الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

في مئوية اكتشاف الأنسولين... مرضى السكري في خطر فهل من يسمع؟

المصدر: النهار
مرضى السكري في لبنان في خطر، والسبب؟
مرضى السكري في لبنان في خطر، والسبب؟
A+ A-
منذ أسبوعين تكثفت الاجتماعات بين كل الأطراف المعنية لإصدار آلية جديدة للموافقات المسبقة لتأمين الأدوية. دخان أبيض تصاعد بعد جهود كثيفة ومساعٍ متواصلة لحل أزمة انقطاع الأدوية المزمنة والمستعصية، وانفراج في الملف الدوائي بدأ ينكشّف بعد وصول كميات من الأدوية إلى وزارة الصحة والمستشفيات.
 
من قصر بعبدا أكد وزير الصحة فراس الأبيض أن أدوية الأمراض المزمنة بدأت تصل إلى الوزارة والمستشفيات، وسيلمس المواطنون نتائج فعلية قريبًا، منوهاً بدعم رئيس الجمهورية لحقوق المستشفيات. هذه البشرى تقابلها صرخة طبية يائسة بعد عجز تأمين أدوية مرضى السكري بشكل مستمر ومنها حقن الأنسولين.
 
لا شك أنّ القطاع الطبي والاستشفائي دق ناقوس الخطر كإنذار مبكّر، ولكن برأي الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للسكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والاختصاصي في الغدد والسكري الدكتور محمد صنديد "أن مرضى السكري تجاوز وضعهم الصحي ناقوس الخطر ودخلوا مرحلة الخطر الحقيقي، وفي حال لم نتحرك الآن سنكون أمام كارثة صحية.
 
نعرف جميعاً العوامل والأسباب المتداخلة التي أدت إلى اشتداد الأزمة الاقتصادية التي أثرت بدورها على القطاع الصحي والدوائي والمستلزمات الطبية، وعلى وجه الخصوص  مسألة دواء الأنسولين. منسوب القلق الذي يرتفع عند مرضى السكري في لبنان يزداد أكثر نتيجة رحلتهم الشاقة التي يجتازونها بحثاً عن أدويتهم وحقن الأنسولين.
 
 
ويشرح صنديد أنّ معاناة المريض تبدأ منذ استلامه الوصفة الطبية، مروراً بالصيدليات، علّه يحظى بدوائه، لكن للأسف يجد نفسه وسط انقطاع متكرر بسبب عدم تسليم الشركات المستوردة أكثر من علبة أنسولين للصيدلية. لن يكون على المريض الميسور أن يلجأ إلى طلب دوائه من الخارج أو الدفع مقابل تأمينه. إلا أن هذه الفئة تبقى أقلية مقارنة بمرضى السكري الذين يعانون من الأزمة الاقتصادية ومن انقطاع أدويتهم وتعذر تأمينها. أما البديل الطبي فليس بنفس الفعالية أو العودة إلى الحقن القديمة كحل موقت يجد نفسه مكرهاً عليه.
 
ويُميّز صنديد بين نوعين من الأنسولين:
 
* الأنسولين البشري
* الأنسولين الحيواني: فعاليته أقل ولكن يضطر الطبيب إلى وصفه للمريض.
علماً أن 90% من مرضى السكري يعتمدون على أقلام الأنسولين و10% على الطريقة القديمة بملء الحقنة. أما اليوم انقلبت الآية وأصبحت غالبية المرضى تلجأ إلى التقنية القديمة نتيجة عدم توفر الأنسولين المعتمد.
 
وعن العراقيل التي تواجه الشركات المستوردة، يؤكد صنديد أنه "أجمعت 4 شركات مستوردة للأنسولين بعد التواصل معها أن المشكلة تتمثل في تحويلات المصرف المركزي، برغم من الوعود الجديدة في إيجاد آلية لتسريع العملية ومعالجة الأزمة.
 
وفي نظرة إلى البيانات، تجاوزت نسبة الإصابة بالسكري في لبنان حوالى 11.5% عند البالغين (بين 20- 76 سنة)، ما يعني أن هناك أكثر من 550 ألف مريض سكري و5000  طفل يعانون من النوع الأول من مرض السكري الذي يكون علاجهم الوحيد اللجوء إلى الأنسولين، في حين يمكن لمريض السكري من النوع الثاني تناول الأدوية، في حين تضطر فئة منهم إلى أخذ الأنسولين.
 
 
ويوضح صنديد أن الأنسولين الموجود في الأسواق اللبنانية أقل جودة من الأقلام، وكما نعرف، فإن الأنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس ليتحكم بنسبة السكر في الدم . ويعتبر الأنسولين أساساً في الحياة، ومن دونه نواجه ارتفاعاً في السكر ومضاعفات صحية على القلب والشرايين والكلى والنظر...
 
وتتمثل المشكلة عالمياً بوجود حوالى 550 مليون مصاب أي يعاني 10.5% من سكان العالم من مرض السكري. ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 650 مليوناً في العام 2030 و790 مليوناً في 2045. و4 من أصل 5 أشخاص في العالم يعيشون في دول ذات دخل متدنٍ أو متوسط، والمشكلة الأكبر أن 250 مليوناً في العالم غير مشخصين بمرض السكري ولا يعرفون أنهم يعانون هذا المرض. واللافت أن نسبة الإنفاق الصحي زادت 350 مرة مقارنة بالـ15 سنة الماضية.
 
وبرغم من أن المشكلة عالمية، إلا ان لبنان يعاني منها نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد منذ سنة، وسعت بعض المبادرات الخجولة إلى تلبية بعض النداءات ومعالجة هذا الشحّ، إلا أنها ليست كافية لسد هذا النقص الكبير الذي تعاني منه شريحة كبيرة من اللبنانيين.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم