الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

العلم اللبناني بالطبشور إلى "غينيس"... جيوفاني باسيل لـ"النهار": أصرخ من قلب بيروت

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
اللبنانيون يلوّحون بالعلم اللبناني (نبيل اسماعيل).
اللبنانيون يلوّحون بالعلم اللبناني (نبيل اسماعيل).
A+ A-
يعزّ على اللبناني عندما يعيش يقيناً أنّ اللبنانيين وليس المسؤولين، هم الخلاص ووسيلة الإقناع الوحيدة للعالم بأنّ لبنان "الحلو" يجب أن لا يُترك لمن يستمتعون في نهش ما تبقّى منه ويستبيحون كرامة شعبه عبر إغراقه بالذّل.
 
وأمام كل لوحة سوداوية تمرّ يومياً على ناظري اللبناني، لا تزال المبادرات الفردية المعنوية تخرق هذه اللوحة ولو بنقطة بيضاء وبأي وسيلة توافرت، فقط لتذكير محبي لبنان بأنّ هذا البلد لا يزال يملك فرصة لإنقاذ نفسه من النفق الذي سُجن فيه قسراً، فالتفتوا إليه.
 
الرسام اللبناني جيوفاني باسيل من الشباب الذين يؤمنون بأنّ لبنان يستحق هذه الفرصة، وهو نثر الأمل على طريقته وعبر فنّه من خلال دخوله في تحدٍّ عالمي لإدخال لبنان في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية العالمية ورسم العلم اللبناني بالطبشور في قلب العاصمة بيروت.
 

بالنسبة إلى جيوفاني، "الفكرة وليدة الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها لبنان، ولن يكون هناك أجمل من مشهدية رسم العلم اللبناني في ساحة الشهداء"، ويوضح لـ"النهار": "أخوض منافسة لكسر الرقم القياسي، إذ سبق وحقق هذا الرقم رسام من الأورغواي ورسم علم بلاده بالطبشور على مساحة 168 متراً، وهدفي كسر هذا الرقم من خلال رسم العلم اللبناني على مساحة 200 متر".
 
سيحتاج جيوفاني لتنفيذ مهمته إلى ألف طبشورة حمراء وألف خضراء وألف بيضاء، ويقول: "سأرسم العلم بطبشورة ورا طبشورة، سأنفذ الرسم بهذه البساطة. وسيكون هناك مسح طوبوغرافي يسبق تنفيذ الرسم تماشياً مع شروط "غينيس".
 
الحدث الذي يصفه جيوفاني بـ"الوطني بامتياز" يبدأ عند السادسة من صباح السبت (24 تموز الحالي) أمام جامع الأمين، ويوضح: "بحسب توقعاتي سيستغرق رسم العلم من 13 إلى 15 ساعة متواصلة، ستتخللها استراحة متقطعة وفي حال لم أنجزه في شكل نهائي يوم السبت، سأضع اللمسات الأخيرة عليه الأحد (25 تموز) حيث سألتقط الصور عبر الدرون وأتأكد من خلال اللقطات أن الرسم أنجز كما هو مخطط له، وضمن الصور المطلوبة من غينيس".
 
 
كان من المفترض أن يحضر ممثلون عن "غينيس" كما تجري العادة، ولكن بسبب جائحة كورونا والأوضاع غير المستقرة التي يمرّ فيها لبنان، ستتم متابعة تنفيذ هذا الحدث عبر مندوب من "غينيس" في الشرق الأوسط يتواصل مباشرة مع جيوفاني.
 
المفارقة أنّ باسيل يرسم للمرة الأولى مستخدماً الطبشور: "هو تحدٍّ جديد، فأنا اعتدت رسم اللوحات بالأكريليك ولكني شعرت بأنّه عليّ أن أقدّم ما هو جديد لبلدي، هي مغامرة متحمس لإنجازها"، مؤكداً أنّ "وجود العلم اللبناني في وسط بيروت ليس رسالة للخارج فحسب، بل تأكيد للشعب اللبناني أنّ هناك من يريد أن يصرخ للأمل من قلب بيروت، والتأكيد أنّ العلم اللبناني يبقى أهم الأعلام من بين جميع الأعلام الأخرى الموجودة في لبنان".
 
الصرخة الفنية آتية من تاريخ انفجار الرابع من آب الموجع، فبعد الجمود الفني الذي دخل فيه جيوفاني بعد فاجعة انفجار مرفأ بيروت وما عاشه من هول فقدان والده الذي كان بالقرب من المرفأ وشاءت العناية الإلهية ألا يصاب بأذى، يستعيد تلك اللحظات قائلاً: "دخلت في الرابع من آب بمرحلة الصدمة ولم أستطع أن أعبّر. توقفت عن الرسم حتى أستوعب الأخبار، وبعد فترة الاستيعاب بدأت بترجمة كل هذا الوجع بالرسم، لا نريد أن نموت من الداخل، وأنا كفنان أردت ترجمة حزني بالرسم، ولهذا السبب أمضي اليوم بمهمة أرغب من خلالها في تحدّي السواد وأستبدله بألوان العلم اللبناني".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم