فن ومشاهير 09-08-2023 | 13:01

وزير الثقافة و"باربي" يتصدّران المنصّات... لا لمقصّ الرقيب

المصدر: "النهار"

وزير الثقافة و"باربي" يتصدّران المنصّات... لا لمقصّ الرقيب

فيلم "باربي".

انشغلت منصّات التواصل الاجتماعيّ، منذ الصباح، بخبر مفاده أنّ وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمّد وسام المرتضى ينوي أن يسطّر كتباً إلى كلّ من وزارة الداخليّة والأمن العامّ والنيابة العامّة التمييزيّة لمنع عرض فيلم "باربي" في دور السينما اللبنانيّة. وعُلم عن نيّته هذه خلال اللقاء الوزاريّ التشاوريّ في الديمان يوم أمس، انطلاقاً من اعتباره أنّ الفيلم يروّج لما يتنافى مع الدين والقيم الاجتماعيّة.

وفور انتشار الخبر، بات اسم وزير الثقافة و"باربي" الأكثر رواجاً على منصّات التواصل الاجتماعيّ، إذ أعطت "هواجسه" دفعاً لفئة كبيرة من الجمهور كي يزيد إصراره على مشاهدة الفيلم، ولو من باب "كلّ ممنوع مرغوب"، علماً بأنّ المرتضى لم يشاهد الفيلم، ومن المستغرب أن يبثّ وزيرٌ أجواءً مماثلة تتعلّق بمحتوى لم يطّلع عليه، إضافة إلى تجاهله الموقع الذي يشغله، والمفترض ائتمانه على التنوّع.

يجب ألّا تتحوّل جولة المواجهة الاستباقيّة لأيّ قمع إلى دفاع عن القيمة الفنيّة "الجدليّة" لفيلم "باربي" بل عن حرّية اختيار كل فرد. كما أن تناول هذا التفاعل على السوشال ميديا مع "نيّات الوزير"، يأتي من باب قطع الطريق على أيّ تأثيرات قد تصل إلى مقصّ الرقيب. ولنا في ذلك تجارب.

ولاحقاً، أصدر المرتضى بياناً حسم فيه قراره توجيه كتابٍ الى الأمن العام اللبناني لاتّخاذ كلّ الإجراءات اللّازمة لمنع عرض فيلم "باربي" في لبنان.

ما جاء رسمياً، اليوم، على لسان المرتضى لا يتنافى مع التغريدة التي نشرها يوم أمس بعد لقاء الديمان، وجاء فيها: "يجب مواجهة "ثقافة" الشذوذ الشيطانيّة التي تهدف إلى هدم قيمنا الأخلاقيّة والروحيّة، وإلى نسف مبدأ الأسرة، وإلى مخالفة "نظام الخالق"، والتعبير الأخير هو لغبطة البطريرك الراعي".

مختصر اجتماع الديمان: يجب على جميع المخلصين التعاون لمواجهة طروحات التقسيم والتخويف التي تتهدّد صيغة العيش معاً، وأيضاً مواجهة "ثقافة" الشذوذ الشيطانيّة التي تهدف إلى هدم قيمنا الأخلاقيّة والروحيّة وإلى نسف مبدأ الأسرة وإلى مخالفة "نظام الخالق" والتعبير الأخير هو لغبطة البطريرك الراعي. pic.twitter.com/OF8xcvyG4P
— القاضي محمد وسام المرتضى وزير الثقافة (@JugeMMourtada) August 8, 2023

نيّات المرتضى الذي لا يملك صفة مقرّر في هذا الشأن تبقى من دون فاعليّة لأنّ قرار المنع الكلّي أو الجزئيّ والسماح يبقى منوطاً بالمديريّة العامّة للأمن العامّ، الأمر الذي أوجد حلقة نقاش واسعة على مواقع التواصل الاجتماعيّ.

حدا يخبّر وزير الثقافة انّ الرقابة على المحتوى الثقافي قبل عصر الانترنت لا بتقدم و لا بتأخر. السلطات الدينية عبر وزارة الثقافة منعو كتير كتب و افلام متل آيات شيطانية، دا فينشي كود، و هلق فيلم باربي و جميعها قدرنا نحصل عليها حتى قبل عصر الانترنت، ما أدراك بعدها؟!

و عفكرة، هيدا…
— Bassel (@Bassel_abk) August 9, 2023

خطوة وزير الثقافة #محمد_مرتضى بمنع أي فيلم يروج للشذوذ، ويضرب قيم مجتمعنا وأخلاقنا، خطوة ستُسجل له

تأكّد معاليك أن الأصوات التي تُهاجم هذه الخطوة هي أصوات شاذة شيطانية أو نسويّة مريضة بمحرّكات غربيّة تعمل جاهدة لتدمير مجتمعنا وغزو عائلاتنا وتشتيت أطفالنا

شكراً معاليك
— ماهر (@MaherDha) August 9, 2023

ويتّخذ منتقدون للفيلم موقفاً سلبياً من عرضه بسبب ما يقولون إنه إيحاءات جنسيّة يعتبرونها "للراشدين فقط"، وليس لفئة المراهقين. وهو ما جعله مثيراً للجدل في عدد من البلدان التي وجدت مضمونه مخالفاً للتعاليم الدينيّة والقيم المجتمعيّة. كما أثير جدل حول الفيلم في اليابان بسبب تضمّن موادّ ترويجية له مشاهد انفجارات نوويّة.

خطوة وزير الثقافة #محمد_مرتضى بمنع أي فيلم يروج للشذوذ، ويضرب قيم مجتمعنا وأخلاقنا، خطوة ستُسجل له

تأكّد معاليك أن الأصوات التي ُتهاجم هذه الخطوة هي أصوات شاذة شيطانية أو نسويّة مريضة بمحرّكات غربيّة تعمل جاهدة لتدمير مجتمعنا وغزو عائلاتنا وتشتيت أطفالنا

شكراً معاليك
— ماهر (@MaherDha) August 9, 2023

هلق اجاهن شي اللبنانيي يلتهوا في قرار وزير الثقافة، لت وعجن عيومين
وينسوا انو #رياض_سلامة من جمعة كان عالهوا بمقابلة وهلق قال ما قادرين يوقفو ويحققوا معو لتعذر معرفة مكانه
— sibelle hobeika🇱🇧 (@Bellahobeika) August 9, 2023

تحية للقاضي الشريف @JugeMMourtada وزير الثقافة محمد وسام مرتضى على منعه عرض الفيلم الساقط مع التذكير إنو بس ال ١٩ بالمية وجعن بطنن من هيك قرار 🤷‍♀️ pic.twitter.com/1qDGqNGIUr
— aya (@AyaAmin99) August 9, 2023

واستطاع "باربي" منذ إطلاقه أن يحقّق إيرادات عالية تقدّر بمليار دولار أميركيّ. ويروي قصّة الدمية الشهيرة "باربي" بعد طردها من بلادها الأصليّة وقدومها إلى العالم البشريّ بحثاً عن السعادة.

يركّز الفيلم على العديد من المسائل مثل تقبّل النفس والآخرين والتنوّع. ويُعرف عن الممثلة ومخرجة الفيلم غريتا غرويغ، دعمها قضايا النسويّة.

الفيلم الذي بلغت تكلفته 125 مليون دولار، يروّج لتناوله أسئلة وجوديّة في قالب استهلاكيّ.

إقرأ أيضاً:

وزير الثقافة و"باربي" يتصدّران المنصّات... لا لمقصّ الرقيب