الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

ابنة الـ15 عاماً ترحل بعد مضاعفات مع الفيروس... والدها لـ"النهار" "نزيف دماغي بالرغم من نتيجتها السلبية بكورونا"

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
الراحلة يارا نبيل هاشم.
الراحلة يارا نبيل هاشم.
A+ A-
لم تكن يارا هاشم، ابنة الـ15 عاماً، تعرف أن رحلتها ستكون تلك ستكون الأخيرة إلى البرازيل في الحياة... كانت تحلم في استكمال دراستها والعيش مع والدها قبل أن يغدرها الفيروس ويسرق أحلامها وروحها. لم يكن عمرها عامل خطر، ولم تكن تعاني من مشكلات صحيّة، لكنّ مضاعفات كورونا أهلكت جسدها بعد شهر من مقاومتها في المستشفى.
صورتها المنتشرة على صفحات المواقع الاجتماعيّة تجعلك تطرح ألف سؤال.. لماذا توفيت من مضاعفات كورونا، وهي صغيرة؟ لماذا لم يتحمّل جسدها هذا الفيروس الذي يعتبر أقلّ خطورة على مَن هم في سنّها؟ لماذا لم تتجاوب مع العلاجات؟ تتوالى الأسئلة بانتظار أن تعرف قصتها، هي التي أحدثت وفاتها ضجّة وغصّةً، فماذا يكشف والدها لـ"النهار"؟
بصوت منهكٍ وحزينٍ، يروي نبيل هاشم والد يارا تفاصيل ما جرى معها، "من لبنان إلى البرازيل، ما هي إلا أيام حتى اشتكت يارا من ألم في الحلق. وبعد إجراء الفحص تبيّن أنها مصابة بفيروس كورونا، الذي أرجّح أنها التقطته أثناء الرحلة. لم تكن الأعراض قويّة أو حادّة، ومضى 14 يوماً من دون أن يظهر عليها أيّ عارض صحيّ خطير أو مقلق، كانت تبدو جيدة! جاءت نتيجتها سلبية إلا أن الصدمة كانت في فترة لاحقة، حين تعبت فجأة ونقلناها إلى المستشفى. أظهرت صورة الرئة التهاباً وضرراً فيها، وتمّ تنويمها في لحظتها بسبب سوء حالتها."
لم يكن يظهر على يارا خلال إصابتها أيّ عارض يدعو إلى القلق، لكن الفيروس كان يتوغّل في جسدها من دون أن تشعر به. تسلّل بصمت وأحدث كارثة. ظنّت عائلتها أنها نجت من الفيروس إلا أن مضاعفات كورونا تربّصت بها لأكثر من شهر و3 أيام قبل أن تغمض عينيها وتُستسلم للموت.
وفق والدها نبيل "شهر و3 أيام بقيت يارا تقاوم على سرير المستشفى. كانت الالتهابات قويّة، ووصلت إلى المرحلة الرابعة من المضاعفات، حين حاول الأطباء وضع جهاز الـecmo إلا أنها لم تتجاوب مع أيّ محاولة. وبالرغم من كلّ المحاولات، عانت ابنتي من نزيف دماغيّ خطفها منا."
 
ولكن كيف يشرح الأطباء سبب الوفاة؟
برأيهم أنها "تعاني من مرض جينيّ، وكنّا بحاجة لإجراء فحص لمعرفة نوع المرض، إلا أن النزيف الدماغي كان أسرع. "أمّا المفارقة فكانت أن شقيقتها الأكبر، التي تبلغ من العمر 20 عاماً، التقطت العدوى منها، لكنّ أعراضها كانت بسيطة مثل الرشّح، في حين عانت يارا لأكثر من شهر من مضاعفات الفيروس بالرغم من شفائها منه.
كان لدى يارا أحلاماً كثيرة، هي التي كانت ترافق والدها في رحلته إلى البرازيل، وقرّرت أن تكمل دراستها هناك وتعيش معه، فوجدت نفسها في مواجهة مع الفيروس الذي غدر بها في عزّ صباها. يستطرد والدها: "هي ولدت في البرازيل، وكانت ترافقني بين الحين والآخر في رحلتي، وكانت قد اتّخذت قرارها بالعيش معي. هذا البلد الذي أحبّتهُ كثيراً توفيت فيه، لم يتسنَّ لها أن تحقق ما كانت تحلم به."
 
وفي المقلب الآخر، حدّد علماء بريطانيون صبغة جينيّة قد تكون لها صلة بزيادة خطر الإصابة بالفشل الرئوي بسبب مرض #كوفيد-19، في اكتشاف قد يتيح رؤى متعمّقة جديدة، تفسّر سبب إصابة بعض الأشخاص بأعراض أشدّ خطورة من غيرهم، وقد يفتح الباب أمام وسائل علاجيّة مستهدفة ومحدّدة.
يوجد المتحوّر الجينيّ عالي الخطورة في منطقة من كروموسوم يرتبط أيضاً بزيادة خطر الوفاة إلى المثلين لدى بعض مرضى كوفيد-19، الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً.
وتوصّل العلماء إلى أن الخطر المتزايد مصدره الجين (المورِّث) الذي ينظم نشاط الجينات الأخرى، بما فيها الجين المسمّى (إل.زد.تي.إف.إل 1) المرتبط بردود فعل خلايا الرئة إزاء الفيروسات.
وقال البروفيسور جيمس ديفيز، الرئيس المشارك للدراسة إن هذا "يبين أن الطريقة التي تستجيب بها الرئة للعدوى على درجة بالغة من الأهمية. هذا شيء مهمّ لأن معظم العلاجات تركّز على تغيير الطريقة التي يتفاعل بها الجهاز المناعي مع الفيروس".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم