ألين طفلة الأربع سنوات في مواجهة سرطان الدماغ... بانتظار أن تستعيد ضحكتها الجميلة
اهتمامات ألين صالح (4 سنوات) لا تشبه اهتمامات أي طفلة أخرى في مثل سنها، فكانت لها دميتها المفضلة ودلالها واهتمامهابشعرها وفساتينها وضحكتها الجميلة التي لا تفارق ثغرها. تميزت ألينباستقلاليتها فكانت تعتمد على نفسها في ما تفعل. هي مدللة العائلة ومحطأنظار كل أفرادها فيسارع الكل إلى تأمين كل ما تطلبه. كانت حياة العائلة جميلة إلىأن شاء القدر أن تتغير بالكامل في اليوم الذي شُخصت فيه إصابتها بسرطان فيالدماغ.
كيف اكتُشفت إصابة ألين بالسرطان؟
لم تكن ألين تعاني أية مشكلة بل هي طفلة مفعمةبالنشاط والحيوية، وفق ما يصفها والدها. من نحو الشهرين ونصف الشهر يؤكد صالح أن العائلة كانت تجلس بسلام فيالمنزل حين لاحظ أفراد العائلة تغييراً في طريقة الطفلة في المشي. فعلى الرغم أنهاكانت تمشي سابقاً باستقلالية تامة إلا أن عدم التوازن في المشي بدا واضحاً وكانتتضطر ألى الجلوس لارتداء حذائها على خلاف ما كان يحصل سابقاً. منذ ذاك اليومالمشؤوم تسارعت الأمور وتبدلت حياة العائلة بالكامل.
يشير والد ألين إلى أنه لم يفكر أحد فيالبداية أن حالة ألين قد تكون خطيرة بل اعتقدوا أن المشكلة قد تكون في المفاصل.كما وصف لها طبيبها الفيتامينات لكن لم يكن هناك أي تحسّن. عندها اصطحب الاهلالطفلة عند الدكتور روني صياد الذي طلب لها مباشرةً صورة للرأس بعد أن رآها تمشيأمامه بطريقة غير متوازنة. تبين في الصورة مباشرةً وجود ورم في الدماغ.
لم تكن لدى العائلة أية تغطية في التأمين أوالضمان. نصح الطبيب الأهل بالتوجه إلى جمعية Chance الكفيلة بتأمين كل المساعدة اللازمة لهملإنقاذ حياة طفلتهما الغالية.
تبين في الصور والفحوص أن الورم الذي في دماغألين كان يضغط في مكان حساس على الاعصاب ويؤثر على العمود الفقري مما يفسّر الالمالذي كانت تعانيه ألين في بعض الأوقات من عنقها. لكن يطمئن الوالد لأن طفلتهالصغيرة لم تعانِ آلاماً حادة بسبب مرضها هذا فكان وضعها مقبولاً باستثناء آلامالعنق أحياناً والتغيير في طريقتها في المشي. لكن من اليوم الذي عرفت فيه العائلةعن مرضها حرصت على حمل ألين من شدة خوف الكلعليها، خصوصاً أنها كانت تتعب عندما تمشي وكانت مشيتها غير متوازنة.
لا يذكر الوالد اليوم إلا أجمل الأوقات التيكان يمضيها مع طفلته الصغيرة قبل ان تمرض ويفضل ألا يتذكر اية لحظة صعبة. فوجعهابالنسبة له هو أصعب ما يمكن أن يتعرض له في حياته. "كنا نسعى إلى إجراءالعملية بأسرع وقت ممكن خوفاً من أن تسوء الحالة. كل ما كنا نرغب به هو الحصول علىالدعم اللازم لإجراء هذه العملية المكلفة حتى تعود ألين نشيطة كالسابق وتعود إليهاضحكتها".
يحمد الوالد الله لان العائلة تنبهت إلى هذاالتغيير لدى الين حتى يُشخّص المرض لديها في مرحلة مبكرة قبل أن تزداد الأمورسوءاً.
طبياً كيف هي حالة ألين اليوم؟
عن حالة ألين تتحدث الطبيبة الاختصاصية فيأمراض الدم والأورام ورئيسة جمعية Chance الدكتورة رلى فرح صياد مشيرةً إلى ان الطفلة الصغيرة أصبحت عاجزة عنالمشي فقد فقدت التوازن وأصبحت تقع بسهولة عندما تحاول المشي بسبب هذا الورمالخبيث في دماغها. كما كانت تعاني ألماً خفيفاً في الرأس لكنها لم تعاني أي ارتفاعفي الحرارة كما قد يحصل أحياناً. سرعان ما أظهرت الصور الورم وموقعه وضرورةاستئصاله في عملية سريعة كلفتها 45 مليون ليرة لبنانية. فلم يكن من الممكنالانتظار لإنقاذ حياة الطفلة ومنه تطور حالتها وتأثير الورم على مواضع أخرىوالتسبب بأضرار أكثر خطورة. لذلك قدمت جمعية Chance كل الدعم للعائلة وأجريت العملية سريعاًلأنه لم يكن من الممكن الانتظار فيما ثمة حاجة ملحة لتأمين كلفة هذه العملية التيأجريت والتي استُخدمت فيها تقنيات متطورة لإزالة الورم بالكامل حتى لا يعود له ايتاثير.
أما فقدان ألين القدرة على النطق فتعتبرهاصياد حالة طبيعية بعد عملية من هذا النوع تسبب ذلك، لكن ذلك موقت وستستعيد تدريجاًقدرتها على النطق. في المقابل بعد استئصال الورم بالكامل من الدماغ لن تكون هناكحاجة إلا إلى المراقبة الدقيقة كل 3 أشهر والصور والفحوص لمدة سنتين من دون حاجة إلىالعلاج الكيميائي. فلا تحتاج ألين إلا إلى الأدوية التي تخفف من أوجاعها الناتجة من العملية الكبيرة التي خضعت لها حتى تعود إليها ضحكتها، كما في السابق.
أما الجمعية فحريصة على الاستمرار بتأمين كلالدعم لألين ولكل طفل مصاب بالسرطان، فتؤكد صياد أنه على الرغم من الأوضاع الصعبةتتبنى الجمعية كل طفل مصاب لان السرطان لا ينتظر ولا يمكن التهاون في ذلك. فلاتوفر جهداً لإنقاذ أرواح الأطفال المصابين أياً كانت الظروف التي تمر بها البلادوالجمعية بطبيعة الحال. علماً أن الجمعية تقدمالدعم والمساعدة حالياً لـ120 طفلاً مصاباً بالسرطان في 8 مستشفيات في لبنان.
للتبرع والمساهمة في تكاليف عملية ألين يرجىالدخول إلى الرابط:
https://chanceassociation.org/donate