الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

تلوّث الهواء يخنق الحركة السياحية في مدينة شيانغ ماي التايلاندية

المصدر: "أ ف ب"
مروحية إطفاء تنقل المياه لمكافحة حرائق الغابات وسط تلوث الهواء الشديد في سد ماي نغات سومبون تشون في مقاطعة شيانغ ماي شمال تايلاند (16 آذار 2024 - أ ف ب)
مروحية إطفاء تنقل المياه لمكافحة حرائق الغابات وسط تلوث الهواء الشديد في سد ماي نغات سومبون تشون في مقاطعة شيانغ ماي شمال تايلاند (16 آذار 2024 - أ ف ب)
A+ A-
أصبحت شيانغ ماي، العاصمة السياحية لشمال تايلاند، من أكثر المدن تلوثاً في العالم، مما يعرّض الزوار والمقيمين لاستنشاق هواء مضرّ جداً صحياً.

فمدينة المعابد الكثيرة التي لَفَّها صباح الجمعة ضباب كثيف ناجم عن التلوث، حلّت أولى في ترتيب المدن الأكثر تلوثاً في العالم، بحسب شركة مراقبة جودة الهواء "آي كيو إير" IQAir.
 

وبلغَ مستوى جسيمات "بي ام 2,5" (PM2,5)الدقيقة التي يمكن أن تدخل الدم وتُسبب السرطان، حداً وُصف بأنه "سيئ جداً للصحة"، بحسب "آي كيو إير"، إذ ارتفع إلى ما يعادل 35 ضعف العتبة التي توصي منظمة الصحة العالمية بعدم تجاوزها.

ولاحظ كامول (62 عاماً)، وهو بائع برتقال في أحد أسواق المدينة، إن درجة التلوث "مرتفعة جداً". وقال: "كل ما أملكه هو هذه الكمامة، وهي نفسها التي استخدمتها خلال جائحة كوفيد".

وكثيراً ما تشهد شيانغ ماي مستويات عالية من التلوث خلال الأشهر الأولى من السنة، عندما يُحرق المزارعون في المناطق المحيطة والدول المجاورة الحقول بعد الحصاد كي يتمكنوا من إعادة زرعها بسرعة وبتكلفة اقل.
 
 

وتساهم حرائق الغابات وأبخرة العوادم كذلك في تفاقم المشكلة التي لم تدرك الدولة الآسيوية خطورتها إلا في الآونة الأخيرة.

ووافق رئيس الوزراء التايلاندي سريثا تافيسين في كانون الثاني على مشروع قانون نقاوة الهواء سعياً إلى الحدّ من عواقب تلوث الجو الذي بات يهدد أكثر فأكثر صحة التايلانديين.

وأفادت دراسة رسمية بأنّ عشرة ملايين من هؤلاء استشاروا عام 2023 طبيباً في ما يتعلّق بمشاكل الجهاز التنفسي.

- إلغاء حجوزات -
إلاّ أن سكان شيانغ ماي أكدوا أنهم لم يتلقوا أي مساعدة بعد، ومنهم بائع البرتقال كامول الذي يتنهد ويهز رأسه عندما يُسأل عن الموضوع.

وأشار إلى أنه يحرص على الخضوع كل سنة لمجموعة من الفحوص الطبية "وخصوصاً في ما يتعلق بأمراض الجهاز التنفسي".

وقال ساريا (50 عاماً) خلال تبضّعه في شيانغ ماي إن "درجة التلوث دائمة الارتفاع، وخصوصاً في هذا الوقت من السنة".

وأضاف: "لا يمكننا أن نفعل شيئاً لأن التلوث لا شديد".
 
 

وإذ أوضح أن وقوع المنطقة في منخفض طبيعي يصعّب حل المشكلة، أعرب عن قلقه خصوصاً في شأن أولئك الذين يعانون مشاكل صحية مزمنة.

وأدّى ارتفاع مستويات التلوث في العام المنصرم إلى منع السياح الأجانب من زيارة المدينة، مما أثّر سلباً على أعمال الباعة الجائلين. وأشارت جمعية الفنادق المحلية إلى أنّ أعداداً كبيرة من حجوزات التايلانديين أنفسهم أُلغيت.

لكنّ شوارع شيانغ ماي تبقى تغصّ بسياح يتجولون بين المعالم الأثرية غير آبهين على ما بدا بالضباب الدخاني.

وقال آندي، وهو سائح صيني يبلغ 32 عاماً: "أنا لا أخاف من التلوث". وذكّر بأن الصين تعاني هي الأخرى من سوء نوعية الهواء.

وأضاف "أكتفي بالاستمتاع بالمدينة لأنها جميلة جداً".

أما غِيّوم، وهو سائح فرنسي، فعلّق قائلاً: "ما على الزائر إلاّ أن يواصل أنشطته ويستمتع بيومه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم