الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

ناصيف زيتون يغنّي الأصالة بحداثة... وسرّ لجرعة سعادة في "فوروم دو بيروت"

المصدر: "النهار"
اسراء حسن
اسراء حسن
الفنان ناصيف زيتون.
الفنان ناصيف زيتون.
A+ A-

نصادف في الساحة الفنّية ألقاباً لا تُعدّ ولا تُحصى لشخصيات تدفع الجمهور الى عدم تقدير المواهب الذهبية في هذا العالم الممزوج بالكلمات والألحان والصوت أو الكاريزما. هي ألقاب لشخصيّات ما تلبث أن تتّضح حقيقتها عندما تولد وتختفي في فترة قصيرة ضمن موجة "الترند" السطحية. لذلك، فإنّ حاملي لقب "مطرب" أو "نجم" يوضعون أمام مسؤولية ما يطلق عليهم من ألقاب.

 

ومساء الجمعة يشهد على موهبة ذهبية أضاءت المسرح بلمعانها في "فوروم دو بيروت". ليس تبخيراً لصاحب صوت جميل، فللمسرح أيضاً شخصياته، فماذا لو كان ناصيف زيتون يجمع الصوت والأداء والكاريزما ومتعة المشاهدة والاستماع معاً لنجم يحسن اختيار الكلمات والألحان من نجومها. يستحق زيتون أن يكون بين النجوم الثابتين في لمعانهم.

 

أوّلاً، لم يعد الجمهور بمختلف فئاته العمرية يتفاعل مع فنان لا يصدح صوته كما صدح صوت زيتون في "الفوروم"، طيّع موسيقى أغنياته بحنجرة لا تعرف الاهتزاز، قدّم روائعه التي ردّدها محبّوه، مطالبين إيّاه بإعادة أداء عدد منها.

 

ثانياً، يفقه زيتون جيّداً معنى أن يكون نجماً محبوباً، لذلك يعي مسؤولية أن يكون لديه منهج ثابت في فنّه يخضعه لتعديلات تتناسب مع الحداثة، لكنه لا يحيد عن الهويّة والموهبة الفنية التي أوصلته إلى أدراج الشهرة.

 

والأهم من ذلك، أن زيتون تجاوز النجومية والشهرة، وأفلح في إيجاد أرضية مشتركة بينه وبين جمهور هدفها الأساس إسعاده ومناجاة حالاته العاطفية والإنسانية، وهو بات يعلم أنّ كل هذه العناصر كفيلة بضمان بقائه في أعلى القمّة ضمن خيارات ستشعره بالفخر والرضى كلما استعاد أرشيفه الفنّي.

هكذا كانت أجواء حفل "الفوروم" الذي نظّمته شركة "Double Eight Production" لمتعهد الحفلات ميشال حايك. أحياه زيتون حاملاً معه جرعة لا تقدّر من السعادة طردت الهموم والأوجاع. على مدى نحو ساعتين، غنّى من دون كلل، أدّى مختاراته الفنية بطاقة إيجابية من الصعب ألا تصيبك في العمق، فتجد نفسك متخلّياً عن الكرسيّ، ملوّحاً بيديك نحو ساحة الفرح التي أوجدها، مطلقاً العنان لحنجرة أخرجت الطاقات السلبية واستبدلتها بأخرى طعمها الجوهري الشعور بالسرور والترفيه.

 

 

 
بإطلالة شبابية، قابل زيتون جمهوراً حرص على الوصول باكراً، تخوّف من الزحمة والتأخر عن موعده المنتظر. وجّه التحيّة إلى الحضور وأعطى الشارة لفرقته الموسيقية للانطلاق بالبرنامج الفني المعدّ خصيصاً لهذا الحفل. كان كثير الحركة بين أعضاء فرقته الموسيقية، فتارة كان يتّجه إلى عازف الغيتار، وتارة أخرى يجلس بجانب عازف البيانو وثالثة بجانب عازف القانون. التفاعل لم يكن مقتصراً على الجمهور فحسب، فابتسامات أعضاء الفرقة وانسجامهم مع زيتون ذكّرت بالتفاعل الكبير غير المكبوح الذي يظهره أعضاء فرقة الفنان التركي الشهير إبراهيم تاتلس. هؤلاء هم فنانون أيضاً، يشعرون بالرضى لتناغم إيقاعاتهم مع الصوت النظيف.
 
نوّع زيتون بين قديمه وجديده من "حبيبي وبس" التي طالبه الجمهور بإعادة غنائها، لينتقل إلى "إيه بحبك إيه"، "نامي ع صدري"، "مش عم تزبط معي"، "مجبور"، "أوقات"، بالأحلام"، "مقهور منك هالقلب مقهور"، "كل يوم بحبك"، "كاراميلا"، "رابع مرة"، "كذبة ورا كذبة"، مختتماً لقاءه بأغنية "تكة".
 

 
عفوية زيتون كانت طاغية وسعادته تفوق سعادة جمهوره العاشق له، دندن خارج البرنامج المعدّ "قمارة يا قمارة" لبرهة وجيزة، وكان أصيلاً في توجيه تحيّة للراحل إيلي شويري مؤدّياً أغنية "بكتب اسمك يا بلادي" للفنان القدير جوزف عازار، هذه الأغنية المحفورة في قلوب كثر منهم القدير دريد لحام الذي أدّاها في مسرحية "كاسك يا وطن". وكان لسلطان الطرب حصّة قلبية خاصّة، فأدّى زيتون له "خسرت كل الناس".
 
خيارات الصيف الفنية آخذة في التوسّع لترضي جميع الأذواق، انطلقت مع زيتون وسلطان الطرب جورج وسوف وعاصي الحلاني وتكمل طريقها غداً الاثنين مع القيصر كاظم الساهر وكوكبة كبيرة من الفنانين اللبنانيين والعرب، لعلّ بيروت تشهد حركة حياتية بعدما غابت عنها الحياة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم