الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ما هي أسباب دعوات التوقّف عن تطوير الذكاء الاصطناعي؟

المصدر: "النهار"
أحمد البغدادي
أحمد البغدادي
تعبيريّة.
تعبيريّة.
A+ A-
تغيِّر التكنولوجيا العالم بوتيرة غير مسبوقة، فمن تقنية "البلوك تشين" إلى استكشاف الفضاء، تقوم الاكتشافات الجديدة والابتكارات بتغيير كل جانب من جوانب الإنسان والمجتمع. وعند الغوص في غمار هذه الابتكارات، لا بد لنا من التوقف عند تقنية الذكاء الاصطناعي التي أخذت العالم في غفلة وأحدثت بلبلة واسعة في صفوف قادة التكنولوجيا.  
 
لا بد من ذكر أن تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي التي اشتهرت في الأشهر القليلة الماضية ليست بجديدة، فقد ظهرت بوادر هذه التقنية في خمسينيات القرن الماضي، وفي عام 1964 قام جوزيف وايزنباوم بتطوير أول روبوت محادثة في مختبر الذكاء الاصطناعي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "MIT" تحت مسمى "إليزا" الذي كان بمقدوره محاكاة محادثة مع إنسان باستخدام خوارزمية بسيطة لتوليد ردود نصية على الأسئلة. 
 
وعلى الرغم من كون الذكاء الاصطناعي التوليدي أساس الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي منذ العام 2014، إلا أنه اكتسب شهرةً واسعةً في النصف الأخير من عام 2022 عندما تم إطلاق التقنية للمستخدمين، فلطالما كان الوصول إليها مقتصراً على الباحثين والعاملين في هذا المجال. 
 
 
وساعدت موجة الاهتمام حول روبوت المحادثة "شات جي بي تي" أواخر العام الماضي في إحياء المنافسة بين شركات التكنولوجيا لتطوير ونشر أدوات ذكاء اصطناعي مماثلة في منتجاتها. وتحتل "أوبن إي آي" و"مايكروسوفت" و"غوغل" صدارة هذا السباق، ولكن تعمل شركات "IBM" و"أمازون" و"بايدو" و"تينسينت" على تقنيات مماثلة أيضاً. 
 
هذا السباق دفع بأكبر الأسماء في عالم التكنولوجيا إلى المطالبة بإيقاف تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي لمدة ستة أشهر على الأقل، مشيرة إلى "المخاطر العميقة التي يمكن أن يسببها الذكاء الاصطناعي للمجتمع والبشرية". 
 
وذكرت الرسالة الموقعة من أكثر من 25 ألف شخص التالي: "لسوء الحظ، شهدت الأشهر الأخيرة سباقاً بين مختبرات الذكاء الاصطناعي لتطوير ونشر عقول رقمية أكثر قوة لا يمكن لأحد ولا حتى منشئها فهمها أو التنبؤ أو التحكم بها بشكل موثوق". 
 
وأثارت هذه الرسالة فضول العديد من مستخدمي هذه التطبيقات، حول المخاطر التي دفعت بقادة عالم التكنولوجيا إلى توقيع هذه العريضة. وفي هذا السياق سنناقش جميع المخاطر المذكورة في هذه الرسالة وما إذا كانت مبنية على حقائق أم لا. 
 
فقدان الوظائف بسبب الأتمتة:  
 
بحسب شركة "غولدمان ساكس"، فيمكن أتمتة ما يصل إلى 300 مليون وظيفة بدوام كامل في جميع أنحاء العالم بطريقة ما من خلال أحدث موجة من الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي".  
 
وتوقعوا أن 18 في المئة من سوق العمل يمكن أن يتم القيام به من خلال الذكاء الاصطناعي، مع الشعور بآثاره بشكل أعمق في الاقتصادات المتقدمة أكثر من الأسواق الناشئة. وبحسب التقرير فإنه من المتوقع أن يكون العاملون الإداريون والمحامون هم الأكثر تضرراً. 
 
انتهاكات الخصوصية: 
 
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في جمع البيانات الشخصية وتحليلها دون موافقة المستخدمين. فعلى سبيل المثال، ينصح نموذج "شات جي بي تي" المستخدمين بتوخي الحذر بشأن المعلومات التي يشاركونها مع النموذج وتوصيهم بعدم مشاركة معلوماتهم الشخصية أو أي معلومات حساسة أخرى مع نموذج الذكاء الاصطناعي. 
 
لذلك أي شركة تستخدم نموذج "شات جي بي تي" يجب أن تكون حريصة عند إدخال أي معلومات متعلقة بزبائنها فيه لأنه قد يؤدي إلى خرق خصوصيتهم. 
 
التزييف العميق: 
 
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو وصور وأصوات مزيفة واقعية يمكن استخدامها لأغراض ضارة. فعلى سبيل المثال، أورد موقع "بيزنس إنسايدر" أن سيدة في الولايات المتحدة تلقّت مكالمة هاتفية من محتال قام باستنساخ صوت ابنتها للتظاهر بأنه خطفها، إذ قالت جينيفر ديستيفانو إنها تلقت مكالمة من رقم غير معروف، وعندما أجابت، سمعت صوت ابنتها البالغة من العمر 15 عاماً تبكي وتطلب النجدة، في وقت كانت الابنة خارج المدينة في رحلة تزلج. 
 
وبحسب "بيزنس إنسايدر" سمعت ديستيفانو صوت رجل يقول إنه يحتجز ابنتها ويريد مبلغ مليون دولار لإعادتها، وبعد أن قالت إنها لا تملك هذا القدر من المال، تم تخفيضه إلى 50 ألف دولار. 
 
في المقابل، أكد والد الفتاة آنذاك أنّ ابنتهما كانت معه بأمان، وبحسب ما ورد، استخدم المحتالون صوتاً أنتجه الذكاء الاصطناعي مطابقاً لصوت الفتاة. 
 
التحييز الخوارزمي الناتج عن البيانات السيئة: 
 
يمكن أن يقدم الذكاء الاصطناعي معلومات متحيزة بناءً على البيانات التي تم تدريبه عليها. هذا يمكن أن يؤدي إلى تمييز ضد مجموعات معينة. وفي مقالٍ سابق، كنا قد سألنا روبوت المحادثة "شات جي بي تي" عن السلبيات المحتملة لاستخدامه، وقد أعطى الرد الآتي: 
 
التحيّز: يمكن أن يتأثر ناتج النموذج بالبيانات التي تمّ التدرّب عليها، وبالتالي يمكن أن يعكس أيّ تحيّزات موجودة في تلك البيانات، ويُمكن أن يؤدّي إلى نتائج متحيّزة أو غير عادلة، إذا استخدِم النموذج في اتّخاذ القرار أو المهامّ الحاسمة الأخرى. 
 
 
أتمتة الأسلحة: 
 
بحسب لجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي، فإن هذه التقنية ستكون أهم أداة في جيلنا هذا، ومن المؤكد أنها ستشعل الصراع على الهيمنة العسكرية.  
 
يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تسريع عملية اتخاذ القرار من خلال فرز كميات كبيرة من البيانات بشكل أكثر كفاءة من أي وقتٍ مضى. وسيتم استخدام الأسلحة التي تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي لإصابة الأهداف بدقة هائلة. وسوف تستخدم الجيوش هذه التقنية للقيام بعمليات معقدة مثل قيادة أسراب من الطائرات بدون طيار، مع تأثير مدمر.  
 
كما سيسمح الذكاء الاصطناعي للجيوش بتحديد نقاط الضعف في شبكات الحاسوب بشكل أفضل، ومساعدتهم على الدفاع ضد أو ارتكاب الهجمات الإلكترونية.  
 
في مقابلةٍ مع هيئة الإذاعة البريطانية في عام 2015، ذكر ستيفن هوكينج، الفيزيائي النظري الشهير التالي: "تطوير الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعني نهاية الجنس البشري". قد يتشارك الكثير رؤية هوكينج للذكاء الاصطناعي، ومع ذلك يمكننا القول على وجه اليقين إن طريقة استخدامنا للذكاء الاصطناعي هي من ستحدد مستقبلنا. 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم