الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

المسلسل "المظلوم"... "زوج تحت الإقامة الجبرية" كوميديا "الهضامة"

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
نادين الراسي وهبة نور، مع زياد برجي في لقطة من المسلسل.
نادين الراسي وهبة نور، مع زياد برجي في لقطة من المسلسل.
A+ A-
كانت الخشية أن يميل المسلسل نحو السخافة، لكنّ "زوج تحت الإقامة الجبرية"، يُضحك من دون تكلُّف. زياد برجي بين زوجتين: نادين الراسي بدور ماغي، وهبة نور بدور جوري. ضرّتان في مواقف لا تُحسدان عليها. صحيح أنّ الفكرة قد تبدو مُحرِّضة على تعدّد الزوجات، وتشجيع الرجل على استبدال الأولى بالثانية، والثانية بالثالثة، وتكريس الشرخ الإنسانيّ بين الجنسين، حين يحقّ له ما لا يحقّ لها، لكنّ القالب الكوميديّ الخفيف يجعل العمل من دون أبعاد جدّية. مجرّد حلقات للتسلية والضحك، وهنا قوّته.
 
موعد يوميّ مع الاستراحة من ثقل المزاج ومآسي المسلسلات، السابعة والربع مساء عبر "أل بي سي" الفضائية. برجي بدور المحامي يوسف: كاراكتير عفويّ، لا يفتعل ردّ الفعل، ولا يتصنّع الانفعال والتصرُّف. وبين الضرّتين، خُذ على ضحك. فكيف إن دخلت الثالثة على الخطّ؟ (بونيتا سعادة بدور معلّمة الموسيقى)، أو الرابعة! (رانيا عيسى). المسلسل (كتابة زهير قنوع وفؤاد يمّين، إخراج نبيل لبّس، "غولدن لاين" و"آي سي ميديا")، في بداياته؛ وهي مُشجّعة. لا لشيء، سوى الحاجة إلى الضحك، فيُسلّم المهمّة للتركيبة المناسبة: إنجو ريحان، هشام حداد، محمد خير جراح، وأنطوانيت عقيقي. الكلّ جاهز للترفيه عن الناس. والمرور كالهواء في الأجواء الخانقة. يتّخذ العمل من الضرّتين مُحرّكاً لبوصلته، مُدركاً أنّ برجي له مكانه بينهما، يعلم الاتّجاهات، وكيفية قَلْب الأحداث لمصلحته. فالضرّتان تُحسنان فلش المواقف الكوميدية. لنادين الراسي سلاستها وخفّتها، ولهبة نور إطلالتها وشخصيتها، فيشّكلان مع برجي ثلاثياً يُخفّف أحمال الأيام ويُخمد، بعض الشيء، حريقها.
 
 
لا مبالغات بين الشخصيات، بعد. محمد خير جراح إضافة ترفع الأسهم، وتركيبة حداد- ريحان الزوجية، لطيفة. المسلسل هو عودة نادين الراسي من مطبّاتها وغيابها، لا يبدو حتى الآن دعسة ناقصة في قراراتها. تُمسكه بثقة ممثلة تستحقّ الأدوار، لكنّ الأقدار غدّارة. فإذا بها تحاول التعويض بما تستطيع. مَشاهدها مع الزوج والضرّة مُضحكة، كانفعالاتها وغضبها، وتحالفاتها التي تفرضها المصلحة حين تدخل الثالثة على الخطّ. ذلك كلّه، وسط أجواء كورونا. يعلم المسلسل أنّ الكمّامة والعطسة وفحص الـPCR ورقة رابحة، تُقرّب أجواءه من المُشاهد. يجعل الواقع الكوفيديّ خلطته السحرية، فلا يكتفي بمكائد الضرّتين على الزوج وضدّه، بل يُلحقها بمشهدية هذه الأيام، فيُرسّخ مساحة ترفيهية تُشبه الناس وأيامهم. يفهم اللعبة. يبني آماله عليها، ويكسب. مسلسل يدغدغ القلب.
 
 
لكنّه مظلوم. لم تكترث له الشاشات اللبنانية، ولم تقدّمه وجبة لمتابعيها. ينتقد زياد برجي مع الزميل فراس حليمة الإجحاف. يدرك أنّ الأولويات في مكان آخر، فيعتب بغضب. عرضه على شاشة محلّية، كان ليمسح بعض الثقل، ويُخفّفه. "يفضّلون التركي والبرامج الفضائحية"، قال برجي. مؤسف ومُحزن.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم