الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الذكاء الاصطناعي vs الإنسان... لا غنى عن العنصر البشري حتى الآن!

المصدر: "النهار"
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
 من تحليل البيانات إلى إنشاء المحتوى، تقوم الشركات الكبرى وأصحاب المشاريع الناشئة على حدّ سواء بتجربة مجموعة واسعة من الطرق لاستخدام الذكاء الاصطناعي لخفض التكاليف وتعزيز أرباحهم النهائية. لكن حتى مع الاندفاع لاستخدام الذكاء الاصطناعي، لا يمكن التغاضي عن قيمة الاتصال بين البشر، وخصوصاً في الأنشطة التي تنطوي على تفاعل مباشر مع المستهلِك النهائي.
 
وقد يبدو تسليم عملك إلى الروبوتات خياراً أكثر كفاءة، لكن إهمال التفاعلات بين البشر قد يؤدّي في النهاية إلى الإضرار بعملك على المدى الطويل. ويذكر مقال نشره موقع Entrepreneur، أنه حتى مع رغبة المزيد من الأشخاص في استخدام الذكاء الاصطناعي، فإن الغالبية العظمى غير مستعدّة للتخلي عن الاتصال البشري. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجرتها شركة Faye Travel Insurance أنه فيما 18 في المئة من المسافرين يفضّلون استخدام مساعد السفر الافتراضي، فإن 23 في المئة يفضّلون العمل حصرياً مع وكيل سفر بشري، ويفضّل 51 في المئة استخدام كلا الخيارين.
 
وتُظهر هذه الدراسة، في أغلب الأحيان، أنّ الذكاء الاصطناعي يُستخدم كشكل تكميلي للمساعدة لأنّ الناس لا يزالون يريدون شكلاً من أشكال المساعدة الإنسانية والتواصل.
 
سواء كان الأمر يتعلق بالثقة، أو التفضيل الشخصي، أو الحاجة إلى الارتباط العاطفي، لا يمكن إنكار أنّ الناس يريدون تفاعلاً حقيقياً وهادفاً مع البشر الآخرين. وقد وجد استطلاع حديث أنّ 73 في المئة من المستهلكين يعتقدون أنّ الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر إيجاباً على تجربة العملاء، و77 في المئة لا يزالون يقولون إن "عنصر اللمسة الإنسانية" ضروري لخلق تجارب إيجابية.
 
وأشار كاتب العمود في "نيويورك تايمز" ديفيد بروكس، إلى أنّه فيما الذكاء الاصطناعي يتطوّر، فإنّه يفتقر إلى العديد من السمات البشرية بطبيعتها، وهي الأشياء التي لا يستطيع هو محاكاتها. وأوضح بروكس، أنّ الذكاء الاصطناعي لا يستطيع إنتاج صوت شخصي مميز، أو إبداع حقيقي، أو وجهات نظر عالمية غير عادية، أو تعاطف.
 
وتُعدّ هذه السمات الإنسانية الفريدة، حيوية، خاصةً عند التعامل مع الأفراد، سواء كانوا موظفين أو عملاء. وقد يكون الذكاء الاصطناعي مفيداً في تحديد الأنماط والاتجاهات، لكنّه غير مجهَّز لتكوين علاقة عاطفية ذات معنى وحقيقية مع الفرد.
 
ونصح بروكس طلاب الجامعات بشأن المهارات التي يجب عليهم تطويرها لتمييز أنفسهم عندما يبدؤون حياتهم المهنية. لكن هذه السمات نفسها تُعدّ بالتأكيد ذات قيمة أيضاً لرواد الأعمال. وبطبيعة الحال، تصبح هذه السمات أكثر قيمة عند العمل مع شركاء بشريين آخرين لتوليد الأفكار وحل المشكلات. على سبيل المثال، غالباً ما يُشار إلى العصف الذهني باعتباره نشاطاً تجارياً قيماً لأنّه يجبر صنّاع القرار على النظر في وجهات نظر مختلفة وتجنّب التفكير الجماعي، ويشجع التفكير النقدي. والأهم من ذلك، أنه يبني إحساساً بالتماسك، بحيث يجتمع العديد من الأشخاص معاً للتعاون والعمل على إيجاد حلّ. ومن المؤكد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في هذه العملية، من خلال المساعدة في التنبّؤ بنتائج الإجراءات أو القرارات المختلفة، لكن من غير المرجح أن يكون في غرفة الاجتماع نفس الطاقة التي تحصل عليها عند القيام بالعمل مع أشخاص آخرين. وعلى الرغم من أن أفكار الاجتماع ومخرجاته قد تكون مفيدة، لن تكون إبداعية أو فريدة من نوعها مثلما قد يتوصّل إليه فريقك.
 
لا تنسَ أن تكون إنساناً
هل يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تساعد عملك على أن يصبح أكثر كفاءة؟ قطعاً. لكن هذا لا يعني بالضرورة أنّه يجب عليك بذل كل ما في وسعك لمحاولة أتمتة كل نشاط، إذ يتوق الناس إلى التواصل البشري الحقيقي. وهناك العديد من الأشياء التي يمكن للآلات القيام بها، لكن من المهم أن نتذكر أنّها لا تستطيع أن تحلّ محلّ الاتصال البشري.
 
في الوقت الذي يسارع فيه الكثيرون إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، فإن كونك إنساناً يساعدك في تمييز عملك. وعندما تتعلم استخدام الذكاء الاصطناعي لتكملة جهودك مع الحفاظ على التركيز القوي على العنصر البشري الذي يجب أن تقدّمه أنت وأعضاء فريقك، يمكنك فتح فرص وأفكار جديدة مع توفير الاتصال الذي نحتاج إليه جميعاً بشدة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم