السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

إيلي السّمعان لـ"النهار": انتظروا مفاجآت غير متوقّعة في "بيروت 303"

المصدر: "النهار"
ايسامار لطيف
ايسامار لطيف
المخرج إيلي السّمعان والطفل حسن مرعي.
المخرج إيلي السّمعان والطفل حسن مرعي.
A+ A-
لم تكن السنة الماضية تاريخاً عابراً في حياة المخرج إيلي السّمعان، الذي أظهر عن نضج إخراجيّ واضح، تجلّى آخره في مسلسل "شتّي يا بيروت" فترك أثراً كبيراً في الوسط الفنّي اللبنانيّ والعربيّ أيضاً، حاصداً إعجاب الجمهور وثقتهم بطريقته المبتكرة التي تُبشّر خيراً بالمواهب الشابّة اللبنانيّة، ممّا يُعطينا بارقة أمل في زمن اليأس والانهيارات الذي نعيشه.

من مسلسل "زوجتي أنا" وصولاً إلى "شتّي يا بيروت"، لم يكلّ إيلي السّمعان من إثارة إعجابنا في كلّ عمل يقدّمه، فهو حلقة الوصل خلال التصوير بين الممثّلين وطاقم العمل، ممّا يجعل العمل معه مختلفاً.

أجرت "النهار" مقابلة مع المخرج الموهوب إيلي السّمعان، ليُطلعنا أكثر على تفاصيل مسلسل "شتّي يا بيروت" الذي حقّق نجاحاً كبيراً عبر منصّة "شاهد"، إضافة إلى كواليس مسلسل "بيروت 303" المنتظر خلال شهر رمضان 2022.
 


1- عن مسلسل "شتّي يا بيروت"، هل كنت تتوقّع هذا النجاح؟

"شتّي يا بيروت" هو بالفعل نقلة نوعيّة للدراما اللبنانيّة، وهذا ما اتّفقت عليه مع شركة الإنتاج منذ اليوم الأوّل، حيث قرّرنا أن يُشارك بالعمل كبار الممثّلين والأسماء لنُعطي المسلسل حقّه والثقل الدراميّ الذي يستحقّه. في الواقع، قصّة المسلسل ليست مستهلكة ولا مبتذلة لأنّه جديد وشامل، إلّا أنّه غير مُعلن عنه نوعاً ما في مجتمعاتنا الشرقيّة بحيث نرفض الاعتراف بحقيقة مجتمعنا خوفاً من ردّة فعل الناس، أو من فقدان مكانتنا، ولكن هذا لا يعني أنّ ما حصل قد حصل فعلاً. فالمسلسل يجمع بين الدراما والرومانسيّة في الوقت نفسه، وكلّ ما يمكن أنّ يخطر على بال المشاهد،ولا شكّ أنّ الممثّلين الذين شاركوا فيه لعبوا أدوارهم على أكمل وجه، ممّا ساعدنا على تحقيق كلّ هذا النجاح خلال فترة زمنيّة قصيرة، مع العلم أنّ المسلسل لم يُعرض على أيّ تلفزيون محلّيّ، بل كان عبر منصّة "شاهد".
 
 


2- في الكواليس كنت دائماً على تواصل مع الطفل "أيّوب"، كيف تصف علاقتك به؟ وهل كان التعامل مع طفل يُعاني من متلازمة داون سهلاً؟
 
 علاقتي بالطفل حسن مرعي الذي جسّد دور أيّوب في المسلسل عير اعتياديّة، لا بل أؤكّد لكِ أنّها وثيقة جدّاً، فهو لم يكن يوماً مجرّد ممثّل أو شخص عابر في حياتي، إذ منذ اللحظة الأولى، شعرت بأنّ ثمّة شيء مختلف في هذا الطفل الذي ربما يُعاني من مشكلة صحيّة معيّنة، إلّا أنّه موهوب إلى أبعد الحدود، وذكيّ ويمتاز بقدرته على حفظ الأسماء والأشخاص بسرعة، كما أنّه حنون ومرهف ممّا جعله نقطة ضعف فريق العمل، بحيث كنّا نعمل على إرضائه في كلّ الأوقات ليس بسبب وضعه، إنّما حبّاً به، فهو حالة استثنائيّة ونادرة.
 


وأعتقد أنّه حان الوقت للخروج من قوقعة التنمّر أو استبعاد ذوي الإرادة الصلبة عن الحياة العمليّة، ظنّاً من البعض بأنّهم أفضل منهم، وبحسب خبرتي فإنّ ذوي الاحتياجات الخاصّة أمثال حسن يتمتّعون بموهبة حقيقيّة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، وهذا ما حرصت عليه خلال مسلسل "شتّي يا بيروت"، حتّى أنّه يمكنني القول إنّ شخصيّة "أيّوب" بعفويّتها وبراءتها ساهمت في إنجاح العمل. ويُتابع ممازحاً: "حتّى أنّهم صنعوا لعبة على شكل "أيّوب".

في الحقيقة، لم يكن العمل مع طفل مثل حسن سهلاً، إلّا أنّه كان ممتعاً وأعتبره إضافة إلى مسيرتي، تعلّمتُ منه الكثير، وله مكانة خاصّة في قلبي، حتّى أنّني على تواصل دائم معه وعائلته حتّى الساعة.

ويُخبرنا السّمعان عن موقف طريف حصل أثناء تصوير المسلسل، وتحديداً عند مشهد إصابة "أيّوب" بذراعه، قائلاً: " في هذا المشهد بشكل خاصّ رفض حسن التصوير، ونحن لم نجبره أساساً ولا حتّى لمرّة واحدة على القيام بما لا يُرضيه، إلّا أنّنا تجمّعنا كلّنا أمام المستشفى نتشقلب على الزفت، ونحاول إقناعه ونفعل المستحيل لإضحاكه عساه يُبدّل رأيه، وما من نتيجة! وفجأة قرّر حسن الدخول وتصوير المشهد لوحده".

3- مشاهد ساخنة وقبلات في "شتّي يا بيروت"، البعض اتّهمكم بأنّه مستنسخٌ عن "Fifty Shades of Grey" الأميركيّ، هل ترى أنّ هذا النوع من الدراما يُساهم في شرذمة المجتمع؟

لا داعي للاختباء وراء إصبعنا، فمجتمعاتنا العربية تحتوي على ما هو أخطر من ذلك، فالمسلسل محبوك بأسلوب واقعيّ مميّز، لا بل يمكنني أن أؤكّد لك أنّه يُلامس كلّ عائلة لبنانيّة وعربيّة في مكان ما، ولكنّنا نرفض الاعتراف بما هو خارج عن الطبيعة بنظرنا أو بما نخجل منه، وهذا عيبنا".
 


4- كيف تصف تجربتك مع شركة "الصباح" في التعامل الأوّل لك بعد "إيغل فيلمز"؟

إنّها تجرية لا مثيل لها بكلّ اختصار، ولا تختلف كثيراً عن تجربتي السابقة مع "إيغل فيلمز"، فـ"الصبّاح" تتعامل معنا وكأنّنا عائلة ولسنا في مقرّ عمل، وهذا أمر مريح ويُسهّل العمل على الجميع. فأنا على علاقة أكثر من جيّدة مع الشركة والقيّمين عليها حتّى أنّني أستطيع الاتّصال بلمى الصباح في أي وقت لأخبرها بفكرة معيّنة و"نخوت سوا عليها".

هذا وأشعر بالفخر لأنّني عملت مع أكبر شركتين في العالم العربيّ على صعيد الإخراج.
 



5- تحرص دائماً على إقامة علاقة وثيقة مع الممثّلين، وهذا ما كنّا نلاحظه في خاصّية "الستوري" على "إنستغرام". كيف تصف علاقتك بكلّ من جيري غزال وعابد فهد؟
 
 أنا بطبعي شخص هادئ، لا أحبّ المشاكل، ولا النمط المملّ، وأحاول قدر الإمكان عكس شخصيّتي على موقع التصوير، وهذا ما يجعلني على علاقة وطيدة مع كلّ الممثّلين. فقبل كلّ شيء الممثل إنسان، ولا يمكننا تقييده أو إلزامه بقضاء أكثر من 15 ساعة تصوير يوميّاً بشكل جدّي، لأنّه حتماً سيشعر بالنفور. قبل تصوير مسلسل "شتّي يا بيروت"، كنت أتساءل حول شخصيّة جيري غزال، هل هو فعلاً كما يبدو؟، إلى أن اكتشفت كم هو إنسان مرهف وحقيقيّ وصادق، أمّا الكبير عابد فهد فهو محترفاً ويسعى دائماً إلى الكمال، وهذه الميزة جمعتنا وكوّنت علاقة في ما بيننا".

6- هل سنشهد جزءًا ثانيًا من مسلسل "شتّي يا بيروت"؟
 
 لا أحبّذ فكرة الجزء الثاني إجمالاً، ففي بعض الحالات يفقد المسلسل قيمته، وأعتقد أنّ نهاية "شتّي يا بيروت" كانت واقعيّة، ومن الجميل أن نترك للجمهور حقّ التخيّل، فهذا يُعطي العمل ثقلاً هاماً.
 


7- السباق الرمضانيّ لعام 2022 انطلق... حدّثنا عن مسلسل "بيروت 303"؟
 
كنت أنتظر هذا السؤال. "بيروت 303"، مسلسل مشوّق وغير مبتذل، يتميّز بفكرته العصرية وتعدّد أوجه المجتمع فيه، إذ يُظهر بشكل معيّن الفروقات الاجتماعيّة في لبنان، ويُسلّط الضوء على قضيّة اجتماعية ومطالب شعبيّة عدّة. تدور أحداث المسلسل على الطائرة أو تنطلق من الطائرة، لا يمكنني الإفصاح عن ذلك، ولكنّني أؤكّد لك أنّه نقلة نوعية للدراما، وأنا على يقين أنّه سيُشكّل فارقاً حقيقيّاً ويحصل على إعجاب الجمهور.

المسلسل مؤلّف من 15 حلقة فقط، لأنّ الأحداث ستكون سريعة ومترابطة ولا يحتمل أكثر من ذلك، وسيُعرض عبر منصّة "شاهد" و"MBC"، إضافة إلى محطّة أخرى سيُعلن عنها لاحقاً.

التحضيرات انطلقت، وسنبدأ بالتصوير في نهاية الشهر الجاري، مفاجآت عدّة تنتظر الجمهور، وعودة نادين الراسي إلى الساحة الفنيّة واحدة منها، فسترونها بشكل مختلف بعد طول غياب، كما سيُجسّد جيري غزال دوراً مختلفاً تماماً، ولن تعرفوه!
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم