الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هاجسنا في هذه الأيام... كيف نعيّد من دون التقاط كورونا؟

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-

مع اقتراب الأعياد، تزيد المخاوف من انتشار أكبر لفيروس كورونا المستجد لاعتبار أنه من المتوقع أن نشهد على تفلّت في هذه الفترة واستهتار في الإجراءات الوقائية. فالاجتماعات العائلية والزيارات والاحتفالات بالعيد كلّها متوقعة وكأننا لسنا في مرحلة انتشار الوباء، على الرغم من أن الفيروس لا يزال موجوداً في حياتنا والإهمال قد يقودنا إلى مرحلة الخطر فلا يعود للندم من فائدة.

 

صحيح أن الإقفال لمدة أسبوعين في الشهر الماضي لم يؤد إلى النتيجة المرجوة، إنما على الأقل ساعد في ضبط الحالات والحد من ارتفاعها قبيل قدوم الأعياد حيث من المتوقع أن تعود وترتفع بسبب الاحتفالات والاجتماعات المرتبطة بالأعياد في هذه الفترة. وبحسب ما يبدو واضحاً بدأ الاستخفاف بالإجراءات الوقائية من لحظة انتهاء أسبوعي الإقفال، فما الذي يمكن توقعه في الاجتماعات العائلية والاحتفالات بالأعياد؟

 

بحسب طبيب الأمراض الجرثومية في مستشفى الحريري الحكومي الدكتور بيار أبي حنا أنه في فترة الأعياد ثمة خطر من انتشار الفيروس بشكل أكبر مما هو عليه الآن. علماً ان المعدلات الآن حتى تعتبر مرتفعة. انطلاقاً من ذلك من المهم التشديد على أهمية التقيد بالإجراءات الوقائية للحد من هذا الخطر.

والحل الوحيد هنا بحسب أبي حنا في تجنب التجمعات في العيد وحصرها قدر الإمكان بأقل عدد ممكن وبأفراد العائلة. فلا يخفى على احد أن التقيد بإجراءات الوقاية في حال التجمع في منزل واحد، صعب ولن يكون قابلاً للتطبيق. من هنا أهمية تجنب التجمعات في هذا العيد تحديداً. هذا ويشير أبي حنا إلى أن ثمة دول ككندا مثلاً منعت الزيارات تماماً في فترة الأعياد وتالياً تعتبر التجمعات للعيد ممنوعة. ويستثنى من ذلك الشخص الذي يعيش وحيداً شرط الحرص الشديد على عدم نقل العدوى إليه إذا كان مسناً خصوصاً.

 

هل يمكن التقيّد بإجراءات وقائية معينة في المنزل في حال اجتمعت العائلة؟

 

يصعب فرض إجراءات وقائية في أماكن مغلقة في تجمع الاحتفال. قد تساعد الكمامة لكنها لن توضع أثناء الأكل أو طوال الوقت في مكان مغلق كالمطعم أو النادي الليلي وتالياً عملياً قد لا تكون الوقاية ممكنة بهذا الشكل ويمكن أن تنتقل العدوى إلى عدد كبير من الحاضرين أو كلّهم في حال كان الشخص مصاباً ولا تظهر عليه أعراض. أما تقليل العدد فيعني الحد من الانتشار. هذا ويشير أبي حنا إلى أن احتمال انتقال العدوى يزيد قبل ظهور الأعراض الأولى بيومين إضافةً إلى فترة المرض طبعاً التي تظهر فيها الأعراض.

 

 ويبقى التباعد الاجتماعي عاملاً أساسياً يجب عدم إهماله، لكنه نادراً ما يطبق في حال كان العدد كبيراً في مكان مغلق. لذلك يُفضّل التقيّد بمبدأ اجتماع عدد قليل من الأفراد من العائلة المقربة لانه لا يمكن التساهل في العيد. فبقدر ما يزيد عدد الأشخاص الموجودين في المكان يزيد خطر نقل العدوى إلى عدد أكبر من الناس مع ما لذلك من نتائج في زيادة معدل الانتشار في البلاد وصعوبة التعامل مع الوضع كنظام طبي يكاد يتخطى قدرته الاستيعابية.

 

وبحسب أبي حنا، يزيد خطر انتقال العدوى 10 مرات أكثر في مكان مغلق مقارنة بالأماكن المفتوحة أو في الخارج. لكن في هذه الفترة من السنة قد لا يساعد الطقس على التجمع في الخارج، فيما تعتمد التدفئة وتقفل المنزل ما يزيد الخطر أكثر بعد. في المقابل، يمكن الحد من الخطر من خلال التهوئة الطبيعية. ففتح النوافذ  للتهوئة يعتبر خطوة جيدة يمكن أن تساعد في الحد من احتمال انتشار الفيروس بين الحاضرين في حال كان أحدهم مصاباً.

لماذا لا تنتقل العدوى إلى البعض في حال وجودهم في المكان نفسه؟

يشير أبي حنا إلى ما يعرف بالـSuper spreaders وهم الأشخاص الذين ينقلون الفيروس إلى عدد كبير من الأشخاص. وقد يكون السببب هنا في ارتفاع معدلات الفيروس لديهم ومن المؤكد أن المكان المقفل يزيد الخطر. من جهة أخرى، يشير إلى دراسات لكنها لا تعتبر مهمة أو واسعة أشارت إلى ان من يعانون انخفاضاً في معدل الفيتامين "د" هم أكثر عرضة لالتقاط عدوى كورونا بحيث يمكن أن يكون هذا سبباً لالتقاط العدوى بسهولة. لكن هذا لم يثبت بشكل مؤكد حتى الآن.

 

ما التفسير العلمي لقرار منع الرقص في هذه الفترة؟

تجدر الإشارة إلى أن قرار منع الرقص اتُخذ في دول عدة كبريطانيا وإيطاليا وليس لبنان البلد الوحيد الذي اتُخذ فيه هذا القرار. والتفسير الطبي لذلك في أنه غالباً ما يتم الوجود في أماكن مغلقة وبأعداد كبيرة حكماً في مثل هذه الظروف. كما أن الأشخاص يوجدون عندها على مسافة قريبة ولا تُحترم طبعاً قاعدة التباعد الاجتماعي ولا تُستخدم حتى الكمامة. وبالتالي أثناء الرقص بوجود أشخاص كثيرين على مسافة قريبة من دون كمامة في مكان مغلق ويزيد اللهاث واحتمال نشر الرذاذ الملوث بالفيروس إذا كان الشخص مصاباً ولا تظهر عليه أعراض، من المتوقع أن ينتشر الفيروس عندها وتنتقل العدوى إلى اشخاص عديدين في المكان. وهذا ما يبرر القرار المتخذ نظراً للظروف المرافقة مع الرقص بشكل يسمح بانتشار الفيروس على نطاق واسع.

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم