الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

عزت العلايلي... نبوغ فنّي مبكر وحسّ وطني كاد يقضى على مستقبله

المصدر: "النهار"
عبدالمنعم فهمي
العلايلي
العلايلي
A+ A-
اعترى الوسط الفني حزن كبير على فراق أحد أهم عناصره وهو الفنان القدير عزت العلايلي الذي فارق الحياة اليوم، عن عمر ناهز 86 عاماً.

العلايلي لم يكن مجرّد فنان، بل هو إنسان من الطراز الرفيع، الذي انعكست حياته الشخصية على أدواره فقدّم أعمالاً صارت من علامات السينما والدراما المصرية.


وفي اعتقاد كثيرين أنّ بدايات الفنان الراحل كانت من خلال فيلم رسالة من امرأة مجهولة عام 62، لكن هذه المعلومة خاطئة.
 
كان فيلم "يسقط الاستعمار"، للفنانة شادية، وحسين صدقي، فى الخمسينيات، هو بداية عزت العلايلي مع الفن وجاءت مشاركته في الفبلم مصادفة.

ويوثّق الفنان الراحل بنفسه هذا الحدث، من خلال إحدى المقابلات الصحافية، بأن والد زميل له بالمدرسة يعمل ريجيسيراً، طالبه بأنه يُخبر زملاءه في الفصل بوجود فرصة للمشاركة في الفيلم، وتحمس للفكرة، وشارك به.
 

حصل العلايلي على عشرة قروش مقابل ظهوره في الفيلم، وكان سعيداً للغاية، وذهب وقتها من "استوديو شبرا" إلى حى "السيدة زينب" سيراً على الأقدام ليجد مفاجأة في انتظاره.

ففور وصوله إلى منزله وجد والده حرّر محضراً في قسم السيدة، معتقداً أنه تعرض لحادث أو لخطف، بعدما غاب قرابة 20 ساعة بسبب تصوير الفيلم.

ولد العلايلي فى منطقة باب الشعرية بالقاهرة، وسافر إلى الإسكندرية وعمره ثلاثة أعوام، ثم عاد إلى القاهرة فى سن 12 سنة ليعيش في حي السيدة زينب.

كان منزله في السيدة زينب شاهداً على حبه المبكر للفن، بعدما أظهر موهبة في تقليد فنانين، في النطاق الأسري، منهم محمود شكوكو، ويوسف وهبي.
 

أسس العلالي مسرحاً صغيراً فى منزله، وأخبر أهالي المنطقة بأن من يرغب في مشاهدته، وهو يقلد الفنانين، فعليه بالحضور إلى المنزل مقابل قرش واحد.

كان أحد الفنانين الذين لا يمكن فصل حياتهم الخاصة عن المجال الفني، لكنه مع ذلك لم يكن يفضل أن تظهر معه زوجته الراحلة سناء الحديدي في اي مناسبات فنية، حيث تفرغت لبيتها، رافضة الاستجابة لبعض الإشاعات التي كانت تنطلق كثيراً حول زوجها مثل ارتباطه بزميلات له.

لم تكن زوجة العلايلي تغار من الوسط الفني، بعدما قطعا على أنفسهما عهداً منذ البداية أن يعيشا بمبدأ المصارحة والمكاشفة حتى وفاتها.

وعلى رغم ذلك كانت زوجته سناء الحديدي صديقة خاصة للفنانة الراحلة سعاد حسني وإحدى خزائن أسرارها.

وهناك مواقف مهمة لا تنسى في حياة العلايلي منها أنه بعد الثورة يوليو 52 كانت الدولة في كفاح ضد الإنكليز خاصة في مدن القناة، ودفعته الوطنية وحماس الشباب للانضمام للفدائيين هناك، بعدما سجل اسمه لدى أحد المحامين للسفر والجهاد، لكنه عاد في اليوم نفسه من هناك.
 

في هذه الأثناء تم الاعتداء على جمال عبدالناصر في الإسكندرية في حادث المنشية الشهير عام 1954، ووقتها ألقي القبض على عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، واتضح أن هذا المحامي "إخواني" وتم إلقاء القبض عليهم واستمر حبسهم 21 يوماً.

خلال الـ21 يوماً التي قضاها داخل السجن، تعرّف إلى كبار الكتاب أمثال عبدالرحمن الخميسي وحسن فؤاد، وهؤلاء ساهموا في تشكيل وعيه السياسي.

وعلى رغم أنه لم تكن له علاقة بالسياسة، إلا أن هذه الأيام تعلّم فيها السياسة، واستمر في حبه لعبدالناصر.

يشارك العلايلي في عشرات الأعمال ما بين سينما وتلفزيون، أحد أهم أدواره كان في فيلم "الأرض" عام 1970 من إخراج يوسف شاهين، ومن أبرز أعماله "الطريق إلى إيلات، أهل القمة، المنصورية، التوت والنبوت)، وفي المسرح شارك في عدة مسرحيات من أهمها أهلا يا بكوات، ثورة قرية.

نجله هو الطبيب محمود العلايلي، الذي له تجربة تمثيلية وحيدة في مسلسل "حكايات وبنعيشها" عام 2010.

حصل على جائزة أحسن ممثل عن دور "القبطان راضي" قائد العملية الأول في فيلم الطريق إلى إيلات الذي استغرق تصويره عاما كاملا وتقاضى عنه 25 ألف جنيه أجرأ.


شارك العلايلى، سعاد حسنى فى 6 أفلام الاختيار، غرباء الناس والنيل, على من نطلق الرصاص، القادسية، أهل القمة.

وللعلايلى 10 أفلام فى قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996: بين القصرين 1964، قنديل أم هاشم 1968، الأرض 1970، الاختيار 1971، زائر الفجر 1975، على من نطلق الرصاص 1975، السقا مات 1977، إسكندرية ليه؟ 1977، أهل القمة 1981، الطوق والأسورة 1986.
 
آخر أعمال عزت العلايلي مسلسل "قيد عائلي" الذي قدمه العام الماضي، وجسد فيه دور كامل الخولي، وشاركته في البطولة ميرفت أمين.

تم الإعلان عن تكريم عزت العلايلي ضمن فاعليات الدورة الماضية رقم 36 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم