نانسي عجرم في "ما تعتذر" تصنع الحدث

لم يكن مستغرباً أن تتصدّر الفنانة اللبنانية نانسي عجرم وأغنيتها الجديدة "ما تعتذر" الترند في لبنان والدول العربية. فهي الفنانة التي تجيد اختيار "الهيتات" بعناية فائقة، وتعرف جيداً كيف ترسم خطواتها الفنية بهدوء ومن دون ضجّة إعلامية، لتثير بعدها حالة خاصة من النجاح والتميّز.

وهذا ما حصل مع أغنيتها الجديدة "ما تعتذر" التي اختارت أن تكون ذات بعد اجتماعي تطرح من خلالها قضية تعاطي المخدرات، عبر فيديو كليب بسيط وخالٍ من الافتعال في المشاهد ولكن مليء بالإحساس والصدق في المشاعر والعفوية في الأداء التمثيلي، ما أعطى للأغنية أهمية وجعلها محط إعجاب الجميع رغم أنها لا تعتبر من ناحية اللحن والكلام والتوزيع "هيت"، وليست بمستوى أغنيات عجرم السابقة، لكن الكليب هو مركز ثقل العمل، وتحديداً أداء نانسي عجرم الصادق المتقن الذي لامس القلوب. فهي الأم التي لا تتصنّع مشاعرها، وهي الزوجة التي تحاول أن تنجو بعائلتها الصغيرة من تبعات إدمان الزوج، فجاءت الأغنية بسيطة وهادئة وهادفة ومؤثّرة. وبدا الفيديو كليب الذي حمل توقيع سمير سرياني أقرب إلى فيلم قصير، أدت فيه عجرم مشاهد تمثيلية بمهارة وإقناع، حيث لم تكتفِ بالغناء، بل أيضاً أدّت مشهداً حوارياً قصيراً ظهرت فيها كممثلة محترفة أكثر منها مغنية، وهذا أيضاً ليس بالجديد عليها التي لطالما حظيت بإشادة من النقاد والصحافيين عن أدائها التمثيلي في أغنياتها المصورّة السابقة، لكنّها تصر على عدم خوض تجربة التمثيل وترفض مغادرة ملعبها الأساسي وتفضّل أن تضع طاقاتها التمثيلية لصالح أعمالها المصوّرة وهذه خطوة ذكية منها، بدل خوض تجربة تمثيل خارج كليباتها غير مضمونة النتائج.

نانسي التي أصدرت أغنيتها في وقت تسيطر فيه أخبار الحرب الاوكرانية الروسية على المشهد وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، استطاعت أن تصنع الحدث وتتصدر الترند، مؤكدة أنّها فنانة يُجمع على حبّها الكبار والصغار.

"ما تعتذر" من كلمات وألحان نبيل خوري وتوزيع باسم رزق وشاركها في الكليب الممثل رودني حداد الذي أجاد أداء دوره.