين" و"آي سي ميديا")، رجل المافيا واليد القادرة على كتابة مصيرها. سلوم حداد هنا رجل آخر. شكل مختلف تماماً، ملامح متطابقة مع التسلّط والجشع والبشاعة الإنسانية. سيجاره جزء منه. ينفخ دخانه في الهواء، كما ينفخ السمّ في صفقاتٍ كثيرة. الدور محاكاة لقبح الأغنياء حين يدوسون على الفقراء ويحقّقون أحلامهم بأي وسيلة. لا نظافة في الشخصية، فنوعها لا يتعلّم من امتحانات الحياة، وإن طالت دروسها عائلتها الصغيرة. سلوم حداد يُمعجن نفسه، ويضعها في قوالب مختلفة. رأسه يعمل على أكثر من جبهة، ووجهه في استجابة دائمة. هذا الممثل لا يخشى الحريق أو الغرق. في أدواره، يضمن البرّ. سبّاح ماهر.
 
 
عبدالله الحرايري شأن آخر، بعيداً من التملُّك والنذالة. يُكمل أحداث "سوق الحرير" بجزئه الثاني (كتابة سيف رضا حامد، للأخوين بسام ومؤمن الملا، "أم بي سي") بشخصية يلوّعها الشوق ويهدّ الظلم طاقتها النفسية. حبل المشنقة حول رقبته، وأشباح الماضي لا تزال تطارده. رائع سلوم حداد في الاحتفاظ بناره الداخلية. يمثّل باتقان دور الرجل المظلوم، الهارب من قصاص لا يستحقّه. طيّب وحنون، حبّ الأم يملؤه رقّةً. المفارقة أنّ الرياح لا تهبّ وفق ما يشتهي. كلّ الأدلّة ضدّه والعدالة لا تزال بعيدة. حتى الأخ ليس في صفّه، والمتربّصون به على أكثر من مفترق.
 
 
ثلاثة أدوار تؤكّد مكانة راسخة. يحسب سلوم حداد حساب خطواته. ولا يترك مجالاً للزلات. واثق، يمشي ملكاً. لا مجاملات في وصف نجاحه. الشخصيات الثلاث في محلّها. الطاعون يستحقّ كلّ التصفيق.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم