الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مغامرات إيلون ماسك "الحاكم الأوحد" شغلت العالم في 2022... من الفضاء إلى حرب أوكرانيا والحرية وتسريح الآلاف

المصدر: "النهار"
إيلون ماسك (ديما قصاص).
إيلون ماسك (ديما قصاص).
A+ A-

كان عام 2022 حافلاً بالنسبة للملياردير إيلون ماسك، فقد شهد نجاحات عديدة، في المقابل، كان عامه عاصفاً لما مُني به من خسائر مالية وما خاضه من معارك قضائية. ومن الصعب أيضاً نسيان أن الملياردير المغامر ومطلق الصواريخ إلى الفضاء الذي استمدّ إلهامه من أفلام البطل الخارق (آيرون مان) "الرجل الحديدي" شغل أكثر من وظيفة هذا العام، من بينها وظيفة منحها لنفسه وهي رئيس مجلس إدارة "تويتر".

 

إذاً، يُعتبر ماسك رجل العام في قطاع الأعمال والتكنولوجيا دون منازع. فقد كثر الحديث عنه من مؤيّدين ومعارضين لأعماله، ولم يغب اسمه عن "الترند" في مختلف المنصّات ووسائل الإعلام حول العالم. فما هي أبرز "مغامراته" في 2022؟

 

"سبايس إكس": أولى الداعمين لأوكرانيا... رغم الانتقادات

كان الرئيس التنفيذي لـ"سبايس إكس" إيلون ماسك من الداعمين لأوكرانيا منذ الأيام الأولى لحربها مع روسيا، خصوصاً أثناء انقطاع الإنترنت في العديد من المدن الأوكرانيّة المتضرّرة، إذ أرسل عدداً من أقمار "ستارلينك" الصناعيّة إلى أوكرانيا لتزويدها بالإنترنت دون مقابل.

أوضح ماسك في وقت لاحق أن "سبيس إكس" لا يمكنها أن تموّل خدمة "ستارلينك" للإنترنت في أوكرانيا إلى الأبد، وجاء تعليقه عبر "تويتر" بعد تقرير أفاد بأن "سبيس إكس" طلبت من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الدفع مقابل تقديم "ستارلينك" لتلك الخدمة. ودخل الملياردير في سجالات عبر الإنترنت مع مسؤولين أوكرانيين حول خطة سلام اقترحها لوقف الحرب.

 

 

وفي تغريدة أخرى عبر "تويتر"، قال ماسك: "لا تطلب سبيس إكس استرداد النفقات السابقة، ولكن لا يمكنها أيضاً تمويل النظام الحالي إلى الأبد وإرسال بضعة آلاف من المحطات التي تستهلك بيانات أكثر بمئة ضعف من البيانات المستهلكة في المنازل في العادة. هذا غير معقول".

 

إلّا أنّه أكد فيما بعد أن "سبايس اكس" ستواصل دفع مستحقات خدمة "ستارلينك" لتزويد أوكرانيا بالإنترنت، بعد يوم واحد من إعلانه عدم قدرة شركته على الاستمرار في تحمل الأعباء المالية لهذه الخدمة إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد كثير من الانتقادات التي وجّهها إليه المستخدمون، وبعد أن وجد نفسه متورطاً في خلافات مع القادة الأوكرانيين، وبينهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

 

"تسلا": بيع أسهم وتسريحات بالجملة

سجلت أسهم شركة "تسلا" هذا العام أدنى مستوى لها في عامين، في وقت كان رئيس مجلس الإدارة إيلون ماسك قد وعد بعدم بيع أسهمه في شركة السيارات الكهربائية لمدة عامين على الأقل، من دون تأثير يذكر في طمأنة المستثمرين.

 

وباع ماسك أسهماً بقيمة 40 مليار دولار في شركة صناعة السيارات الكهربائية الأكثر قيمة في العالم منذ أواخر العام الماضي، مع مبيعات أسهم بقيمة 15 مليار دولار لتمويل الاستحواذ على "تويتر".

 

 

وأخبر ماسك موظفي "تويتر" أنّه باع أسهم تسلا "لإنقاذ" أعمالهم، بينما كان يشرع في تسريح أكثر من نصف الموظفين في الشركة وطرح مجموعة من التغييرات في المنتجات والسياسات، والتي عكس بعضها لاحقاً.

 

تكافح الشركة أيضاً من أجل جعل مصانعها الجديدة في أوستن بتكساس، وبراندنبورغ في ألمانيا، فعّالة؛ فضلاً عن مواجهة تحديات سلسلة التوريد المستمرة المتوطنة في صناعة السيارات، إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا ما قد يقلّل من جاذبية السيارة الكهربائية التي تعمل بالبطارية للعديد من السائقين، وأدّى ذلك أيضاً إلى العديد من عمليّات التسريح في الشركة، حيث خسر أكثر من 200 عامل وظيفته منذ شهر حزيران.

 

وزُعم بأنّ الشركة تخطّط للمزيد من عمليات تسريح العمال وتجميد التوظيف، وفقاً لموقع "Electek"، فقد أوقفت الشركة التوظيف في الوقت الحالي وستحتاج لتسريح بعض الأشخاص في الربع الأول من عام 2023.

 

ولعلّ أبرز الانتقادات التي تلقّاها ماسك في 2022 جاءت نتيجة عمله خارج المكتب لفترة من الزمن، في وقت يُمنع على موظّفي "تسلا" العمل من المنزل.

وقال ماسك الشهر الماضي إنه سيعمل من بُعد لفترة من الوقت، بسبب تفرّغه لإصلاح نظام العمل في "تويتر"، وفق ما أعلن في تغريدة له، جاء فيها: "لقد كنت في مقرّ "تويتر" في سان فرانسيسكو طوال الليل. سأعمل وأنام هنا حتى يتم إصلاح الشركة". بذلك، يعمل ماسك، الذي أخبر موظفي "تويتر" و"تسلا" أنّه "يقبل استقالة من لا يحضر إلى المكتب"، من بُعد من مقرّ "تويتر" كرئيس تنفيّذي لـ"تسلا".

 

"تويتر": معركة حرية التعبير

في الوقت الذي اختتم فيه الرئيس التنفيذي لـ"تسلا" و"سبايس إكس" عام 2022 بإنجازات رئيسية، من القيام بتوسع عالمي قوي لشركة "تسلا" إلى لعب دور داعم لأوكرانيا ضد روسيا، ركّز الجميع على تغريدات إيلون ماسك وما سيفعله لتغيير منصة "تويتر".

 

وقد تابع العالم كل رسالة له مهما كانت مثيرة للغضب أو استفزازية أو بذيئة، لكنها لم تكن مملّة قط. والتمس رأي الجمهور قبل إعادة الحسابات المحظورة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وغيره من الرافضين البارزين لنتيجة الانتخابات الأميركية.

 

 

وبلغت الإثارة مداها بعد إتمام صفقة شراء "تويتر" بمبلغ 44 مليار دولار في تشرين الأول، والتي لم يكملها إلا بعد فشله في التراجع عن العرض الأولي الذي قدمه قبل انهيار سوق الإعلانات والذي أدخله ساحات القضاء من تويتر.

 

وقلّص أكثر من نصف موظفي "تويتر" البالغ عددهم 7400 بما في ذلك إقالة قيادات الشركة، قبل أن يتراجع سريعاً لإعادة بعض الموظفين لحاجته إليهم. ورفض معظمهم العودة والعمل في ظل ظروف "الكدح" التي اقتضت النوم في المكتب كما أظهر أحد الموظفين ذلك على "تويتر".

 

كذلك، أثار الملياردير الجدل بسبب سلسلة قرارات اتّخذها فور إتمامه صفقة الاستحواذ على منصّة التواصل الاجتماعيّ، أبرزها فرضُ رسم اشتراك شهريّ على أصحاب الحسابات الموثّقة (الإشارة الزرقاء).

 

وفي وقت لاحق، لاقى ماسك، الذي أكّد مراراً أنه مدافع عن حرية التعبير، عاصفة من الانتقادات بسبب تعليقه حسابات عدد من الصحافيين الأميركيين على منصّة "تويتر"، وبات يواجه تهديدات من الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات عليه. وكان قبلها غرّد قائلاً: "حرية التعبير هي حجر الأساس لديموقراطية فاعلة، و"تويتر" هو الساحة الرقمية التي تجري فيها مناقشة الأمور الحيوية لمستقبل البشرية".

وقد دفعت هذه الممارسات البعض الى تشبيهها بسلوك "الحاكم الأوحد".
 

وكتب فولكر تورك، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان: "يتحمل "تويتر" مسؤولية احترام حقوق الإنسان. يجب على إيلون ماسك الالتزام باتخاذ قرارات بناء على السياسات المعلنة التي تعلي من شأن احترام الحقوق، بما في ذلك حرية التعبير. وليس أقل من هذا".

 

"نيورالينك": تجارب على البشر قريباً؟

"نيورالينك" هي شركة ناشئة ساعد إيلون ماسك في إنشائها، وتسعى لربط أدمغتنا مباشرةً بأجهزة الحاسوب. وقد أظهرت مدى التقدّم الذي أحرزته منذ عرضها تجربة القرد الذي يلعب لعبة "MindPong" بواسطة التفكير فقط، في العام 2021.

 

 

وقد أعلن ماسك أنّ التجارب السريرية لشريحة الدماغ ستُجرى على متطوعين من البشر خلال الأشهر الستة المقبلة، وزاد بالتصريح أنه يعتزم شخصيّاً زرع شريحة في المستقبل لأهداف تجريبيّة.

وفي تحديثٍ واسع النطاق، أوضح ماسك برفقة عددٍ قليلٍ من الباحثين، في الـ30 من شهر تشرين الثاني، كيف أن أحدث نسخة من رقاقة الدماغ الخاصّة بالشركة قد تساعد المكفوفين على الرؤية أو استعادة الحركة لمن يعانون من إصابات في النّخاع الشوكيّ؛ وذلك إثر وعد الشركة بأن التكنولوجيا ستكون جاهزة للتجارب السريرية، ما يجعل إعلان ماسك الأخير عرضة لبعض الشكوك.

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم