الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

من نتفليكس- I Care a Lot: "الطّمع ضرّ، ما نفع"

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
ملصق فيلم I Care a Lot ("نتفليكس").
ملصق فيلم I Care a Lot ("نتفليكس").
A+ A-
واحدة من الأمثولات التي لقّنني إياها والدي، والتي لا زلت، ولغرابة الأمر، أسمع صوته كلّما استعادتها ذاكرتي، هي "الطمع ضرّ، ما نفع". وبينما أسعى لتوصيف ما شاهدت في فيلم I Care a Lot (تأليف وإخراج جي بلاكيسون)، أراني أتعامل مع حتميّة استخادم هذه العبارة. قد يبدو لكم أنّني على وشك حرق أحداث القصة، لكن ثقوا بي، من المؤسف حرق أحداث فيلم غريب وغير اعتيادي كهذا. 
 
I Care a Lot، فيلم أميركي من إنتاج العام 2020، طرحته منصة نتفليكس في 19 شباط، بالتوازي مع شبكة أمازون عبر خدمة "برايم فيديو"، بعد استحصالهما على حقوق بثّه، إثر النجاح المقبول الذي مني به خلال مهرجان تورنتو الدولي السينمائي، حيث عُرض للمرة الأولى في 12 أيلول 2020.
 
أفضل ما في الفيلم هو القصة غير المبتذلة. أمامنا مارلا غرايسون (روزاموند بايك)، امرأة جذابة، ذكية ومحتالة. تلعب بخفّة لعبة "حيلة الائتمان" حيث تعتاش على خداع النظام القانوني، الذي تقنعه بمنحها وصاية على كبار السن، بذريعة أنهم عاجزون عن رعاية أنفسهم. فتودع ضحاياها في منشأة صحية، قاطعة عنهم الاتصال بالعالم الخارجي.
 
في وقت يعاني بيادقها الوحدة والاكتئاب، تبيع منازلهم وأصولهم مبرّرة ذلك أمام المحكمة بالقول: "لا بدّ لي من دفع ثمن رعايتهم، لذلك أبيع بعض أصولها لتمويل المهمّة، وأتقاضى أجرتي أيضاً، لأن رعايتهم هي وظيفتي، قُل مهنتي".
 
مشاهد التنكيل بالحس الأخلاقي والمبادئ الإنسانية التي يكتنز بها هذا الفيلم النفسي المثير ويقوم عليها، تجعله مقزّزاً، لدرجة أنّ مجرّد التفكير بما تقوم به مارلا يجعلك تكرهها كرهاً تاماً. ومع أنها قد تتشابه وشخصية راتشيد التي أدّتها ساره بولسون في العام الماضي، إلّا أنّ راتشيد حملت هدفاً قد يكون أنانياً، إنما لا يخلو من الإنسانية، حين انخرطت في دفاع مستميت عن شقيقها.
 
شبكة من العناصر سهّلت مهمّة مارلا وشريكتها فران (إيزا غونزاليس)، بما في ذلك الطبيب عديمة الضمير والقاضي الغافل الذي وقف والنظام القانوني إلى جانب مارلا، كونها امرأة. يعرّي الفيلم بذلك سوء استخدام النسوية الذي يجعلها سامّة، تماماً كالنظام الأبوي السامَ في نقل الجحيم إلى الأرض.
 
على صعيد اختيار الممثلين والإخراج، كان لافتاً انتقاء بيتر دينكلاج، المعروف بقصر قامته، لأداء دور زعيم المافيا الروسي، في إشارة سياسية - اجتماعية واضحة إلى التقزيم الأميركي لروسيا.
 
بالحديث عن النهاية غير المتوقّعة إلى حدٍّ ما، والتي التزمنا عدم حرق أحداثها، نعود إلى أمثولة والدي "الطمع ضرّ، ما نفع". الفيلم جيّد على أيّ حال، وننصح بمشاهدته.
 

• إخراج: جي بلاكيسون

• بطولة: روزاموند بايك،بيتر دينكلاج، ديان ويست، إيزا غونزاليس وكريس ميسينا.

• ملخّص: تحتال وصيةشرعية عيّنتها المحكمة على عملائها كبار السنّ، فتوقعهم في شرك رعايتها، لكنّضحيّتها الأخيرة تأتي محمّلة بعواقب وخيمة لم تتوقّعها.

•مدة العرض: 118 دقيقة

 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم