السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"عشرين عشرين" و"للموت": من هنا يبدأ العدّ العكسيّ (فيديو)

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
البطولة للأداء اللافت.
البطولة للأداء اللافت.
A+ A-
لا ندري لما يحلو للقلم تأجيل الكتابة المفصَّلة (النقدية) عن هذين المسلسلين حتى الأيام الأخيرة من رمضان. المهم، أنّنا الآن على أعصابنا، وقد انقلبت الطاولة على رأسَي ريم وسحر، وفُضحت حياة الضائعة بين قلبها وعقلها. "عشرين عشرين" و"للموت" يضربان الأوتار، مرّة بالعزف، ومرّة بالقرع على الطبول. انتهى المزاح. عذراً ممن لا يحتملون اللعب على الأعصاب. ولا يستهوون دقّات القلب السريعة. مسلسلان يشكّلان حالة، لا يمكن أن نُشاهد، ثم نُكمل كأنّ شيئاً لم يكن. نُشاهد لنتورّط. لنكون جزءاً من الحرب النفسية.
 
 
تقدّم نادين نجيم أشرس المعارك الإنسانية: الصراع بين الواقع والمشاعر. كبسة الهاتف، وهذه الثواني ما بين الإقدام أو التراجُع، بالنظرات والآهات والصرخة المخنوقة، تجعل من الشخصية سيدة ملعبها، مُنتصرة على الصعوبات. وثمة أيضاً واحد من أمهر اللاعبين حين يوجد النصّ المناسب: قصي خولي. أغرقنا في أوجاعه، كأنّ الخذلان مشترك، يعنينا تماماً. الوجع يا صافي هو في الروح، وفي الثقة، والحبّ. فكيف حين يغلب الصدق كلّ شعارات أخرى، وكلّ الخطايا والتجاوزات؟ يخنق "عشرين عشرين" (كتابة نادين جابر وبلال شحادات، إخراج فيليب أسمر، "الصبّاح أخوان"، "أم بي سي دراما" و"أم تي في")، أنفاس الناس، و"للموت" (كتابة نادين جابر، إخراج فيليب أسمر، "إيغل فيلمز"، "أم تي في") يُكمل الضربة القاضية. يتواطآن علينا. هذا يُمرّر، وذاك يُصوّب، والعكس. نحن المتفرّجين، طالت علينا النهاية. تصبح حياة بعضاً منا. نحاول ألا نلومها، وأن نُبرّر لصافي. نحاوُل التعاطُف، علماً أنّ الواقع لا يسمح بالإفراط في التفهّم. فالرجل تاجر مخدّرات، وليس المطلوب من الدراما تبييض صفحته. فلِمَ هذه العلاقة المولودة من عمق الاعتراض على الحالة وأحوالها؟ لِمَ الانجرار خلفه؟ وتقاسُم آلامه، ومدّ اليد لمداواة خذلانه؟ ولِمَ العتب على حياة، ثم الرغبة في مسح دمعها؟ باختصار، لأنّ الأداء مقنع. والتمثيل جميل بصدقه.
 
 
 
 
سحر يا سحر، إنّه وقت الردّ. لا يُعقل أن يفلت المرء طوال الوقت من دولاب الزمن. وأن ينجوَ دائماً بفعلته. تتمرّد ماغي بو غصن أولاً على نفسها، وتؤكّد كسب التحدّي. قدّمت مَشاهد تُحسب لها كممثلة مجتهدة: مرّة مع ريم قبل المطر المُنهمر فجأة على امرأتين مصدومتين في الشارع، ومرّة مع أمير، حبّ العُمر الملطّخ بالكذبة. هنا اللاعبان مُتمكّنان من شروط اللعبة: دانييلا رحمة الغارسة أظفارها في الشخصية، وبديع أبو شقرا بغضب الرجل المخدوع وردّه الاعتبار لكرامته. مسلسل لا يهدأ.
 
 
مرحلتان مفصليتان في توقيت واحد (هل لأنّ الكاتبة والمخرج هما نفسهما؟). تُفضح ريم وسحر، وتُكشف حياة على حقيقتها. بدأ العدّ العكسيّ. الرحمة للأعصاب. الرأفة بالقلوب الرقيقة.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم