الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

التقدم في السن يقلل نمو الخلايا اللمفاوية... كيف يشيخ نظام المناعة لدى الإنسان؟

المصدر: النهار
كيف يشيخ نظام المناعة لدى الإنسان؟
كيف يشيخ نظام المناعة لدى الإنسان؟
A+ A-




سلط تفشي فيروس كورونا الضوء على أهمية جهاز المناعة لدينا، هذه الشبكة المعقدة من الخلايا والأنسجة والأعضاء التي تمثل السلاح الرئيسي الذي يدافع عن أجسادنا ضد الأمراض وعدوى الإصابات الفيروسية والبكتيرية.
 
وفي تحقيق لـ"بي بي سي" أن الجهاز المناعي مثل اي جزء آخر من الجسم، يشيخ بمرور السنين، ما يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بكل أنواع الأمراض. وهذا هو أحد الأسباب، فضلا عن وجود حالات مرضية سابقة، وراء اعتقاد الخبراء الطبيين أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً هم أكثر عرضة للإصابة بوباء كوفيد-19 وتطوير شكل أكثر خطورة من المرض.
 
كيف يعمل جهاز المناعة؟
للجهاز المناعي فرعان، يتكون كل واحد منهما من أنواع مختلفة من خلايا الدم البيض، تلك الخلايا التي تشارك تحديداً في الدفاع عن أعضاء الجسم.
إن الاستجابة المناعية الطبيعية "الفطرية" تمثل خطنا الدفاعي الأول، فهي تنشط، في الغالب، مباشرة بعد اكتشاف وجود كائن غريب في أجسامنا.
تتألف هذه الاستجابة من "كريات بيض تسمى "العدلات" (neutrophils)، التي تهاجم في شكل أساسي البكتيريا؛ وكريات بيض تسمى "الوحيدات" (monocytes) تساعد في تنظيم جهاز المناعة وتنبيه الخلايا المناعية الأخرى إلى وجود عدوى. وثم تأتي الخلايا الطبيعية القاتلة، التي تعمل على مكافحة الفيروسات أو الخلايا السرطانية. وهذه الخلايا الثلاث لا تعمل في شكل جيد عندما نتقدم في السن" كما توضح مديرة معهد الالتهاب والشيخوخة في جامعة برمنغهام في بريطانيا، جانيت لورد. ثم يأتي دور الاستجابة التكيفية المكتسبة، المكونة من الخلايا الليمفاوية التائية "خلايا تي" والبائية "خلايا بي" التي تقاوم مسببات أمراض معينة. وتستغرق هذه الاستجابة بضعة أيام لكي تظهر، ولكن بمجرد حدوثها، ستتذكر العامل المسبب للمرض في المستقبل وتقاومه مرة أخرى إذا ظهر ثانية.
 
وتضيف: "كلما تقدمت في السن، فإنك تصنع عدداً أقل من الخلايا اللمفاوية الجديدة، لكنك تحتاجها لمحاربة عدوى جديدة مثل سارس-كوفيد2". "وحتى تلك التي أنتجها جسمك في الماضي لمكافحة الالتهابات الأخرى لا تعمل في شكل جيد أيضاً مع تقدمك في السن". أي أن الشيخوخة تسبب انخفاضاً في كل وظائف جهاز المناعة.
 
وتُنتج الاستجابة الطبيعية "الفطرية" عدداً أكبر بقليل من الخلايا ولكنها لا تعمل جيداً، أما الاستجابة التكيّفية فتنتج عدداً أقل من الخلايا الليمفاوية البائية، والتي تُنتج في نخاع العظام والمسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة، وعدداً أقل من الخلايا اللمفاوية التائية، التي تًنتج في الغدة الزعترية وتحدد وتقتل مسببات الأمراض أو الخلايا المصابة.
 
ويرجع الانخفاض في الخلايا التائية إلى حقيقة أن "الغدة الزعترية تبدأ في الانكماش في سن العشرين وتصبح أصغر رويداً رويداً، وعندما تصل إلى سن الـ 65 أو 70، تبقى منها نسبة 3 في المئة فقط "في الجسم"، وفقاً لما تقوله لورد.
 
ويؤدي فقدان الخلايا التي تخزن ذاكرة عن مسببات الأمراض إلى فقداننا ليس فقط للقدرة على الاستجابة للعدوى، فحسب بل والاستجابة أيضا للقاحات التي تمنعها مع تقدمنا في العمر. ويقول إنكارناشن مونتيسينو، الباحث في جامعة كاليفورنيا، لبي بي سي، إن "كل هذه التغييرات التي تحدث مع تقدمنا في العمر تجعل التعافي من عدوى أو إصابة ما أكثر صعوبة بالنسبة إلينا، كما يمكن لبعض هذه الأمراض أن تصبح مزمنة".
 
ولكن على الرغم من أننا جميعاً نعاني من التدهور الذي يمكن توقع مساره مع مرور السنين، إلا أن ما يختلف بشكل كبير هو معدل حدوثه لدى كل فرد. وتتأثر هذه العملية بالوراثة، ولكن أيضاً إلى حد كبير بنمط الحياة. وحتى وقت قريب، لم يكن من الممكن تحديد عمرنا المناعي.
هل يمكن إبطاء عملية الشيخوخة؟ مفتاح ذلك هو أن تظل نشيطاً بدنياً.
 
تقول لورد: "في يومنا هذا، يعد الجلوس لفترة طويلة بمثابة التدخين بالنسبة إلى الجسم".
"ففي الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين كانوا نشطين طوال حياتهم حتى سن الشيخوخة- مثل راكبي الدراجات الذين واصلوا قيادة دراجاتهم الهوائية لمسافات تراوح بين 100 إلى 150 كيلومتراً في الأسبوع حتى بلوغهم سن الـ 80، كانت النتائج مذهلة".
 
تضيف: "كان لديهم الكثير من الخلايا التائية ولم تتقلص الغدة الزعترية".
"وفي دراسة أخرى قامت على مراقبة عدد الخطوات يومياً، وجدوا أنه إذا قمت بإجراء 10000 خطوة يومياً، فإن الكريات البيض "العدلات" تبدو مثل تلك التي يمتلكها شخص يبلغ من العمر 20 عاماً".
 
كما أن العوامل الأخرى التي يمكن أن تساعد في هذا الصدد هي: اتباع نظام غذائي متنوع غني بالألياف مع الأطعمة المختمرة والقليل من اللحوم الحمراء للحفاظ على صحة الميكروبات المعوية، والنوم الأمثل ست ساعات ونصف أو سبع ساعات كل ليلة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم