الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

نقيب المستشفيات الخاصة يروي لـ"النهار" تجربته مع كورونا :"هذا الفيروس غدّار ولا يمكن التساهل معه"

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
نقيب المستشفيات الخاصة يتحدث عن تجربته مع كورونا
نقيب المستشفيات الخاصة يتحدث عن تجربته مع كورونا
A+ A-

وجوده في المستشفيات جعله عرضة للإصابة بفيروس #كورونا، وبعد سنة من الحيطة والحذر لم يسلم نقيب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون من الإصابة به. لم يعرف مصدر العدوى، لكنّ تواجده في المستشفيات والاجتماعات تجعله شخصاً معرضاً طيلة الوقت.
منذ عام وتخوض المستشفيات اللبنانية معركتها مع هذا الوباء، وبينما تشهد المستشفيات الخاصة حرباً نتيجة تقصيرها في المشاركة أكثر في هذه المعركة الوبائية، وجد نقيب المستشفيات نفسه في معركة شخصية مع #كورونا بعد 5 أيام من اكتشافه الإصابة.
إرتفاع عدد الحالات الإيجابية ونسبة الوفيات تشير إلى أن الوضع الوبائي ما زال خطيراً، أيام تفصلنا عن قرار اللجنة الوزارية في التمديد أو فتح البلد، في حين تصارع المستشفيات "على آخر نفَس" بعد أن بلغت قدرتها الاستيعابية القصوى. وما شهدناه من تفلت واستهتار في موسم الأعياد ندفع ثمنه اليوم، فهل اضطر هارون إلى دخول المستشفى، وكيف يُقيّم حالته الصحية والوضع الوبائي بعد 3 أسابيع على الإقفال؟
إضطر النقيب إلى دخول المستشفى لأربعة أيام مع زوجته المصابة أيضاً لتلقي العلاج، صحيح أنه لم يعانِ لإيجاد سرير، ومع ذلك يعرف جيداً أن "الناس عم تتبهدل لإيجاد سرير في أي مستشفى".
يتحدث هارون عما جرى معه بالقول "عادةً أجري فحصين pcr بالأسبوع بحكم عملي وتواجدي في أماكن معرضة لخطر الفيروس. وبعد إجراء الفحص الاول نهار الثلثاء وجاءت النتيجة السلبية، أعدت الفحص نهار السبت لتأتي النتيجة إيجابية. لم أعرف مصدر العدوى ولكن بدأتُ منذ الليلة الأولى بتلقي العلاج حيث خضعت لعلاج البلازما والـRemdesivir."
هذا الدواء الذي سلك طريقه في السوق السوداء ويُباع بثمن باهظ او بالـfresh money، أكد نقيب الأطباء أنه "لم يعانِ من إيجاده، وكان متوافراً في إحدى الصيدليات واشتراه بسعره الرسمي أي 750 ألف ليرة."
 
 

كان على هارون الدخول إلى المستشفى "لأخذ العلاج بالمصل" كما يقول، "في حين احتاجت زوجتي إلى الاوكسجين وخرجنا بعد 4 أيام إلى المنزل لمتابعة العلاج هناك. لم أشعر بالأعراض وربما يعود السبب إلى بدء العلاج في الليلة نفسها، فهذه العلاجات تعطي فعاليتها في أول الإصابة وتساعد على تخفيف الأعراض."
لم يمرّ على إصابته سوى 5 أيام، وعلى نقيب المستشفيات الخاصة المراقبة ومتابعة حالته عن كثب، برأيه "لا يمكن التساهل مع هذا الفيروس لأنه غدار وعلينا أخذ الحيطة ولا يمكن التعويل فقط على ظهور الأعراض من عدمها. أراقب اليوم حالتي وأتابع العلاج خصوصاً مسيّلات الدم تجنباً لخطر التجلطات. صحيح أني لا أشعر بالخوف "بس اأكيد حامل هم متل كل شخص، خصوصي عم نسمع كتير والفيروس غدار ما بتعرفي أيمتى بيقوى وشو بصير".
:تجربته اليوم مع الفيروس جعلته يُدرك ويلتمس أكثر معاناة الناس مع #كورونا والمستشفيات. يشعر بالأسف لما يحصل مع المرضى. يقول "حرام العالم يصير فيها هيك، الناس تتعذب وكنا نتمنى عدم الوصول إلى هذه المرحلة."
 
نحارب باللحم الحيّ
لكن التأسف وحده والتعاطف لا ينفعان، الناس لا تجد سريراً في المستشفيات، وفي حال وجدت عليها دفع مبالغ طائلة لحجر سرير. فنسأله: "هل يمكن لتجربتك أن تحضّ المستشفيات الخاصة على زيادة عدد الأسرّة أكثر؟ فيُجيب أن "المستشفيات الخاصة تحاول بإمكانياتها وقدراتها على زيادة الأسرّة، ولقد قامت بتوسيع وزيادة العدد أكثر من شهر ونصف الشهر، إلا أننا لا يمكن فعل المستحيل لأننا نواجه عائقين، الأول مادي حيث يتطلب تجهيز أقسام كورونا إلى fresh money . أما العامل الثاني فنعاني من نقص في العاملين الصحيين في ظل الهجرة التي طاولت الأطباء والممرضين بشكل كبير".
وفق هارون أن "المستشفيات الخاصة تحارب الفيروس باللحم الحيّ، ولم تتلق المساعدة من الدولة بل على العكس تتلقى الضغط منها حتى أصبحنا اليوم كبش محرقة. وعليه، نحن أمام عاملين إيجابيين نُعول عليهما للسيطرة على الفيروس: الأول هو اللقاح والثاني تمديد الإغلاق حتى نتمكن من تخفيض نسبة الحالات الإيجابية والوفيات التي ما زالت مرتفعة. لذلك أنا مع التمديد لأسبوع أو أسبوعين وإجراء تقييم للوضع الوبائي لاتخاذ القرار المناسب في فتح البلد بالطريقة الآمنة."

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم