الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

جوانا ملاّح تعود رسمياً في "إنت عود": لم أعلن يوماً اعتزالي... وثقافتنا الحياة

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
جوانا ملّاح.
جوانا ملّاح.
A+ A-
لماذا لا ينتهي الحنين إلى حقبة "الزمن الجميل"؟ لماذا هذا التّوق الدائم للبحث عن قصص أبطال هذا الزمن؟ ربما لأنّك متى "تكمّشت" بأحد هؤلاء الأبطال ستخرج بمادة تحمل ببساطتها حكماً ومعاني تبعدك عن حياة فقدت بعضاً من طعمها الأصيل.

تقدّر الفنانة اللبنانية جوانا ملاّح هذا الحنين الذي تلمسه في كل عمل تطلقه، لا سيّما وأنّ حضورها، غير الثابت على الساحة الفنية أخيراً، ارتبط بأعمال حملت بعداً إنسانياً من أغنية "بالعطاء" إلى "أنا عربية" التي أصدرتها عقب انفجار مرفأ بيروت، إضافة إلى أغنية دينية "الله يا رحمن".

اليوم تُعلن ملاّح "عودة رسمية". تقول لـ"النهار": "اشتاق الجمهور للفن الذي قدّمته، وأشعر أنّ لديه حالة احتضان لفنّي وشخصي، وأنا أعتبره بمثابة عائلتي ... مهما غاب الفنان، يبقى لديه جمهوره الخاص أمام زوبعة الفن الدارجة. فالفنان الحقيقي لديه جمهور حقيقي".
 
 
أطلقت ملاّح أخيراً أغنية "إنت عود" حملت توقيعها لجهة الكلام واللحن، فتفاعل المستمع مع فنانة "عصفورك لو منك طار"... "كأنّ أرشيفي تمّ إحياؤه من جديد، ويُفرحني هذه الحنين الدائم إلى الفترة الذهبية".

هي ظروف خاصة حكمت على ملاّح بالغياب عن الساحة الفنية، وهي تصرّ على إبقاء أسباب هذا الغياب ضمن "ظروف خاصة وشخصية. لا أحبّ الإضاءة على أي أمر فيه حزن لأنني إنسانة أصدّر الفرح. ابتسامتي مستمرة وعالقة في أذهان الناس".

تقول: "بدأت في 2017 بالتلحين، وزاد نشاطي في هذا الشق خلال فترة الحجر الصحي بسبب وباء كورونا، فولدت أغنية "إنت عود"... الأغنية قصيرة لأنّ الجمهور بات يحب الاقتضاب، وحالتها فرضت نفسها، صدّقتُ الإحساس الذي كنت أعيشه في ذلك الوقت، لا سيّما أنني كنت مشحونة بكم هائل من العواطف، بعدما حرمتنا الجائحة من رؤية أحبابنا، فبات الاحتضان جلّ ما نتوق إليه".

مرّ شهر على إصدار "إنت عود" التي تحقق الهدف المنشود، وسيتبعها بعد شهر رمضان فيديو كليب تطلّ فيه ملاّح على جمهورها... "هي عودة رسمية، ستتبعها أعمال ثانية وثالثة. قررتُ المضي في هذا الطريق، وأرغب في تقديم الفن للجمهور، ولن تتوقف حياتي الفنية إلا لظروف قاهرة أو بإعلاني رسمياً الاعتزال".

تتابع: "أعي أنّ أغنيات مثل: شيناناي، عصفورك، أصعب قرار، حتفضل في قلبي وغيرها عالقة في الأذهان، لكنني لا أرغب في تكرار نفسي مع تمسّكي برائحة الزمن الجميل لكن بأسلوب محدّث".
 


في جعبة ملاّح أعمال كثيرة من شعراء وملحّنين لبنانيين وعرب مخبّأة في الأدراج، وستتّجه إلى إعادة توزيعها وتنتظر التوقيت المناسب لإطلاقها.

طريق الفن تحمل منعطفات وعرة، لكنّ ملاّح تخطّت ما مرّت به متمسكة بالحاضر والمستقبل: "غضيت النظر عن الكثير من الأمور في مسيرتي وتخطيتها لأنني واقعية. متمسّكة بفنّي وأخباري الشخصية عليها أن تكون لي. أريد أن أعيش حياتي الخاصة بجانب عائلتي والتي هي ملكي". تضيف: "كل إنسان حر بحياته وخياراته، أحترم ذلك. هذا إطاري، الحياة قصيرة، والسياسيون قصّروا من حياتنا وأصبحنا كبشر نتحمّل ما يفوق طاقتنا. مشوارنا لم يعد سهلاً، لم نعد نحمل سوى أخبار الموت، نريد الحياة لأنّ هذه ثقافتنا".

تتحدّث عن رحيل الفنان سامي كلارك أخيراً من دون أن يغيب عن وجدانها الموسيقار الراحل ملحم بركات: "خسارة الموسيقار ملحم بركات كانت صفعة، كأنّه سرق منّا. كانت تربطني علاقة يومية مع الموسيقار الراحل، كان محباً لجميع الفنانين الذين يشبهونه. أما الراحل سامي كلارك، فسأعترف بأنني عندما كنت أتمعّن بصوره، كان يلفتني هذا الحزن في عينيه، وكنت أتساءل دوماً: لماذا هذا الحزن العميق؟ قدر الفنان أن يعيش بوجع أو حالة معينة. وهنا أسأل: لماذا لم يقابل هؤلاء الملوك بالورود والتكريم اللائق في الوقت الذي كانوا يهبون حياتهم لأجل تقديم فن؟".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم